إعداد ـ محمد كمال
يعد ترشيح السيناتور ماركو روبيو لتولي أعلى منصب دبلوماسي في الإدارة الأمريكية الجديدة، متوافقاً إلى حد كبير مع سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حيث يعد من صقور الجمهوريين بمواقفه المتشددة، وإذا تم تكليفه رسمياً بالمنصب عندما يعود الرئيس الجمهوري إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني، فسيكون الرجل المولود في فلوريدا أول وزير خارجية أمريكي من أصول لاتينية.
وفي حين يعتبر مراقبون سياسيون أن روبيو بلا شك الخيار الأكثر تشدداً ضمن قائمة صغيرة وضعها ترامب للمرشحين لمنصب وزير الخارجية، فقد دعا في السنوات الماضية إلى سياسة خارجية قوية، مع من وصفهم بـ«أعداء» الولايات المتحدة، لكن المنصب الجديد قد يدفعه لموائمة مواقفه المعلنة والتي نستعرض بعضاً منها في هذا التقرير.
وفيما يلي مواقف كاشفة لتوجهات روبيو، وفق ما رصدتها تقارير غربية وعبرية
ـ في أبريل / نيسان، صوت ضد حزمة الإنفاق التكميلية لدعم أوكرانيا وإسرائيل وتايوان، زاعماً أنه في حين يدعم مساعدة البلدان الثلاثة، فإن التقاعس عن التحرك على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك يشكل «ابتزازاً تشريعياً».
ـ دافع سيناتور فلوريدا روبيو عن حق إسرائيل في التحرك في لبنان، قائلاً الشهر الماضي، إنه «منذ عام تقريباً، يعيش أكثر من 60 ألف إسرائيلي في الفنادق ويذهب أطفالهم إلى المدارس عبر الإنترنت لأن حزب الله يطلق صواريخ مضادة للدبابات على منازلهم ويقتلونهم، كما وصف قتل إسرائيل للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأنه «خدمة للإنسانية».
ـ شجع روبيو كذلك على رد إسرائيلي قوي على الهجوم الصاروخي الإيراني في أكتوبر، قائلا إن: «أولئك الذين يطالبون إسرائيل بإظهار ضبط النفس يجب أن يتذكروا أن لديهم القدرة على إلحاق الضرر الذي يهدد النظام بإيران وقد أظهروا بالفعل ضبط النفس بعدم القيام بذلك».
ـ زار روبيو إسرائيل في أبريل الماضي وشارك في استضافة عرض للمشرعين الأمريكيين للفيلم الذي أنتجته الحكومة الإسرائيلية والذي يوثق هجوم 7 أكتوبر. كما قارن حق إسرائيل في شن عملية برية في رفح بمطاردة الحلفاء لهتلر، منتقداً التحذيرات العلنية والمعارضة التي أصدرتها إدارة بايدن.
ـ عندما سُئل في أواخر العام الماضي عن رأيه في مقتل العديد من المدنيين الفلسطينيين، قال: «أعتقد أن حماس هي المسؤولة بنسبة 100%».
ـ الحرب الروسية الأوكرانية ـ
ـ صوت السيناتور روبيو ضد 95 مليار دولار من المساعدات لأوكرانيا في أبريل، ودعا أوكرانيا إلى التفاوض على إنهاء الحرب، حتى لو كان ذلك يعني أن روسيا تحتفظ ببعض الأراضي الأوكرانية.
ـ على الرغم من حديثه بعبارات متشددة عن روسيا في الماضي، فمن المرجح أن يذهب روبيو مع خطط ترامب المتوقعة للضغط على أوكرانيا لإيجاد طريقة للتوصل إلى تسوية والبقاء خارج الناتو. ومن غير الواضح ما إذا كان زعماء أوكرانيا أو روسيا سيكونون على استعداد للدخول في محادثات قريباً.
ـ الصين ـ
ـ كان روبيو من بين أكثر أعضاء مجلس الشيوخ صراحة بشأن ضرورة أن تكون الولايات المتحدة أكثر عدوانية تجاه الصين. وقد تبنى مواقف أصبحت فيما بعد أكثر شيوعاً في كلا الحزبين. وعلى سبيل المثال، أثناء خدمته في الكونغرس خلال إدارة ترامب الأولى، بدأ في الدفاع عن السياسة الصناعية التي تهدف إلى مساعدة الولايات المتحدة على التنافس بشكل أفضل مع الاقتصاد الصيني.
ـ عمل روبيو أيضاً كرئيس مشارك للجنة التنفيذية للكونغرس بشأن الصين. وفي عام 2020، أيد روبيو مشروع قانون حاول منع استيراد بضائع صينية معينة. ووقعه الرئيس جو بايدن ليصبح قانوناً.
