عادي

وسائل التواصل..صوت الشعراء الشباب

16:16 مساء
قراءة 3 دقائق
أحمد السلامي
سمية إينيغي
هينا ميان

الشارقة: «الخليج»
أكد عدد من الشعراء العرب والأجانب أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في خلق تفاعل فوري ومباشر بين الشاعر وجمهوره، مما أدى إلى تغيير واضح في وظيفة الشعر، حيث أصبح الشعر أقرب إلى تفاصيل الحياة اليومية، مشيرين إلى أن هذه الوسائل أصبحت أداة قوية للشباب للتعبير عن مشاكلهم وإيصال أصواتهم وهمومهم إلى الجمهور، كما تعكس المواضيع التي يتناولها الشباب واقعهم وتحدياتهم، حيث توفر لهم هذه المنصات مساحة للتعبير عن آرائهم بحرية.
جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان: «كيف يعيد الشباب تعريف الشعر»، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب وتحدث خلالها كل من الكاتبة الباكستانية هينا ميان، والكاتبة والطبيبة الجنوب إفريقية سمية إينيغي، والروائي والشاعر اليمني أحمد السلامي، وأدارتها علياء المنصوري.
وفي حديثه حول الشعر في زمن الإنترنت، أوضح أحمد السلامي أن وجود المنصات الافتراضية أحدث انزياحاً في لحظة الكتابة، حيث يكتب الشاعر قصيدته بارتباط فردي مع الحاسوب أو الهاتف، وينشرها مباشرة أمام جمهور واسع من القراء، ما خلق بدوره نوعاً جديداً من التواصل، وكأن الشاعر يكتب قصيدته أمام جمهور حي مباشرة.
وأضاف السلامي أن هناك فرقاً بين شكل القصيدة وموضوعها، حيث يمكن للشكل التقليدي أن يحمل محتوى معاصراً يعكس القضايا الحالية، لافتاً إلى أن الأدب، سواء كان شعراً أو رواية، يتأثر بالتحولات الاجتماعية والسياسية، مما يجعل الكاتب يستجيب للتغيرات حوله.
كما أوضح أن وظيفة الشعر تغيرت، حيث أصبح أقرب إلى تفاصيل الحياة اليومية، وباتت القصيدة تعبر عن تساؤلات فردية.
بدورها، أوضحت هينا ميان أن وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت تغيرات جوهرية مقارنة بالماضي. وقالت: «قبل ظهور هذه الوسائل، لم يكن لكثير من الأصوات فرصة التعبير بحرية، خاصة لأولئك الذين نشأوا في بيئات تفتقر إلى المساحات المفتوحة للكتابة والتعبير».
وأضافت هينا أن وسائل التواصل أصبحت أداة قوية للشباب للتعبير عن مشاكلهم وإيصال أصواتهم وهمومهم إلى الجمهور؛ فالناس يتابعون هذه الأصوات الشابة لأنها تتحدث بجرأة وبدون قيود، مما يخلق فضاء واسعاً يكسر الصمت ويمنح الحرية لمن كانوا مهمشين أو مقيدين.
وأوضحت هينا أن الشعر المعاصر يتماشى مع ظروف الإنسان اليوم لأنه أصبح وسيلة لنقل الأفكار والتعبير عن تجارب الحياة المعاصرة. أما في السابق فكان أداة لتوثيق الأحداث والتاريخ، وديواناً عالمياً يعبر عن مختلف الثقافات والتجارب الإنسانية.
من ناحيتها، أوضحت سمية إينيغي أن المواضيع التي يهتم بها الشباب في بلادها جنوب إفريقيا على وسائل التواصل تعكس بشكل مباشر ما يحدث في واقعهم، خاصةً قضايا العنصرية، وحقوق النساء ذات البشرة الداكنة، والعلاقات الاجتماعية في إفريقيا. وبيّنت أن هذه الوسائل أصبحت تسمح للشاعر بترك بصمته الرقمية بشكل أكبر من ذي قبل.
وأوضحت سمية أنها منذ دراستها الشعر في المدرسة الثانوية وتعرّفها إلى أشكاله المختلفة، أدركت أن الشعر يمثل صوت الجمهور، لذا فإنها لا تلتزم دائماً بالقافية، وقالت: «الفكرة الجميلة تفرض حضورها دون حاجة إلى قيود».
وحول أهمية انخراط الشعراء في مجتمعاتهم، قالت سمية: «يجب علينا كشعراء أن نبقى على صلة بواقعنا المحلي؛ فالعولمة مهمة، لكن لا ينبغي أن تكون على حساب الثقافة والانتماء المجتمعي، حيث إننا، كشعراء، نمثل أصوات مجتمعاتنا، وهذا هو الأساس الذي يجب ألا نبتعد عنه».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc32da35

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"