دبي:«الخليج»
أكد عبد الله أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد، خلال افتتاحه المؤتمر العالمي الأول للتدقيق ومكافحة الاحتيال وتقنية المعلومات، الذي يُعقد تحت شعار «تأمين المستقبل.. استراتيجيات موحدة في التدقيق والاحتيال وتقنية المعلومات»، أن دولة الإمارات تتصدر المشهد العالمي في دعم الابتكار واعتماد أحدث التقنيات لتعزيز مرونة الأنظمة المالية والرقمية.
وأوضح آل صالح أن الإمارات استثمرت بشكل كبير في تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين لتحليل البيانات واكتشاف الاحتيال، قائلاً: «نعمل على تعزيز الشفافية والمساءلة من خلال شراكات دولية تهدف إلى تبادل المعرفة والخبرات في مواجهة التحديات الرقمية والمالية.»
وأضاف: «لقد كانت دولة الإمارات دائمًا في طليعة الدول التي تدعم الابتكار وتعزز مرونة أنظمتها في مجالات التدقيق ومكافحة الاحتيال والتكنولوجيا. وإدراكًا منا لأهمية هذه المجالات، طورت الدولة أطرا تنظيمية قوية واستثمرت في أحدث التقنيات لحماية بنيتها التحتية المالية والرقمية. كما تؤكد التزامها بالتعاون الدولي وتبادل المعرفة من خلال مبادرات تهدف إلى تعزيز الشفافية والمساءلة في جميع القطاعات.»
وأشار آل صالح إلى أن تبني تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين لا يهدف فقط إلى تحسين إجراءات مكافحة الاحتيال، بل أيضًا إلى وضع معايير جديدة للتميز التشغيلي والحوكمة في المنطقة.
وقال: «تعكس هذه الجهود رؤية الإمارات في أن تكون رائدة عالميًا في تأمين مستقبل مستدام ومزدهر.»
ولفت إلى أن المؤتمر سيناقش موضوعات حيوية، منها التحقيقات عبر الحدود، ودور التكنولوجيا في منع الاحتيال، وأهمية تعزيز ثقافة النزاهة والممارسات الأخلاقية داخل المؤسسات.
كما شدد آل صالح على الدور المحوري لرؤساء التدقيق الداخلي في حوكمة المؤسسات، مضيفًا: «قادة التدقيق الداخلي هم العمود الفقري لضمان الشفافية وإدارة المخاطر، مع دعم الابتكار داخل المؤسسات».
إشادة دولية
أشاد الخبراء الدوليون المشاركون في أول مؤتمر عالمي للتدقيق ومكافحة الاحتيال وتكنولوجيا المعلومات، بالدور الريادي الذي تلعبه دولة الإمارات في تعزيز الابتكار الرقمي وتطوير منظومة الأمن السيبراني. وأكدوا أن الإمارات باتت نموذجاً يُحتذى به عالمياً في مواجهة التحديات الرقمية، بفضل استراتيجياتها المتقدمة في مكافحة الاحتيال وحماية البيانات.
وأشار الخبراء إلى أن هذه الجهود عززت مكانة الإمارات كمركز عالمي للأعمال والتكنولوجيا، حيث تمثل مبادراتها في هذا المجال مثالاً يُحتذى به في دعم الاستقرار الاقتصادي والابتكار التقني على المستويين الإقليمي والدولي.
أول تعاون دولي
أكد عبد القادر عبيد علي، رئيس مجلس إدارة جمعية المدققين الداخليين في دولة الإمارات، أن التعاون مع منظمتين عالميتين مرموقتين، هما جمعية محققي الاحتيال المعتمدين وجمعية تدقيق ومراقبة نظم المعلومات، لإطلاق أول مؤتمر عالمي للتدقيق ومكافحة الاحتيال، يعكس التزام الإمارات بالابتكار وتبني أفضل الممارسات الدولية.
وأشار عبد القادر إلى أن الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها كواحدة من الدول الرائدة عالمياً في مجالات التدقيق الداخلي ومكافحة الاحتيال، موضحاً أن الدولة هي الأولى عالمياً في استخدام تقنية البلوك تشين لتوثيق شهادات المدققين، ما يضعها في طليعة الابتكار في هذا المجال الحيوي.
وأضاف: «كشفت تقييمات الجودة التي أجريناها في ثماني دول عن ضعف التعاون بين الأقسام المختلفة. من هنا، جاءت الحاجة إلى توحيد الجهود في مجال الأمن الداخلي ومكافحة الاحتيال.»
