العين: راشد النعيمي
أصدر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، مرسوماً أميرياً بتعيين سموّ الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثلاً للحاكم في منطقة العين.
وتقدم سموّ الشيخ هزاع بن زايد، بالشكر إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على الثقة الغالية التي أولاه إياها، بعد صدور مرسوم أميري بتعيينه ممثلاً للحاكم في منطقة العين.
وقال سموّه عبر حسابه في «إكس»: «نتقدّم بخالص الشكر والتقدير لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على الثقة الغالية التي أولانا إياها، راجين المولى القدير التوفيق والسداد لتحقيق رؤية رئيس الدولة في مواصلة مسيرة التنمية والبناء وخدمة مجتمع العين وأهلها».
وحمل المرسوم الأميري البشارة والفرحة تقديراً لمكانة الشيخ هزاع وسيرته الوطنية وقدراته القيادية وخبراته، إضافة إلى طموحاته في الارتقاء بالوطن والمواطن.
المرسوم الذي شكل بشارة لأهل الإمارات عامة ومنطقة العين خاصة، والذي جاء في غمرة الاحتفالات بعيد الاتخاذ ال53 وسط إنجازات لا تعد ولا تحصى وريادة عالمية في جميع المجالات وصدارة في كل المؤشرات قدم شخصية يعرفها أهل العين ويقدرون مواقفها وقربها منهم، حيث النشأة والدراسة والانطلاقة ورعاية ناد هو الأشهر اليوم في المنطقة يفاخرون بإنجازاته.
يشكل الشيخ هزاع بن زايد امتداداً لمسيرة حافلة بالعطاء بدأها الراحل طحنون بن محمد آل نهيان، الذي ينظر له شعب الإمارات الوفي بكل التقدير لحياته الزاخرة بالعطاء والعمل المخلص والتي كرسها لخدمة وطنه وشعبه بعد أن شهد مراحل تأسيس الدولة ونهضتها وأسهم في بنائها، وكان مثالاً للإخلاص والتفاني من أجل خدمة الوطن والمجتمع وكان بحق قامة وطنية ورمزاً وطنياً مؤثراً.
وتقف العين اليوم أمام مرحلة جديدة من العمل والعطاء والتميز بقيادة الشيخ هزاع تنقلها لمراحل ومراتب عليا مواصلة مسيرة التميز التي تستثمر فيها دعم القيادة وحرصها على التنمية ورفاهية المواطن
فارس الأمن
لعب سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي، دوراً كبيراً في العديد من المجالات والمناصب والمهام التي تولاها، ولأن سيرته تحمل الكثير من معاني البذل والعطاء، كان طبيعياً أن تزداد المهام الموكلة إلى رجل عرف عنه التميز في إنجاز أي عمل يتولاه، خصوصاً في المناصب الحيوية والملفات الحساسة التي تتعلق بأمن الوطن،
ولد سمو الشيخ هزاع بن زايد، في عام 1965، وأكمل دراسته العليا في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وتخرج في كلية العلوم السياسية والإدارية، ثم انضم إلى جهاز أمن الدولة عام 1983 وتولى منصب نائب رئيس الجهاز بين عامي 1982 و1992 ثم تولى رئاسة جهاز أمن الدولة حتى عام 2006، وعُيّن بمرسوم اتحادي أصدره الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، مستشاراً للأمن الوطني حتى 15 فبراير 2016، وعُيّن في 13 ديسمبر 2010 نائباً لرئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
تقلد سموه رئاسة مجلس إدارة هيئة الإمارات للهوية في الفترة من 2012 حتى 2017، كما شغل منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والنائب الأول لرئيس نادي العين والنائب الأول لرئيس هيئة الشرف ورئيس مجلس الإدارة ورئيس نادي أبوظبي للفنون القتالية.
خلال عمله مستشاراً للأمن الوطني، أكد الشيخ هزاع بن زايد، أن الدولة تضع أمن المواطنين والمقيمين فوق كل اعتبار، ولا تسمح لأي طرف أو جهة بالمساس بهذا الأمن، تحت أي ذريعة أو مسمى أو شعار، وقال: إن القوانين الإماراتية، بقدر ما تكفل حرية القول والتعبير، تحاسب من يسيئون استخدام وسائل الإعلام.
رؤيته لمحاربة الإرهاب
وبأسلوب صارم وواعٍ جاءت رؤيته لمحاربة الإرهاب، حيث إن من أبرز تصريحات سموه: «إنه لم يعد خافياً على أحد أن الإرهاب يشكل خطراً عالمياً يستدعي تكريس كافة الجهود من أجل التصدي له ومواجهته، منعاً من تخريب مسيرة التنمية وتشويه المنجزات والسعي إلى زعزعة العيش السلمي وتهديد الأمن والأمان».
أمن المواطنين والمقيمين
في حوار له مع مجلة «كلية القيادة والأركان المشتركة، أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، أن الدولة تضع أمن المواطنين والمقيمين فوق كل اعتبار، في الوقت الذي اعتبر فيه أن الإرهاب يشكل خطراً عالمياً يستدعي تكريس كافة الجهود من أجل التصدي له ومواجهته.
