د. حسن مدن
لم تكن منصة «تويتر» قد تحولت بعد إلى مسماها الجديد «إكس»، حين قامت المنصة بحجب حساب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل مغادرته البيت الأبيض بأيام بعد انتهاء ولايته الأولى في عام 2020، وهي المنصة التي كان لترامب عليها صولات وجولات لا تنسى.
جاء ذلك الحجب على خلفية اقتحام مناصري ترامب لمبنى الكونغرس ساعة تنصيب خلفه الديمقراطي جو بايدن، حيث عزت إدارة «تويتر»، يومها، قرراها إلى خشيتها من «تكرر نشر رسائل تحرض على العنف»، وإذا كان مناصرو الحزب الديمقراطي قد رحبوا يومها بذلك القرار، فإن آخرين رأوا في ما حدث «مؤشراً خطيراً وخطوة تقوض حرية التعبير عبر الشبكات الإلكترونية»، ومساساً بحرية الرأي، محذرين من النفوذ المتزايد لشركات الاتصالات.
من أولى الخطوات التي اتخذها ماسك بعد أن أصبح مالكاً للمنصة، في العام 2022، وقيامه بتغيير اسمها، رفع الحجب عن حساب ترامب عليها، بعد إجراء استطلاع رأي أيدّ فيه المستخدمون الخطوة ولو بفارق ضئيل عن المعارضين لها، وهي خطوة تنسجم مع موقف معلن لماسك، وصف فيه قرار حظر ترامب بأنه «قرار سيئ أخلاقياً» و«حماقة في أقصى درجاتها»، وحينها لم تنمّ تلك الخطوة عن علاقة خاصة تجمع بين الرجلين، ترامب وماسك، بل إن موقف ماسك قبل انتخابات عام 2016، من ترامب كان متحفظاً، حيث صرح لشبكة «سي إن بي سي»، آنذاك، أن ترامب «ليس الرجل المناسب لرئاسة البلاد»، ولم يوافق على قرار ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، حيث قال يومها: «تغير المناخ حقيقي. مغادرة باريس ليست جيدة لأمريكا أو العالم».
سبحان مغيّر الأحوال، ها هو ماسك في نسخة 2024، غير ماسك الذي كان، كما تجلى ذلك في الحملة الانتخابية التي توّجت ترامب رئيساً لأمريكا، مرة أخرى، في فوز ساحق على منافسته، مرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، حيث أنفق أغنى رجل في العالم أكثر من 110 ملايين دولار من ثروته الشخصية لدعم حملة ترامب، ولعب دوراً رئيسياً في حملة الجمهوريين للفوز، ويقال إن هذا التحول بدأ منذ عام 2020، عندما دعم ترامب موقف ماسك في صراعه مع ولاية كاليفورنيا بشأن إغلاق مصنع تسلا خلال جائحة كورونا.
يبدو أن «بروفايلاً» أخر لإيلون ماسك قيد التشكّل، أو لعله قد تشكّل فعلاً، بعد إعلان الرئيس المنتخب نيته تعيين ماسك في منصب حكومي رفيع، مقترحاً إنشاء منصب «وزير خفض التكاليف» أو رئيس لجنة الكفاءة الحكومية، موضحاً أن ماسك هو من اقترح تشكيل مثل هذه اللجنة لضمان إنفاق «أموال دافعي الضرائب بشكل جيد»، وسيشرف ماسك، شخصياً، على «مراجعة كاملة للحسابات المالية والأداء للحكومة الفيدرالية بأكملها».
https://tinyurl.com/4k6k93e9