الشارقة: «الخليج»
انطلقت، السبت، فعاليات الدورة الحادية عشرة من مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات، الذي تنظمه «هيئة الشارقة للكتاب» بالتعاون مع «جمعية المكتبات الأمريكية»، بالتزامن مع فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب؛ حيث يجمع المؤتمر على مدار يومين نخبة من أمناء المكتبات والخبراء والمتخصصين في قطاع المكتبات من جميع أنحاء العالم، تحت شعار «دمج الذكاء الاصطناعي بخدمات المكتبات وتعزيز محو أمية الذكاء الاصطناعي»؛ لمناقشة الدور المركزي الذي تلعبه المكتبات في تعزيز الصناعات الإبداعية واقتصاد المعرفة.
واستضاف المؤتمر في «مركز إكسبو الشارقة»، أكثر من 400 خبير وأمين مكتبة من المكتبات الأكاديمية والعامة والمدرسية والحكومية والخاصة، من أكثر من 30 دولة، إلى جانب أكثر من 100 مشارك من المكتبيين الإماراتيين، مما يجعله العدد الأكبر من المشاركين في تاريخ المؤتمر.
ملتقى العقول والأفكار
وفي كلمته خلال حفل افتتاح المؤتمر، رحّب أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي للهيئة بالضيوف في إمارة الشارقة، وقال: «تحت قيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تؤمن الشارقة أن مصير الأمم والحضارات يرتبط بالمكتبات التي تجسد ملتقى العقول والأفكار، وتمنحنا الفرصة لنفهم الماضي ونصنع المستقبل، وكانت الشارقة ولا تزال هي المكان الوحيد خارج الولايات المتحدة الذي يستضيف هذا المؤتمر، للسنة الحادية عشرة على التوالي، بالتعاون مع جمعية المكتبات الأمريكية».
وأضاف العامري: «في ظل التطور التكنولوجي السريع، يسلّط مؤتمر هذا العام الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تطوير خدمات المكتبات وتعزيز تفاعلها مع الجمهور، ضمن برنامج شامل يركز على الابتكار في عالم المكتبات، وآليات دمج الذكاء الاصطناعي في إدارة مصادر المعرفة، لتبقى المكتبات مواكبة للتطلعات الحديثة وتلبية احتياجات الجمهور وتعزيز كفاءتها ومساهمتها في تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة».
من جهته، ناقش الدكتور ليو لو، عميد وأستاذ كلية المكتبات الجامعية وعلوم التعليم بجامعة نيو مكسيكو، تقرير «الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم والتعلم: رؤى وتوصيات» الذي أصدره «مكتب التكنولوجيا التعليمية» التابع لـ«وزارة التربية والتعليم الأمريكية»، والذي يناقش أهمية محو أمية الذكاء الاصطناعي للمعلمين وأمناء المكتبات.
وقال الدكتور ليو لو: «أحدثت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتشات جي بي تي، عند اختراعها في عام 2022، تحولاً جذرياً في مسار عملية التعليم وآلية عمل المكتبات، حيث يساوي هذا الاكتشاف في أهميته اكتشاف النار، واختراع الكهرباء والإنترنت، ورغم وجود بعض المخاطر لسوء استخدامها، إلا أن الفوائد التي تقدمها هذه التكنولوجيا لا حصر لها؛ حيث استطاعت تكنولوجيا تشات جي بي تي النجاح في امتحانات كليات الحقوق والأعمال والطب، وبرزت بعض المسائل القضائية والخلافات والنزاعات القانونية بين الكتاب والناشرين والرياضيين من جهة، وبين القائمين على هذه التكنولوجيا بسبب حقوق الملكية الفكرية، لكن القوانين بدأت تتضح لتلافي مثل هذه النزاعات».
وأضاف: «تعرف محو أمية الذكاء الاصطناعي بالقدرة على فهم واستخدام الذكاء الاصطناعي والتفكير بشكل نقدي حول المجتمع والقيم الأخلاقية والحياة اليومية، وتتضمّن عناصره الرئيسية المعرفة التقنية وفهم المبادئ والوظائف والعمليات الأساسية للذكاء الاصطناعي، والوعي الأخلاقي والإحاطة بمعضلات التحديات الأخلاقية التي قد تنجم عن استخدامه، والمهارات العملية لاستخدام أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي بكفاءة وفاعلية، والتأثير المجتمعي الذي يتضمن فهم تأثير الذكاء الاصطناعي على التركيبة المجتمعية والعادات والتطورات المستقبلية».
