أهمية دور الشركات في دعم موظفيها لتحقيق الرضا الوظيفي

يقول المؤلف مالكولم جلادويل: "ليس المال الذي نكسبه بين التاسعة والخامسة هو ما يجعلنا سعداء في نهاية المطاف؛ بل كوننا راضين عن عملنا أم لا". واليوم، يتزايد بحث الموظفين  عن الغاية من وظائفهم، ويسعون نحو التزام يتجاوز مجرد رواتبهم. وينبغي على أصحاب العمل إدراك هذه التحوّلات، وإيجاد بيئات عمل تلبي التوقعات المتغيرة لفرق عملهم. ويتحقق رضا الموظفين عند تمكنهم من تقديم أفضل ما لديهم؛ حيث يعملون في بيئة داعمة يشعرون فيها بوجود من يستمع إليهم ويعطي الأولوية لرفاهيتهم.
وفي هذا السياق، يوضح تقرير مؤشر علاقات العمل من HP لعام 2024 أن جزءاً أساسياً من رضا الموظفين يتحقق عندما يشعرون بأن أعمالهم وبيئة عملهم مُصمّمة خصيصاً لهم. ويسلط التقرير الضوء على إدراك الموظفين لعملهم، والعوامل المؤثرة في الرضا، وما ينبغي على الشركات اتخاذه من خطوات لتعزيز علاقة الموظفين السليمة ببيئة عملهم.
وقد شهدنا زيادة كبيرة في أساليب اعتماد الأشخاص لتجاربهم المخصّصة، بدءاً من تفضيلات قوائم الموسيقى التي تقدمها لهم المنصّات الموسيقية، وحتى قوائم الطهي المخصّصة لهم في المطاعم. والأمر لا يختلف على مستوى العمل.
ويعتقد ما يقارب 7 من كل 10 موظفين (69%) أن تخصيص أعمالهم يمكن أن يُحسّن مستوى رضاهم الوظيفي إلى حدّ كبير. وتؤكد هذه الإحصائية على التحوّل الحاسم في ديناميكيات أماكن العمل؛ حيث لا تقتصر أهمية الارتباطات النفسية والتجارب المخصّصة على تأثيرها الجيد؛ بل هي مكوّنات أساسية لزبادة تفاعل الموظفين والاحتفاظ بهم.
وعلى صعيد التطبيق العملي، لا يقتصر الأمر على تزويد الموظفين بالتكنولوجيا المتطوّرة فحسب، بل وتمكينهم أيضاً من إنشاء مساحات عمل تُظهر تفضيلاتهم الشخصية والمهنية؛ حيث يجد الموظفون المرتبطون بوظائفهم دافعاً للعمل والإنتاجية. ومن المرجح أن الشركات التي تدرك احتياجات موظفيها وتتكيف معها تعمل على تعزيز مفاهيم الولاء والالتزام.
حلول الذكاء الاصطناعي تُحسّن تجارب العمل
في إطار التزام HP بتخصيص تجارب العمل، تتمثل أحدث ابتكاراتها في أول كمبيوتر شخصي طراز 2 في 1 من الجيل الجديد المعزز بالذكاء الاصطناعي، وهو HP OmniBook Ultra Flip وجهاز HP EliteBook X أقوى كمبيوتر محمول للأعمال من الجيل الجديد المعزز بالذكاء الاصطناعي على مستوى العالم . وتمّ تزويد هذه الأجهزة بإمكانيات ذكاء اصطناعي متقدمة تتيح للمستخدمين تخصيص تجارب عملهم على نطاق واسع. كما تتيح للموظفين إمكانية إنشاء بيئة عمل تتوافق مع تفضيلاتهم الشخصية والمهنية، بدءاً من ضبط الإعدادات المرئية وحتى تحسين أدوات إدارة المهام.
وهذا المستوى من التخصيص ليس مجرد تقدّم تكنولوجي؛ بل يُعدّ تحوّلاً أساسياً في كيفية تفاعل الموظفين مع أدوات عملهم، وتساعدهم HP في تطوير علاقة أقوى مع أعمالهم  عبر تمكينهم من تخصيص تجاربهم. ويضمن دمج الذكاء الاصطناعي في هذه الأجهزة زيادة تركيز الموظفين على أداء مهام أكثر أهمية، وتعزيز إنتاجيتهم وتفاعلهم مع وظائفهم.
تعزيز بناء ثقافة مؤسسية داعمة
على مدى عامين متتالين من تطبيق مؤشر علاقات العمل عبر 12 سوقاً، تبيّن بشكل ثابت أن غالبية الموظفين لديهم علاقة غير سليمة مع العمل. وأشارت نسبة 28% فقط من العاملين في المجال المعرفي على مستوى العالم إلى سلامة علاقاتهم مع العمل، وهي نسبة منخفضة ينبغي على الشركات أن تتخذ خطوات لتغييرها. ومن المثير للاهتمام خلال الفترة بين العامين الأول والثاني لتطبيق المؤشر، ظهور طفرة استخدام الذكاء الاصطناعي، وخاصة بين العاملين في المجال المعرفي. وإلى جانب الوظائف الرئيسية للذكاء الاصطناعي فهو يساعد أيضاً على زيادة كفاءة الأعمال وإمكانية تخصيصها.
