حلّقت سوق الأسهم الأمريكية إلى جولة أخرى من الأرقام القياسية، الجمعة، مع إنهاء مؤشري «داو جونز» و«ستاندرد آند بورز» أفضل أسبوع لهما في عام. جاء ذلك بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، وحالة الدعم التي وثقها خفض أسعار الفائدة على نطاق واسع بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الفيدرالي.
خلال التداولات، تجاوز مؤشر «داو جونز» الصناعي حاجز الـ 44 ألفاً لأول مرة، قبل أن يتراجع بشكل طفيف ويُنهي الجلسة مرتفعاً 259.65 نقطة، أو 0.59% عند 43988.99 نقطة. وصعد «إس آند بي» بنسبة 0.38% إلى 5995.54 نقطة، بعد أن تذوق طعم الـ 6000 في إنجاز مميز. أما «ناسداك المركب» والمثقل بالتكنولوجيا، فأضاف 0.09% إلى رصيده الذي بات 19286.78 نقطة، مسجلاً كذلك أعلى مستوياته القياسية خلال اليوم.
وأنهت جميع المتوسطات الثلاثة الأسبوع عند عتبات إغلاق مرتفعة، سجل فيها مؤشرا «ستاندرد آند بورز» و«داو جونز» أفضل قفزة أسبوعية لهما منذ أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2023، مع إضافة 4.59% و4.83% على التوالي. فيما دفعت التوقعات بخفض ضرائب الشركات وإلغاء القيود التنظيمية مؤشر «ناسداك» إلى مستويات إغلاق قياسية لثلاث جلسات متتالية، مختتماً الأسبوع الأمثل له في شهرين، بتقدم 5.84%.
- القطاعات الحساسة
وكانت القطاعات الحساسة لأسعار الفائدة مثل العقارات والمرافق هي الأفضل أداء من بين 11 مجموعة رئيسية في مؤشر ستاندرد آند بورز، حيث انخفضت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات للجلسة الثانية على التوالي إلى 4.30%، بعد ارتفاع حاد في أعقاب الانتخابات، لتظل بالقرب من أعلى مستوى في أربعة أشهر. في حين ارتفع العائد على السندات الآجلة لعامين إلى 4.25%.
بدروها، خفضت الأسواق توقعاتها لوتيرة انحسار أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي في عام 2025، مع استمرار المخاوف بشأن التعريفات الجمركية المقترحة من قبل الإدارة القادمة، والتي من المرجح أن تعيد إشعال التضخم.
- الصناديق المالية العالمية
استقطبت صناديق رأس المال العالمية تدفقات استثمارية داخلة بأعلى وتيرة منذ مطلع العام الجاري، في ظل بحث المستثمرين عن ملاذات آمنة وسط الضبابية السياسية التي كانت محيطة بالانتخابات الأمريكية.
ووفقاً لبيانات جمعتها مجموعة بورصات لندن، جذبت الصناديق استثمارات صافية بقيمة 127.44 مليار دولار خلال الأسبوع المنتهي في السادس من نوفمبر، وهي أكبر تدفقات داخلة منذ الأسبوع المنتهي في الثالث من يناير.
ونجحت الصناديق الأمريكية في جذب استثمارات بقيمة 78.68 مليار دولار، وهو أعلى مستوى في ستة أسابيع، في حين استقطبت الصناديق الأوروبية والآسيوية استثمارات بقيمة 42.87 مليار دولار و4.76 مليار على الترتيب.
وعلى صعيد القطاعات، استقطبت صناديق الصناعات 1.02 مليار دولار، فيما شهد قطاعا المالية والسلع الاستهلاكية تدفقات خارجة بقيمة 420 مليون دولار و354 مليوناً على الترتيب، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز».
واجتذبت صناديق السندات العالمية تدفقات صافية للأسبوع السادس والأربعين على التوالي، بنحو 11.45 مليار دولار، بدعم من صناديق السندات قصيرة الأجل التي استقطبت 3.23 مليار دولار.
وشهدت صناديق السندات متوسطة الأجل والشركات والحكومات المقومة بالدولار تدفقات واردة بقيمة 1.42 مليار دولار و824 مليوناً و606 ملايين على الترتيب.
وفي الأسواق الناشئة، كشفت البيانات التي تغطي 29.675 ألف صندوق، تسجيل تدفقات خارجة بقيمة 1.55 مليار دولار، وهي ثالث عملية بيع صافية أسبوعية على التوالي.
- يوم فوز ترامب
استقطبت صناديق الأسهم الأمريكية تدفقات داخلة غير مسبوقة منذ 5 أشهر، حين تم الإعلان عن فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة.
وأوضح محللو «بنك أوف أمريكا» بقيادة مايكل هارتنيت في مذكرة، أن 20 مليار دولار من الاستثمارات تدفقت للصناديق الأربعاء الماضي، استحوذت صناديق أسهم الشركات منخفضة القيمة السوقية على 3.8 مليار دولار منها في أكبر تدفق داخل لها منذ مارس 2024.
