أكدت المهندسة لمياء عبيد الشامسي، مديرة دائرة الشارقة الرقمية، أنه في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم نحو الاقتصاد الرقمي، وتبني الحكومات للابتكارات التكنولوجية، تتصدر الدائرة مشهد التحول الرقمي في إمارة الشارقة، مسهمة بدورٍ ريادي في نقل الإمارة إلى مرحلة جديدة من التطور الذكي والرقمي، وتعمل الدائرة على توظيف أحدث التقنيات، لتسهيل حياة المواطنين والمقيمين، وتعزيز كفاءة الخدمات الحكومية، ما يسهم في تعزيز التفاعل بين الجهات الحكومية والمجتمع على أسس من الشفافية والسرعة والكفاءة.
وقالت في حوار مع «الخليج»: إن الدائرة قدمت إنجازات ومشاريع رقمية، هدفت إلى تيسير الإجراءات الحكومية، وجعلها أكثر مرونة وذكاءً، بدءاً من الخدمات اليومية التي تهم المواطن العادي، وصولاً إلى تطوير البنية التحتية الرقمية، التي تدعم قطاعات الاقتصاد والأعمال والتعليم والصحة، ومناقشة أبرز الحلول للإسهام تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي والاجتماعي عبر التكنولوجيا والابتكار.
استعرضت في الحوار التالي أبرز الخطط المستقبلية، نحو التحول الرقمي، من خلال استراتيجيات مبتكرة، سواء عبر تحسين البنية التحتية التكنولوجية أو بناء القدرات البشرية التي تقود هذا التحول، والتطلعات التي تسعى إليها الدائرة، في ظل التغيرات العالمية السريعة التي تشهدها الساحة الرقمية.
- ما أبرز التقنيات المبتكرة والخدمات المعتمدة في القطاعات الحكومية بالإمارة؟
نسعى للتعريف بالتقنيات الرقمية التي تقدمها الإمارة من أجل تطوير الخدمات الحكومية وتعزيز جودة حياة قاطني الإمارة من مواطنين ومقيمين وزوار ومستثمرين. بوصفها الذراع الرقمي الموثوق للحكومة والممكن للتحول الرقمي للإمارة، تسخّر الدائرة كل إمكاناتها لدعم الجهات الحكومية في الشارقة، بهدف الارتقاء بكفاءة الخدمات وتميُّزها، وترسيخ مكانة الشارقة وجهةً رائدة للابتكار.
وفي سبيل ذلك، نحرص على إطلاق العديد من المشاريع والمبادرات المبتكرة، من أبرزها المنصة الموحدة للموظفين One Portal، التي تمثّل بوابة آمنة، توفّر لجميع موظفي حكومة الشارقة دخولاً موحداً إلى طلبات الدائرة، ولدينا خطط لتحديث هذه المنصة في المستقبل بتطبيقات أخرى إضافية، من شأنها الإسهام في تعزيز الكفاءة التشغيلية.
- كيف ترون توظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير القطاع الحكومي؟
تلتزم الدائرة الشارقة الرقمية توظيف التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، إيماناً منها بأهمية هذه التقنيات في ترسيخ التميُّز الرقمي والابتكار، لتقديم خدمات سلسلة تتسم بالموثوقية والأمان، وفقاً لرؤية الإمارة وتوجهات دولة الإمارات، لتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي قدماً.
الذكاء الاصطناعي مجال واسع ومتشعب، ونحن في صدد تطوير قدرات الحكومة في هذا المجال، إذ عملنا على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإصدار الثاني من منصة الشارقة الرقمية، وأضفنا خدمة الدردشة الفورية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي تسهل الوصول إلى المعلومات الحكومية الموثوقة، كما سنعمل على تسخير الذكاء الاصطناعي في أمور، مثل رفع الإنتاجية، وتسريع الخدمات وتقليل الوقت اللازم للحصول على الخدمات.
