القاهرة: «الخليج»
تجذب السياحة البيئية في سيوة آلافاً من العشاق والباحثين عن الهدوء على مدار العام؛ إذ تعدّ الواحة التي تبعد عن القاهرة بنحو ثمانمئة كيلومتر، في عمق الصحراء الغربية، أقرب ما تكون إلى لوحة فنية، تجسد كل معاني الراحة والاستجمام، والعودة الساحرة الي الطبيعة.
وتنتشر في سيوة العديد من المعسكرات البيئية «الكامب»، التي تفتح أبوابها للزائرين، بأسعار متفاوتة تناسب كل الفئات، بدءاً من المعسكرات التي تناسب الدخول المنخفضة، وانتهاء بالمستويات الراقية، التي جعلت أحد الفنادق البيئية الشهيرة في الواحة، قبلة للعديد من الساسة والفنانين على مستوي العالم، نظراً لمعماره الفريد ونمط الإقامة فيه، حيث بُني الفندق على نظام البناء التقليدي القديم في الواحة، باستخدام الحجارة الرملية التي تحتوي على نسب عالية من الملح، فضلاً عن استخدامه لنظم الإضاءة التقليدية، فلا كهرباء ولا هواتف، وإنما فقط الشموع هي التي تحوّل المكان عند دخول الليل إلى لوحة فنية رائعة الجمال.
ويضمّ الفندق نحو أربعين غرفة، اعتمدت في ديكوراتها وما تضمه من أثاث على المواد الطبيعية في سيوة، ورغم أن الفندق لا يسمح للنزلاء باستخدام أيٍّ من وسائل التكنولوجيا الحديثة، فإنه يوفّر على ما يوفره للزائر من عزلة، كل وسائل الاسترخاء والاستجمام، وهو يشبه إلى حد كبير مع اختلاف مستوي الإقامة، عشرات من المعسكرات التي تسير على نفس النهج، وتنتشر في الواحة الغناء، وإن تميز الفندق، بوجوده في موقع فريد؛ إذ يتوسط سبع بحيرات ملحية تحيط بها أشجار الزيتون من كل صوب.
يستخدم أهالي سيوة في بناء معسكراتهم السياحية، المواد البيئية في الواحة، حيث تُبنَى هذه الفنادق دائماً بالرمال والتربة السيوية، التي يطلق عليها اسم «الكيرشاف»، وهي عبارة عن الملح المستخرج من البحيرات العديدة الموجودة في الواحة، والذي يتمّ تغليفه بالطفلة الطينية، التي أثبتت العديد من الدراسات أنها إحدى أفضل المواد العازلة للحرارة والبرودة؛ لذلك فهي تعدّ المادة الرئيسية التي يستخدمها البناؤون المحليون منذ آلاف السنين، إلى جانب أخشاب شجر الزيتون التي تستخدم في صنع الأبواب والنوافذ، فضلاً عن الأسقف التي تتم صناعتها من أشجار النخيل المنتشرة زراعته في الواحة.
لا توفر فترات الاستجمام في واحة الغروب، الهدوء والراحة للزائر فحسب، لكنها تقدم له تجربة شديدة الثراء، حيث تعتمد معظم الفنادق الموجودة في الواحة، على كل ما تنبته الطبيعة من طعام، يتمّ طهيه دائماً بالطرق التقليدية لأهالي الواحة، التي تقدّم للزائر تجربة سياحة فريدة تتنوع ما بين السياحة العلاجية والترفيهية والرياضية والأثرية أيضاً، على ما تضمّه الواحة من آثار ترجع إلى مختلف العصور السحيقة التي مرت على مصر.
https://tinyurl.com/stpxbjpm