كان هذا الإقبال المرتفع على صناديق أسهم الشركات الصغيرة إثر توقعات استفادتها من السياسات الحمائية المرتقبة من قبل إدارة ترامب.
وقال هارتنيت، في المذكرة التي نقلتها وكالة «بلومبيرغ»، إن فوز ترامب بالرئاسة، وحصول حزبه الجمهوري على الأغلبية في الكونجرس -لا تزال نتائج انتخابات مجلس النواب غير محسومة لأي من الحزبين- قد يترتب عليه تبني سياسات واسعة النطاق.
منها خفض الضرائب على الشركات بإعفاءات تصل لنحو 8 تريليونات دولار، وتحصيل إيرادات بقيمة 3 تريليونات دولار من رفع الرسوم الجمركية، وخفض الإنفاق العام بنحو تريليون دولار.
وورد في المذكرة أن صناديق الأسهم الأمريكية جذبت إجمالي 32.8 مليار دولار من الاستثمارات على مدار الأسبوع المنتهي في السادس من نوفمبر.
- الأسهم الأوروبية
سجل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي انخفاضاً للأسبوع الثالث على التوالي، الجمعة متأثراً بتدابير مخيبة للآمال لتحفيز الاقتصاد الصيني وكذلك المخاوف بشأن الرسوم الجمركية بعد فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة هذا الأسبوع.
وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضاً 0.6% مع خسارة قطاعي التعدين والسلع الفاخرة المنكشفين على الصين أكثر من 3% لكل منهما.
وكشفت الصين عن حزمة بقيمة 10 تريليونات يوان (1.40 تريليون دولار) أمس الجمعة، لمعالجة مشكلات ديون السلطات المحلية، ما خيب آمال المستثمرين الذين توقعوا حدوث انتفاضة مالية.
وهبطت معظم أسهم شركات السلع الفاخرة الفرنسية، إذ هوى سهم شركة (إل.في.إم.إتش) 3.3 في المئة وسهم شركة كيرينج 8%.
وسجل المؤشر الأوروبي خسائر أسبوعية بلغت 0.2% في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون احتمالية فرض رسوم جمركية بعد عودة ترامب لرئاسة الولايات المتحدة.
- أسهم اليابان
ارتفع المؤشر نيكاي الياباني، الجمعة، وسجل أكبر مكاسبه الأسبوعية منذ سبتمبر/أيلول، على الرغم من أن أموراً منها تعديلات بالخفض لأرباح شركات وعدم اليقين بشأن ما إذا كان الجمهوريون سيسيطرون على الكونجرس الأمريكي بمجلسيه ألقت بظلالها على السوق.
وأغلق نيكاي مرتفعاً 0.3% إلى 39500.37 نقطة، في حين أنهى المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً التداولات منخفضاً 0.03% عند 2742.15.
وسجل نيكاي أكبر مكاسبه الأسبوعية منذ أواخر سبتمبر/أيلول وارتفع 3.8%، مقتفياً أثر وول ستريت بعد فوز الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وصعد سهم مجموعة سوفت بنك اليابانية للاستثمار في الشركات المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي 2.9% وكان من بين الأسهم ذات الثقل التي سارت على درب ارتفاع نظيراتها الأمريكية.
وتلقى نيكاي دعماً من ارتفاع فاست ريتيلينج المالكة للعلامة التجارية للملابس يونيكلو وشركة التوظيف ريكروت هولدنجز 0.8% و4.4% على الترتيب.
إلا أن المستثمرين لا يزالون يترقبون لمعرفة ما إذا كان الجمهوريون سيتمكنون من السيطرة على الكونجرس بمجلسيه وهو ما قد يؤثر في مدى سهولة تمرير ترامب مقترحاته.
وقال ماساهيرو إيتشيكاوا، الخبير الاستراتيجي لدى شركة سوميتومو ميتسوي دي.إس لإدارة الأصول، إن أرباح الشركات المحلية «لم تكن جيدة بشكل خاص»؛ إذ نشرت شركات في قطاعات حساسة اقتصادياً مثل شركات تصنيع السيارات نتائج أكثر تواضعاً، ما حد من مكاسب المؤشر نيكاي.
وهوى سهم تايو يودن لصناعة المكونات الإلكترونية 16% وسهم شركة مستحضرات التجميل شيسيدو بـ7%، فيما قفز سهم فوروكاوا إلكتريك 17.4%.
وهبط سهم نيسان موتور 10% بعدما أعلنت، أمس الخميس، أنها ستشطب تسعة آلاف وظيفة و20% من قدرتها التصنيعية العالمية.
وانخفض سهم الشركة في أحدث التداولات 6.1%، إلى جانب هبوط سهمي تويوتا وهوندا 3.6% و2.7% على الترتيب.
كما أن قوة الين النسبية مقابل الدولار لم تدعم أسهم الشركات التي تركز على التصدير.