وبالطبع عند الحديث عن الذكاء الاصطناعي، لا بدّ من ذكر البيانات، حيث يُعدّ هذا الذكاء أحد الأدوات الأساسية في تحليل البيانات الضخمة بشكل فوري، وتوفير نظرة شاملة تساعد على اتخاذ القرارات الاستباقية السليمة، لذلك نحرص على تعزيز قدرة الإمارة في استخدام البيانات، عبر وضع استراتيجية إدارة البيانات وحوكمتها وضمان خصوصيتها، ويُعَدُّ مشروع «المرونة السيبرانية»، من ضمن مبادراتنا في هذا المجال، حيث يعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي، لتحليل البيانات والتعرف إلى الأنماط المهددة للأمن السيبراني، وتعزيز القدرة على التصدي للتهديدات الإلكترونية بطريقة أسرع وأكثر فاعلية.
- ما المشاريع الرقمية المعتمدة خلال العام الجاري؟
من أبرز المشاريع الرقمية التي جرى اعتمادها، خلال العام الجاري، مشروع منصة الشارقة للخدمات العقارية «عقاري»، إذ يهدف إلى تطوير منظومة رقمية موحدة، لربط الخدمات العقارية في مختلف أنحاء إمارة الشارقة وتبسيطها ورفع كفاءتها، ما يسهم في دعم وصول المستخدمين إلى الخدمات العقارية وتعزيز جودتها.
هناك أيضاً عدد من المشاريع الأخرى، التي يجري العمل عليها، مثل منصة موحدة لإصدار الرخص التجارية تتيح لأصحاب الأعمال الجدد تقديم طلبات للحصول على تراخيص الأعمال، وتسهم في تبسيط العملية من خلال دمج الخدمات المعاد تصميمها مع الجهات المعنية.
- حدثينا عن أبرز الحلول الرقمية الحكومية وإسهاماتها في خدمة المجتمع؟
تعدّ «منصة الشارقة الرقمية» والتطبيق الخاص بها، من أهم المشاريع التي نعتز بإنجازها، توفر المنصة قناة رقمية موحدة للحصول على الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية المحلية والاتحادية في الشارقة، كما توظّف الدائرة أحدث التقنيات والخصائص المتنوعة والمرنة في المنصة، لتمكين جميع المتعاملين من الحصول على الخدمات، خلال دقائق قليلة، ووفق أعلى درجات الأمان.
وقد أطلقنا الإصدار الثاني من المنصة، الذي يتميّز بتجربة مستخدم أُعيد تصميها بميزات جديدة مبتكرة تدعم استراتيجية النمذجة الخاصة بالمنصة، بهدف تعزيز تجربة المتعامل وتبسيط الإجراءات، ويشمل هذا التحديث مكونات رئيسية عدة، أبرزها خدمة الدردشة الفورية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي تسهل الوصول إلى المعلومات الحكومية الموثوقة، فضلاً عن تقييمات «الشارقة الرقمية»، والدفع، ودليل الخدمات، إضافة إلى عدد من الخدمات المحسّنة مثل خدمات «سيوا»، وخدمة دفع رسوم المواقف العامة، ويركّز الإصدار الجديد على الموازنة بين التحسينات التقنية، وسهولة الاستخدام لتعزيز تجربة المستخدم، ويمثل هذا المشروع خطوة مهمة نحو تحقيق رؤيتنا الريادية في مجال التحول الرقمي، حيث نعمل جاهدين لدفع عجلة التطور، وتحسين كفاءة الخدمات الحكومية.
وهناك مبادرة استراتيجية، تهدف إلى توحيد البيانات الجغرافية المكانية على مستوى حكومة الشارقة، من أجل تعزيز عملية اتخاذ القرار، وتحسين جودة الخدمات، ودعم الابتكار من خلال توفير بيانات مكانية موثوقة وموحدة، وتتّسم بسهولة الوصول إليها.
الخطط المستقبلية حول الخطط المستقبلية للشارقة الرقمية في التحول الرقمي خلال الخمس سنوات القادمة قالت لمياء الشامسي: نحن ماضون في إعادة هندسة خططنا المستقبلية ومواءمة عملنا مع آخر التطورات التكنولوجية، مثل الذكاء الاصطناعي والتوأمة الرقمية، وفقاً لخريطة طريق طموحة تشمل العديد من المشاريع والمبادرات الجديدة الهادفة إلى دعم وتسريع رحلة التحوّل الرقمي في الإمارة، وإحداث نقلات نوعية على مستوى الحياة الذكية فيها، آخذين بعين الاعتبار أهمية حوكمة البيانات، وضمان الأمن السيبراني لتوفير بيئة آمنة ومستدامة للأعمال والمؤسسات الحكومية. |