وقال سموه: إن «دولة الإمارات تعتبر أن الأمن والأمان هما من ركائز ودعائم التنمية والاستقرار في الإمارات»، مؤكداً أن البلاد «لم تكن لتشهد هذا التطور المتسارع الذي شهدته خلال العقود القليلة الماضية، دون رؤية واضحة تضع أمن المواطنين والمقيمين فوق كل اعتبار، ولا تسمح لأي طرف أو جهة بالمساس بهذا الأمن تحت أي ذريعة أو مسمى أو شعار».
وأضاف سموه: إنه «لم يعد خافياً على أحد أن الإرهاب يشكل خطراً عالمياً يستدعي تكريس كافة الجهود من أجل التصدي له ومواجهته، منعاً من تخريب مسيرة التنمية وتشويه المنجزات والسعي إلى زعزعة العيش السلمي وتهديد الأمن والأمان وبث الفتنة والفرقة بين صفوف الوطن الواحد لضرب استقراره وتقدمه».
وأوضح، أن «أصحاب الأجندات الإرهابية يتخذون من الدين والدعوة ستاراً لتنفيذ مخططاتهم المتعصبة ومآربهم لبث الفتنة وزعزعة الاستقرار»، وهو ما اعتبره سموه «متناقضاً مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يقوم على مبادئ التسامح والمحبة والتعايش».
دولة قانون
وأكد سموه، أن التعويل في «محاربة الأفكار الهدامة، يكمن في المقام الأول بوعي المواطنين بمثل هذه المخططات المشبوهة، وعدم انجرارهم وراءها، والتي تسعى إلى تقويض أمنهم واستقرارهم ومنجزاتهم».
وحول الحملات الاعلامية المسيئة لدولة الإمارات، والتي تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، قال سموه: إن «دولة الإمارات هي دولة قانون في المقام الأول، وأي خطوة تقوم قيادة الدولة باتخاذها تكون منسجمة مع القوانين المنصوص عليها والمعمول بها»، مشيرا إلى، أن «القوانين الإماراتية، وبقدر ما أنها تكفل حرية القول والتعبير، فإنها تحاسب أولئك الذين يسيئون استخدام وسائل الإعلام، سواء التقليدية منها أو الجديدة، لترويج الشائعات أو نشر الأكاذيب أو تشويه الحقائق».
مسيرة رياضية
في فبراير 2009 وافق سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، على رغبة مجلس إدارة اتحاد الكرة بتولي سموه الرئاسة الفخرية للاتحاد، خلال فترة مهمة تتطلع إليها الكرة الإماراتية لاحتلال مكانة مرموقة قارياً وعالمياً.
ويعد سموه من الشخصيات الداعمة للرياضة والرياضيين، حيث سعى إلى إحداث نهضة كبرى في المستوى الكروي يتناسب مع الطموحات المرجوة بوصول كرة الإمارات إلى العالمية، وظهرت بصمات سموه واضحة على الرياضة الإماراتية.
كما لعب سموه دوراً كبيراً في الرعاية السامية والدعم السخي والاهتمام الكبير الذي ظل يحظى به نادي العين، باعتباره النائب الأول لرئيس النادي، النائب الأول لرئيس مجلس الشرف، رئيس مجلس إدارة نادي العين الرياضي الثقافي، وفي عام 2013 أطلق صاحب السمو رئيس الدولة على الملعب الجديد في مدينة العين، اسم استاد هزاع بن زايد تقديراً للجهود التي يبذلها سمو الشيخ هزاع بن زايد في دعم الرياضة.
وجاءت لحظة تتويج جهود سموه الرياضية، بفوز سموه بجائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي، كشخصية العام الرياضية لعام 2009 تعبيراً وتأكيداً لدوره الكبير في رياضة الإمارات.
ويعتبر سموه صاحب الفضل الأكبر في الإنجازات التي حققتها الكرة الإماراتية، منها الفوز بلقب خليجي 18 ثم خليجي 22 والتأهل إلى أولمبياد لندن عام 2012 كحدث تاريخي غير مسبوق.
لا ينسى العيناوية الدور الكبير لسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، في وضع نادي العين على طريق البطولات الخارجية، عندما فاز الزعيم بلقب دوري أبطال آسيا عام 2003 كأول نادٍ إماراتي ينال هذا الشرف.
رفاهية المواطن
خلال مسيرته نائباً لرئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، أن المشاريع السكنية التي تأتي تماشياً مع توجيهات ورؤية القيادة الحكيمة في توفير الحياة الكريمة للمواطنين ورفع مستوى معيشتهم وفقاً لأعلى وأرقى المعايير العالمية، وإطلاق المبادرات والبرامج الإسكانية التي تلبي تطلعات مواطني إمارة أبوظبي، وتسهم في تعزيز وتطوير البيئة السكنية لهم، بالإضافة إلى توفير جميع الاحتياجات السكنية للأسرة الإماراتية.