ومن جهة أخرى، يعتبر تمكين ثقافة الاتصال بين الموظفين على أرض الواقع أمراً بالغ الأهمية لتعزيز الرفاهية المعنوية في مكان العمل. ويمكن للشركات ترسيخ مشاعر الانتماء بين الموظفين، عبر تسهيل التواصل والتعاون المفتوح، وذلك عنصر بالغ الأهمية لضمان رضاهم ورفاهيتهم ومشاركتهم بشكل عام.
ومع تزايد انتشار مفهوم العمل عن بُعد، أصبح من الضروري الحفاظ على علاقات قوية بين أفراد فريق العمل. وتشير الرؤى المستمدة من تقرير مؤشر علاقات العمل إلى ضرورة التركيز على تعزيز الاتصال في المؤسسات، حتى في بيئة العمل متنوّع الأماكن. وتمّ تصميم ميزات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها HP في أجهزتها الجديدة بهدف تعزيز الإنتاجية الفردية والتعاون الجماعي، لضمان بقاء الموظفين على اتصال بغض النظر عن المسافة بينهم.
ولضمان احتفاظ الموظفين بعلاقة إيجابية مع أقرانهم وأعمالهم، ينبغي تطبيق الذكاء الاصطناعي في بيئة تُعزّز الحصول على نتائج أفضل في العمل. ويمكن للذكاء الاصطناعي تقديم نتائج وفوائد مجدية عند تطبيقه بعناية، مما يُعزّز جودة العمل ورفاهية الموظفين في وقت واحد.
مبادرات مبتكرة لتعزيز الرفاهية المعنوية
تتخذ HP خطوات جريئة لتركيز أولويتها على الرفاهية المعنوية لدى الموظفين، من خلال مجموعة من المبادرات المُصمَّمة لتمكين موظفيها؛ حيث تمنحهم الأدوات التي يحتاجون إليها للنجاح في العمل وفي المنزل، ابتداءً من ورش العمل وجلسات التدريب، ووصولاً إلى الموارد المخصّصة للصحة الذهنية والتوازن بين العمل والحياة، 
ويمتد التزام HP إلى مدىً أبعد؛ حيث تدخل مجالاً جديداً من خلال تعاونها مع "جوجل" في مشروع Starline، والذي تعمل من خلاله تكنولوجيا الاتصال المبتكرة ثلاثية الأبعاد على بناء تفاعلات افتراضية غامرة وواقعية تجعل المحادثات عن بُعد تبدو طبيعية مثل المحادثات المباشرة، مما يُعزّز ديناميكيات فريق العمل في العالم الافتراضي. ومع هذه الجهود، تدعم HP معنويات موظفيها، بالإضافة إلى بناء فرق عمل أقوى وأكثر ارتباطًا وجاهزية لمستقبل العمل.
نظرة تطلّعية: مواكبة تطورات المستقبل
في ظلّ سعي الشركات إلى التكيف مع تعقيدات أماكن العمل العصرية، تزايدت أهمية الرؤى المستمدة من مؤشر علاقات العمل. ومن الضروري أن تسعى الشركات إلى تعزيز رضا الموظفين والاحتفاظ بهم في بيئات عمل مخصّصة. ويتمثل السؤال في مدى استعداد الشركات لقبول هذا التحوّل الهائل في أسلوب تعاملها مع موظفيها.
ومن الجوانب الإيجابية أن الأدوات والأجهزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والقادرة على  تحقيق هذا التحوّل متاحة وسهلة النشر على نطاق واسع. ومع إدراك أهمية التخصيص والاستثمار في التقنيات التي تعطي الأولوية لاحتياجات الموظفين، يمكن للشركات تمهيد الطريق أمام كوادر عمل أكثر تفاعلاً وإنجازاً. ومن بين المحرّكات الستة لعلاقة صحية مع العمل، سجّل رضا الموظفين على مؤشر علاقات العمل العالمي أعلى معدّل نموّ بين عامي 2023 و2024، مع إدراك الأشخاص لمفاهيم الهدف والمعنى والتمكين في العمل. ويمكن لهذا النموّ أن يستمر باتباع الأساليب الصحيحة.
الخلاصة: تمكين الموظفين من النجاح
تُمثل الحلول المبتكرة من HP والرؤى المستمدة من مؤشر علاقات العمل خطوة مهمة نحو تمكين الموظفين من تنمية علاقات صحية مع عملهم في عالم اليوم الذي يركز على الرفاهية المعنوية. وليست أجهزة الكمبيوتر المدعومة بالذكاء الاصطناعي من HP مجرد أجهزة؛ بل هي أدوات للارتقاء بتجربة عمل مخصّصة تركز على التفضيلات الشخصية.
وفي إطار حرص الشركات المستمر على تبني مفهوم مستقبل العمل؛ ينبغي عليها مواصلة تعزيز بيئات العمل التي تُمكّن الموظفين من النجاح على المستويين الشخصي والمهني. وتعمل HP على تعزيز رضا الموظفين وتمهيد الطريق أمام كوادر عمل أكثر تفاعلاً وإنتاجية، من خلال الاستثمار في التكنولوجيا والممارسات التي تُعنى بالرفاهية المعنوية للموظفين.
لمزيد من المعلومات حول مؤشر علاقات العمل ومبادرات HP الهادفة لتعزيز رفاهية الموظفين، يرجى زيارة الموقع الرسمي لشركة HP أو تنزيل التقرير الكامل من هنا.