ويناقش المؤتمر سبل تعزيز خدمات المكتبات بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، من خلال دمجها بأنظمة المكتبات، مع التركيز على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة المكتبات، وتقديم خدمات مبتكرة تُسهم في بناء مجتمع المعرفة، إلى جانب استعراض تطبيقات الذكاء الاصطناعي الناجحة المستخدمة في إدارة المكتبات.
ندوات
ويتضمن برنامج المؤتمر ندوات وجلسات نقاشية تتناول جملة من المواضيع المتنوعة، منها: المكتبة التجريبية وكيفية تحمل المخاطر والإخفاق المحتمل وإحداث التغيير، وبناء المعرفة الإخبارية وتعليم مهارات التفكير النقدي في المكتبات المدرسية، وإعادة تصور إتاحة المكتبة ودعمها باستخدام الذكاء الاصطناعي التحاوري، وأمناء المكتبات المدرسية، والمكتبة المرحة، والممارسات اليومية القائمة على الأدلة في المكتبات، وتحول المكتبات في عصر العلوم المفتوحة، ودمج الذكاء الاصطناعي في المكتبات المدرسية، والمكتبات الأكاديمية والمجتمع والثقافة والتعاون.
ابتكار
وقدّمت كاثرين كوبر، رئيسة مكتبة إيبرهارد زيدلر في جامعة تورنتو، كندا، جلسة «المكتبة التجريبية: كيفية تحمل المخاطر والإخفاق المحتمل وإحداث التغيير»، وكيفية التحقيق باستخدام التقنيات المكتسبة من الشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا سريعة التطور، وكيفية استخدام التجارب لاتخاذ قرارات مستنيرة قائمة على الدليل العلمي، وتعزيز المبادرات المبتكرة.
في حين قدم توم بوبر، أمين مكتبة مدرسية ومنسق مكتبة المقاطعة في منطقة كلايتون التعليمية بولاية ميسوري الأمريكية، جلسة «بناء المعرفة الإخبارية: دروس لتعليم مهارات التفكير النقدي بالمكتبات المدرسية»، للإضاءة على أهمية تعزيز قدرة الطلاب على تطوير مهارات المعرفة بالأخبار.
واستكشفت جلسة «إعادة تصور إتاحة المكتبة ودعمها باستخدام الذكاء الاصطناعي التحاوري»، التي قدمها يرجو لابالاتين، أمين مكتبة خدمة البيانات في جامعة زايد بدولة الإمارات، ونيكيش ناريانان، أخصائي تكنولوجيا المعلومات في الجامعة نفسها، الاستخدام المبتكر للذكاء الاصطناعي للمحادثة في المكتبات من خلال تطوير برنامج «عائشة» الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي في مكتبة الجامعة ويوفر دعماً شخصياً بطريقة مبتكرة للتفاعل مع خدمات المكتبة ومصادرها من خلال التكامل مع فهرس المكتبة والمصادر الخارجية مثل جوجل وويكيبيديا.
خبرات
وشهد المؤتمر جلسة بعنوان «أمناء المكتبات المدرسية: مشاركة القصص والدروس والنجاح»، شارك فيها أمناء المكتبات المدرسية الحائزون على جوائز «أمناء مكتبات المدارس»، التي تنظمها «مؤسسة الإمارات للآداب» سنوياً، خبراتهم في كيفية إنشاء مبادرات وبرامج مدرسية ناجحة؛ حيث شارك في الأولى ياسر محمد عبد المطلب، أمين مكتبة مدرسة المجد النموذجية في الشارقة، وابتسام المراشدة، أمينة مكتبة روضة المروج في الشارقة.
نماذج جديدة
في جلسة «المكتبة المرحة»، ناقشت ميغان لوتس، أمينة مكتبة الفنون، روتجرز، في جامعة ولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة، النماذج الجديدة لتعزيز المشاركة في المكتبات وتوضيح أثرها الإيجابي في المجتمعات، كما تناولت أهمية تبني ثقافة الإبداع واللعب في المكتبات، في حين قدّمت ميغان هوليهان، مديرة برامج موارد مكتبة شبكة جامعة المجتمع المفتوح، جلسة «الممارسات اليومية القائمة على الأدلة في المكتبات».
عادي
«الشارقة الدولي للمكتبات» يناقش محو الأمية بالذكاء الاصطناعي
9 نوفمبر 2024
18:55 مساء
قراءة
4
دقائق
https://tinyurl.com/ye27knt4