كما أشاد سموه بتوجيهات القيادة الحكيمة للدولة التي تضع الإنسان على رأس أولوياتها، وتسخر المقدرات كافة من أجل توفير كل ما من شأنه الارتقاء بمستوى معيشته، وتطوير الخدمات المقدمة له، وبنهج الحكومة الذي جعل غاية العمل الحكومي تحقيق السعادة للناس، ووجه الإمكانات والمشاريع كافة نحو ترسيخ ريادة الإمارات في بناء الدولة، وتحقيق الرفاهية للمواطنين والمقيمين على السواء.
هزاع الإنسان
في سيرته محطات إنسانية تؤكد السمات الشخصية المميزة للشيخ هزاع بن زايد ففي «يوم الأب العالمي» قال في تغريدة له: نستذكر الشيخ زايد «طيب الله ثراه» الذي رسخ فينا حبّ الوطن والعمل الدؤوب من أجل رفعته وتقدمه، فكان رحمه الله مثال الأب المعطاء، والمعلم الحكيم، الذي زرع بذور الخير فأثمرت تقدماً وازدهاراً للأجيال التي جاءت من بعده واستلهمت قيمه وسارت على خطاه.
وفي يوم زايد للعمل الإنساني قال أيضاً: نستذكر السيرة العطرة للوالد الراحل الشيخ زايد الذي جعل البذل والعطاء ركناً من أركان مجتمع ودولة الإمارات، ومع رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد تتواصل المسيرة وتظل أيادي الإمارات البيضاء ممدودة بالخير إلى العالم أجمع.
الأم رمز الخير
وقال إن الأم رمز الخير ومدرسة المحبة وينبوع الوفاء وبها تزهو الحياة ويشع نور الأمل، وبمناسبة عيد الأم نتقدم لأمنا أم الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك، بأجمل التبريكات متمنين لها مزيداً من العطاء والنجاح في كل ما تقوم به من أجل تقدم الأمهات وأطفالهن، حفظ الله جميع الأمهات وكل عام وأنتن بخير.
كما عبر عن اعتزازه بالمبادرات الإماراتية الرائدة في مجال رعاية الأطفال وحمايتهم وتوفير سبل التنمية السليمة لهم وتوجه بخالص مشاعر الامتنان إلى أمنا جميعاً أم الإمارات التي جعلت الأطفال والناشئة في صدارة الأولويات وأرست الأسس المتينة لمنحهم كل الاهتمام الذي يستحقونه.
«الخليج» علامة فارقة
وفي احتفال «الخليج» بيوبيلها الذهبي غرد قائلاً: صحيفة الخليج، التي نبارك لها احتفالها بيوبيلها الذهبي، علامة فارقة في الإعلام الإماراتي والعربي وقد استطاعت طوال خمسين عاماً منذ تأسيسها أن تواكب نهضة الإمارات وتكون مرآة أمينة للدولة والمجتمع وصوتاً وطنياً صادقاً معبراً عن الاتحاد ونهضته وتطوره على مر العقود.
رمزية العين
تُعد مدينة العين رمزاً ذا أهمية كبيرة لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، لما لها من ارتباط وثيق بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورؤيته للوحدة والازدهار، فقد بدأت مسيرة الشيخ زايد، وهو شاب، حاكما لمنطقة العين، التي اشتهرت بكونها وجهة زراعية بفضل واحاتِها الخصبة وأنظمة الري التقليدية بالأفلاج، ما يُظهر أن الاستدامة كانت وما زالت جزءاً متجذراً في التراث الإماراتي.
وتتميز العين التي تدخل مرحلة جديدة من التميز بتولي هزاع بن زايد مهام ممثل الحاكم فيها بكونها موقعاً مُدرجاً ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ما يعكس أهميتها البيئية والتاريخية وإرثها العريق الذي يمتد لأكثر من 4000 عام.
وكان وزراء السياحة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد اعتمدوا قراراً بأن تكون مدينة العين عاصمة السياحة الخليجية لعام 2025 ليضع المدينة العريقة تحت الأضواء، بكل ما تمتلكه المدينة الخضراء من مقومات سياحية متميزة، وتتمتع بتنوع طبيعي وتاريخي وتراثي، ومنشآت فندقية ذات ريادة عالمية وخدمات سياحية متكاملة، فضلاً عن تميزها في سياحة المغامرات الاستثنائية.
كما تحفل منطقة العين الخضراء بالعديد من المناطق السياحية الجاذبة، التي يخرج إليها الناس سواء من سكان المدينة وحتى باقي إمارات الدولة لقضاء إجازاتهم الأسبوعية، وتكمن أهميتها في الوقت ذاته سياحياً عبر إدراجها من قبل منظمة «اليونيسكو» على قائمة التراث العالمي وهي واحدة من أبرز وأجمل مدن دولة الإمارات العربية المتحدة، تعد بمنزلة «لؤلؤة السياحة الطبيعية والثقافية» التي تزخر بتراث عميق وطبيعة خلابة جعلتها وجهة مثالية للمسافرين من مختلف أنحاء العالم.