ـ الدول اللاتينية ـ
ـ لطالما كان روبيو، وهو نجل مهاجرين كوبيين، منتقداً حاداً للجهود التي بذلت في ظل إدارتي أوباما وبايدن لتقديم أغصان الزيتون للحكومة الكوبية وإقامة علاقات اقتصادية ودبلوماسية جديدة مع الجزيرة. كما دعا إلى فرض عقوبات وإجراءات أكثر صرامة ضد أصدقاء هافانا في أمريكا اللاتينية، بما في ذلك حكومتا نيكاراغوا وفنزويلا، قائلاً: إن واشنطن يجب أن تتخذ موقفاً أكثر صرامة.
ـ في عام 2019، ساعد روبيو في إقناع ترامب بتبني سياسة عقابية قاسية ضد فنزويلا في محاولة للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو. ثم قال في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز عن مادورو: «إنها مجرد مسألة وقت. الشيء الوحيد الذي لا نعرفه هو كم من الوقت سيستغرق الأمر، وما إذا كان سيكون سلمياً أم دموياً».
ـ الهجرة ـ
ـ عن مواقفه بشأن الهجرة، فبعد العمل مع الديمقراطيين منذ سنوات على تشريع إصلاح الهجرة ووصف عمليات الترحيل الجماعي بأنها غير واقعية، أيد مؤخراً خطط ترامب لجمع ملايين المهاجرين واحتجازهم قبل ترحيلهم. وقال: «لقد تغيرت القضية تماماً»، في إشارة إلى العدد المتزايد من الأشخاص الذين يعبرون الحدود، بعد أن تم استعراض مقطع له وهو يرفض عمليات الترحيل الجماعي في الماضي. ثم قال: «هذه ليست هجرة.. هذه هجرة جماعية، غزو للبلاد ويجب التعامل معه بشكل جذري».
ـ التدخلات العسكرية والناتو ـ
ـ يعد روبيو من أشد المؤيدين للإنفاق الدفاعي القوي وقد أيد في بعض الأحيان فكرة أن التدخل العسكري الأمريكي يجب أن يكون خياراً في بعض الأزمات الخارجية. ولكن، وخاصة في السنوات الأخيرة، مع تغير الحزب الجمهوري في عهد ترامب، أعرب عن المزيد من التشكك في استخدام القوة.
ـ كان روبيو أيضاً رائداً في الدفع بتشريع من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، من شأنه أن يجعل من الصعب على ترامب سحب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي، كما ألمح الرئيس المنتخب إلى أنه قد يحاول القيام بذلك.
ـ ردود الفعل ـ
ـ من شأن اختيار روبيو أن يخفف المخاوف بين العديد من الدبلوماسيين الأمريكيين، الذين كانوا يخشون أن يختار ترامب ريك جرينيل، سفير الولايات المتحدة السابق المشاكس إلى ألمانيا، لهذا الدور. يعتقد الكثيرون أن جرينيل سيكون معادياً بشكل خاص للقسم. وقال أحد مسؤولي وزارة الخارجية: «هذا الصوت الذي تسمعونه هو بمنزلة تنفس الصعداء».
ـ يتمتع روبيو (53 عاماً) بسنوات من الخبرة في السياسة الخارجية والأمن القومي. وهو أحد كبار الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وهو حالياً أكبر جمهوري في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، كما تم انتخابه لأول مرة لعضوية مجلس الشيوخ في عام 2010 كجزء من جيل جديد من قادة حزب الشاي المحافظين.
ـ صنع روبيو اسماً لنفسه في لجنة العلاقات الخارجية باعتباره منتقداً حاداً لما اعتبره سياسات إدارة أوباما وبايدن الناعمة تجاه دول أمريكا اللاتينية مثل نيكاراغوا وكوبا وفنزويلا.
ـ شهدت المنافسة بينهما عام 2016 تراشقات قوية، حيث وصف روبيو ترامب بأنه «محتال»، فيما قلل منه ترامب من شأنه ووصفه بـ «ماركو الصغير»، ثم تحسنت العلاقات بينهما، وعمل كمستشار غير رسمي للسياسة الخارجية في إدارة ترامب الأولى. كما ساعده في الإعداد لمناظرته الأولى ضد بايدن عام 2020. وبعد تجاوز اختياره لمنصب نائب ترامب لصالح جي دي فانس بقي على إخلاصه للمرشح المجهوري ودعمه خلال الحملة.
ـ صوت روبيو للتصديق على نتائج عام 2020، والتي لم يعترف بها ترامب مطلقاً، وانتشر له مقطع وهو يقول في ذلك الوقت: «الديمقراطية متماسكة من خلال ثقة الناس في الانتخابات واستعدادهم للالتزام بنتائجها».
عادي
أكثر المرشحين تشدداً.. 20 موقفاً كاشفاً لروبيو قبل تولي «الخارجية الأمريكية»
12 نوفمبر 2024
15:13 مساء
قراءة
5
دقائق
https://tinyurl.com/3emppsam