الاستقرار المالي لـ 1277 عائلة

يعتبر سداد ديون مواطني الدولة من أبرز الموضوعات والقضايا التي تشغل بال القيادة الرشيدة منذ تأسيس دولة الإمارات؛ لذا يحظى هذا الأمر باهتمامها الكبير، وذلك في إطار سعيها الدائم إلى ضمان استقرار حياة أبناء الوطن، وتعزيز رفاهيتهم بشكل سليم، لذا تسعدهم من خلال تقديم حلول فعّالة ومبادرات مستدامة تدعم عيشهم الكريم في وطنهم الغالي.
ضمن جهود القيادة في هذا المجال الوطني، جاءت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، بإعفاء 1277 مواطناً من مديونياتهم بقيمة إجمالية تبلغ أكثر من 401 مليون و791 ألف درهم، وذلك بالتعاون مع 18 بنكاً ومصرفاً ومؤسسة في الدولة، والتي أعلن عنها «صندوق معالجة الديون المتعثرة». 
سداد ديون المواطنين له أهمية كبيرة على مستوى الفرد والمجتمع والدولة بشكل عام، ويعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، ومنها أن تخليص الأفراد من الأعباء المالية يتيح لهم التركيز على تحسين حياتهم المعيشية، ويساعد في تقليل الفقر وما يرتبط به من مشاكل اجتماعية، وبالتالي منح الأفراد شعوراً بالأمان الاقتصادي والطمأنينة، وسداد الديون يُسهم في تعزيز الإنصاف، وتقليل الفجوة بين الطبقات، ويتيح للمواطنين الإنفاق على احتياجاتهم الأساسية والكمالية، مما يعزز الحركة الاقتصادية؛ لأنه عندما يتمكّن المواطنون من إدارة أمورهم المالية، يقلّ الاعتماد على المساعدات الحكومية أو الجمعيات الخيرية. 
هذه المبادرة التي جاءت بمثابة العيدية من القيادة الرشيدة بمناسبة عيد الاتحاد الثالث والخمسين، توفّرت لها أرضية النجاح الكامل بالتعاون الكبير الذي أبدته إدارات 18 بنكاً ومصرفاً وشركة تمويل وطنية وأجنبية، والتي عبّرت عن اعتزازها بالمشاركة في هذه المبادرة الوطنية «سداد الديون»، وترى أنها تعكس روح التضامن والمسؤولية المجتمعية تجاه أبناء الوطن، وأكدت التزامها بدعم الجهود كافة الرامية إلى تعزيز الاستقرار المالي والاجتماعي للأسر الإماراتية.
هذا التعاون المصرفي مع الحكومة الرشيدة، كان له دور محوري في تخفيف الأعباء المالية على المواطنين؛ كون هذه المبادرات تُسهم في تحسين نوعية حياة الكثير من المواطنين الذين كانوا يعانون من أعباء الديون؛ لأن سدادها ليس مجرد حل لمشكلة مالية، بل هو جزء من رؤية متكاملة تسعى لضمان رفاهية المواطنين وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، وهو الأمر الذي تلتزم به القيادة الرشيدة لتوفير كل ما يُسهم في تحسين حياة أبناء الإمارات، مما يعكس نهجها الإنساني في بناء مجتمع متماسك ينعم فيه الجميع بالأمان والازدهار.

[email protected]