الشارقة: «الخليج»
شهدت فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، جلسة إطلاق كتاب «التثقيف زمن التأفيف»، للكاتبة الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان أول سفيرة فوق العادة للثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، والصادر عن دار ديوان للنشر؛ بحضور الدكتورة حمده الحمادي، مدير إدارة الآداب والهوية الوطنية وزارة الثقافة والشباب، ومروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة، وأحمد القرملاوي، مدير دار ديوان للنشر، وعدد من الكتاب والمسؤولين في المؤسسات الثقافية والتعليمية، وأدارها الروائي الدكتور حسن كمال.
وخلال الجلسة طرح الدكتور حسن أسئلة حول الأبعاد الشخصية التي أسهمت في تشكيل أسلوب الكتاب وخصوصيته مثل: تأثير خلفيتها الثقافية والإبداعية والفنية، والكتب التي قرأتها وتركت أثراً عليها، إلى جانب أسلوب الكتاب في عرض القضايا التي تناولها حيث يطرح بعضها للتفكير ويقدم حلولاً لبعضها الآخر.
بدوره، قال أحمد القرملاوي، مدير دار ديوان للنشر: «نجح الكتاب في الإجابة عن أسئلة العصر بأسلوب يجمع بين الفكر والجمال البصري، وإنني كقارئ، أحب هذا النوع من الكتب، التي يصعب تصنيفها، فهي تتجاوز القوالب التقليدية؛ إذ لا يُحلِّق خارج السرب، لكنْ فوقه بأمتار، يراقب السرب، ويستشرف مَساره، بل ويخشى عليه، فكاتبته مهمومة بالمجتمع، باللغة كأداة للتواصل الاجتماعي، بالإبداع الذي يستلهم من الثقافة والموروث، وبالعادات والتقاليد التي تعكس الثوابت والقيم المتوارثة، والتي تُعد الأكثر قيمة في ممتلكاتنا، وهي ما يحدد موقعنا من العالم».
وناقشت الجلسة مجموعة من المواضيع المحورية، مثل اختيار عنوان وغلاف الكتاب، إلى جانب استعراض عدد من العناوين العريضة التي ركز عليها، كالانفتاح الثقافي، وديناميكية اللغة، ومصطلح الرياء الثقافي، فواتير المبدعين، الشاعر طرفة بن العبد، علم الأنساب، الأصالة والتطور، دولاب النوستالجيا.
وقرأ الدكتور حسن كمال خلال الجلسة مقتطفات متنوعة من الكتاب، مستخلصاً منها بعض الأسئلة للكاتبة، كما طرح من خلالها استفسارات على الحضور من المثقفين والكتاب والمسؤولين في المؤسسات الثقافية والتعليمية، مما خلق أجواء تفاعلية أثرت الحوار بمداخلات متنوعة، حيث عبر الحضور عن آرائهم في الكتاب، وأشار بعضهم إلى أن مواضيعه تحمل قضايا وهموم الثقافة العربية.
يطرح الكتاب تساؤلات حول حالة الإنسان المعاصر وحيرته واضطراباته وقلقه، حيث يشجع القارئ على التأمل والحصول على فهم أعمق للثقافة ومفهومها، من خلال طرح ثمانية موضوعات تعكس ثنائيات يومية مثل: الإعادة والتكرار، العادات والأعراف، الخيال والواقع، والجمال والفائدة، ويدعو الكتاب القارئ إلى تأمل تأثير هذه المفاهيم على الفرد والمجتمع.
كما يتناول العديد من الموضوعات والأفكار حول الفلسفة والثقافة والفنون العربية والعالمية، وينهل من مصادر معرفية متنوعة، مسلطاً الضوء على الكثير من الأمثلة والاقتباسات من التراث العربي، بغية تقديم أمثلة عن «التأفف»، وهو المصطلح الذي تستخدمه المؤلفة للتعبير عن حالة التوتر الداخلي والحيرة النفسية التي يعيشها المجتمع العربي المعاصر.