وشدد على أن مكافحة الاحتيال تُعد أولوية قصوى، مشبهاً الاحتيال بالسرطان الذي يجب القضاء عليه لضمان استدامة الاستثمار والنمو. وأضاف: «سنناقش خلال المؤتمر طرق التعامل مع المخاطر وتطوير أنظمة فعالة لتجنب التهديدات المستقبلية، مع التركيز على تعزيز مؤشر الشفافية الإقليمي وخلق بيئة استثمارية أكثر قوة.»
ويقوم بتنظيم المؤتمر تحت رعاية وزارة الاقتصاد، جمعية المدققين الداخليين في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع جمعية محققي الاحتيال المعتمدين، التي تعتبر أكبر منظمة عالمية لمكافحة الاحتيال، وجمعية تدقيق ومراقبة نظم المعلومات، والتي تعتبر بدورها جمعية مهنية دولية متخصصة في حوكمة تكنولوجيا المعلومات.
دبي تعزز مكانتها
أكد إيان جونستون، الرئيس التنفيذي لسلطة دبي للخدمات المالية (DFSA)، خلال كلمته في المؤتمر: أن دبي تواصل تعزيز دورها كمركز مالي عالمي، مستعرضاً التطورات التنظيمية التي تسهم في تعزيز النزاهة والاستقرار في مركز دبي المالي العالمي (DIFC).
وسلط جونستون الضوء على منصة لتبادل المعلومات المتعلقة بالتهديدات السيبرانية التي أطلقتها سلطة دبي للخدمات المالية. بهدف تعزيز المرونة السيبرانية في القطاع المالي في دبي، حيث انضمت إليها أكثر من 320 شركة حتى الآن.
وأكد أن المنصة أسهمت في تحسين تبادل المعلومات حول التهديدات السيبرانية، مما يعزز مكانة دبي كقائدة عالمية في مجال الأمن السيبراني.
مجلس التوازن
وأكدت هند الكتبي، الرئيس التنفيذي لإدارة التدقيق الداخلي في مجلس التوازن، على أهمية المشاركة في النسخة الأولى من مؤتمر التدقيق ومكافحة الاحتيال وتكنولوجيا المعلومات، مشيرةً إلى أهمية المؤتمر لاستعراض جهود التعاون في مجالات الحوكمة الرقمية وحماية الموارد.
وأوضحت أن المؤتمر يساهم بشكل فعال في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز رائد لمكافحة الفساد والاحتيال، ودعم بيئة عمل تلتزم بالقيم المؤسسية التي يعتمدها مجلس التوازن، والمتمثلة في الكفاءة، والأمانة، والالتزام.
التكيف مع التحديات الرقمية
أشاد رامسيس جاليغو، العضو في جمعية تدقيق ومراقبة نظم المعلومات ISACA، خلال كلمته في مؤتمر التدقيق ومكافحة الاحتيال، بدور الإمارات ودبي كمركز عالمي للابتكار في الأمن السيبراني. وأكد أن المؤتمر يمثل «بداية جديدة» لتعزيز التكامل والابتكار في مواجهة التحديات الرقمية.
مستقبل أفضل
قال فادي صيداني، الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي في مجموعة بيئة، إن «هذا المؤتمر كان فرصة فريدة لتبادل المعرفة والتواصل مع قادة الفكر من مختلف أنحاء العالم. ركزنا على تمكين المؤسسات من تبني استراتيجيات GRC مستدامة وقادرة على التكيف مع التغيرات السريعة في السوق.»
التقنيات الحديثة
وأكدت ديما شطارة، الشريك في برايس ووترهاوس كوبرز الشرق الأوسط أن «الذكاء الاصطناعي يوفر أدوات قوية لتحليل البيانات واكتشاف الأنماط المشبوهة، مما يُحدث تحولاً جذرياً في أساليب التدقيق ومكافحة الاحتيال.»
من جانبه، أضاف زميلها سميح كميلك إن التعلم الآلي والتعلم العميق هما التقنيتان الرئيسيتان اللتان تقفان وراء التطبيقات الحديثة في هذا المجال. هذه الأدوات ليست مجرد رفاهية، بل هي ضرورة لتعزيز استدامة الأعمال.
وأوضحت ديما فقيه، الشريك في خدمات استشارات المخاطر في Deloitte أن «الضمان المتكامل هو عنصر أساسي لضمان استدامة المؤسسات. إنه يمكننا من تقديم تقارير شاملة للمخاطر، مما يعزز من اتخاذ القرارات المبنية على بيانات دقيقة.»
و قال فراس حداد، خبير استشارات المخاطر في Deloitte إن «التحديات الرئيسية تتعلق بالموارد البشرية وضرورة تحقيق التوافق بين مزودي الضمان المختلفين. ومع ذلك، فإن الفوائد طويلة الأمد تتجاوز التحديات، من خلال تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف التشغيلية.»