.. وتبقى «هي» الأضعف

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

«مقتل امرأة واحدة كل 10 دقائق».. تصاب بصدمة حين تقرأ هذه المعلومة وتبحث فوراً عن مصدرها لتتأكد من مدى صحتها، وتصدم أكثر حين تدرك أنها صادرة عن تقرير أممي بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة (25 نوفمبر) الذي يؤكد أن 140 امرأة وفتاة يمتن كل يوم على أيدي شركائهن أو أحد أفراد الأسرة المقربين، أي أن 60 في المئة من جميع جرائم قتل الإناث في العالم «يرتكبها شركاء حميمون أو أفراد آخرون من الأسرة»، وما يعني أيضاً أن مسلسل العنف ضد المرأة مازال منتشراً في العالم والأغرب أنه ليس محصوراً بدول فقيرة أو بعيدة عن التحضر والتمدن.. بل على العكس، فإن للأمريكتين المركز الثاني بعد إفريقيا!
نستغرب أن يكون العالم الداعي إلى الانفتاح وفي ظل كل هذا التطور والتعليم والمناداة بنبذ العنف والعنصرية بكل أشكالها، ينادي بأعلى صوت ويقيم المؤتمرات ويصدر بيانات ويشدد ويؤكد.. ويرفع من شأن المساواة فوق المنابر، بينما يتمسك في الحقيقة وخلف الأبواب بكل التطرف والعنف والتمييز خصوصاً بين الأنثى والذكر، لتبقى «هي» الحلقة الأضعف في كثير من البيوت، والدليل أن ارتكاب تلك الجرائم يتم من قبل الأقربين أياً كانت الأسباب والدوافع. يتزامن هذا التقرير ومنتدى المرأة العالمي يطلق نسخته الثالثة في دبي.
ولن نتحدث عن المنتدى وحده وإنما الإمارات كلها تعتبر من الدول الأكثر تقدماً في تحقيق المساواة بين الجنسين، والأهم أنها لا تدعي ما ليس فيها، فهي لا تعلي من شأن المرأة في المجتمع من أجل تحسين صورة، بل عن قناعة تامة وإيمان بقدرة المرأة على تحقيق أهدافها وتحقيق التوازن في المجتمع، وإيماناً بأن المرأة قادرة على التفوق في مختلف المجالات والميادين، وإذا كانت نسبة حماس الفتيات ورغبتهن الحقيقية في التعليم والتفوق في الدراسة أعلى مما هي لدى الأولاد، فمن حقهن على كل المجتمعات العمل بشكل فعلي وجدي من أجل زرع فكر المساواة في الناس والتكثيف من حملات التوعية من أجل تحقيق التنمية الحقيقية في العقول والنفوس التي تنعكس بلا شك على الأسرة وعلى الحياة.
فرص طرح كل قضايا المرأة متاحة، سواء في المنتدى أو خارجه، والنماذج الإيجابية التي تقدمها الإمارات موجودة في تولي المرأة مسؤوليات كبرى والوقوف بجانب الرجل في مختلف المجالات، وتحقيق إنجازات مهمة، وتقديم الدولة الفرص لبناتها ليتولين مناصب وزارية ودبلوماسية وبرلمانية ويمثلن الدولة في مختلف المحافل.. ناهيك عن دعمها في التعليم وفي الالتحاق بالبعثات الخارجية ودعمها في مشاريعها العلمية والبحثية.. الإمارات حققت التوازن داخل الأسرة الإماراتية وفي المجتمع، وهو ما عجزت عنه دول عظمى وكبرى تتشدق وتتباهى بوجود منافسات لديها على مناصب رئاسية، بينما العنف والعنصرية والتمييز تعشّش في البيوت.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3wfkskfx

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"