في عالم التصميم، لا يعد التنوع الثقافي مجرد كلمة، بل هو مصدر رئيسي للإلهام والابتكار. في هذا الحوار، التقينا في صحيفة الخليج مع باسكوال ناتوزي جونيور، المدير التنفيذي لشركة ناتوزي إيطاليا، الذي تحدث عن أهمية التنوع الثقافي في تصميم الأثاث وكيف يمكن للعلامات التجارية استغلال هذا التنوع لابتكار منتجات فريدة تجذب المستهلكين حول العالم. كما تطرق إلى مفهوم التوازن بين الراحة والفخامة في تصميماتهم، والتعاون مع المصمم المبدع كريم رشيد، وكيف أسهمت هذه الشراكة في تشكيل مفهوم التصميم الفاخر والمريح لعلامة ناتوزي.
ما هو الدور الذي يلعبه التنوع الثقافي في تشكيل تصميم الأثاث؟ وكيف يمكن للعلامات التجارية الاستفادة من هذا التنوع لإبداع منتجات أكثر ابتكاراً وجاذبية؟
أنا سعيد جداً لأنك سألتني عن التنوع الثقافي لأنه قيمة أؤمن بها بشدة. الاحترام المتبادل للتنوع أمر أساسي، ولكن الأهم هو إيجاد الجمال والتفرد في هذا التنوع، وهذا هو ما نقوم به في ناتوزي إيطاليا؛ نبحث عن أشخاص لديهم خلفيات وثقافات مختلفة، ثم نتواصل معهم لخلق شيء جديد معاً. إذا مزجت الماء مع الماء، ستحصل على الماء فقط. نحن ندمج عناصر مختلفة لابتكار وتصميم أفكار جديدة.
هل تعتقد أن التعاون بين أشخاص من خلفيات ثقافية مختلفة هو أساس الابتكار؟
لا يوجد تطور بدون تعاون، لا يمكن لأي شخص أن يحقق شيئاً بمفرده، لذا فالتحدث مع أشخاص لديهم وجهات نظر وأفكار مختلفة يعزز الإبداع، يشبه العصف الذهني والتبادل الفكري بين الأشخاص الذين يرون الأمور بشكل مختلف وهو ما يجعل عملية الإبداع مميزة.
كيف يمكن لعلامة تجارية عالمية مثل "ناتوزي" الحفاظ على هويتها الثقافية وفي نفس الوقت احترام ثقافات الشعوب المختلفة؟
نحن في ناتوزي نحترم الثقافات المختلفة عند التوسع على المستوى العالمي. نحرص على احترام الثقافة المحلية في البلدان التي نعمل بها، وفي نفس الوقت نعرض هويتنا كعلامة تجارية ذات ثقافة متفردة. على سبيل المثال، نحن في دبي نحترم الثقافة الإماراتية والعربية بينما نعرض أيضاً بصمتنا المميزة والمستوحاة من البحر الأبيض المتوسط.
كيف توازنون بين الفخامة والراحة في تصميم منتجاتكم؟
الراحة هي جزء أساسي من هوية ناتوزي، بل وأعتقد أنها ما يميزنا عن الآخرين فنحن نهتم بالراحة أكثر من الجماليات أحياناً، ونسعى لتحقيق توازن بين الراحة والجمال دون التنازل عن أحدهما. الراحة التي نقصدها تشمل الراحة الجسدية والراحة البصرية عند تصميم الأثاث الفاخر، وهذا يعكس في خطوط التصميم العضوية التي نعتز بها.
ما هي أبرز النقاط التي تميز العمل مع مصممين مثل كريم رشيد؟ وكيف ساهمت هذه التعاونات في تشكيل اتجاهات تصميم ناتوزي إيطاليا؟
كريم رشيد هو مصمم متعدد الأبعاد، ونحن نحب أن نعمل معه لأنه يضيف وجهة نظر جديدة ومميزة إلى تصميماتنا. كريم يعكس تماماً الفلسفة التي تتبناها ناتوزي في تصاميمها، وهي فكرة التصميم العضوي المتناغم والمريح بصرياً. الجانب الخاص الذي أضافه كريم هو تواضعه واحترامه العميق لهوية ناتوزي، مما جعل التعاون بيننا سهلاً ومثمراً وكانت النتيجة تصميمات مفاجئة ومتكاملة، حيث كانت قطع الأثاث التي ابتكرها كريم متناغمة، فهو بمثابة سفير ممتاز لمفردات تصميم ناتوزي.
ما هي الاتجاهات المستقبلية التي تتوقع أن تؤثر في تصميم الأثاث في السنوات القادمة؟ وكيف تستعد "ناتوزي" لهذه الاتجاهات؟
لا أحد يملك كرة سحرية للتنبؤ بالمستقبل، لكننا نركز على تقديم التصميم الجيد والجودة الممتازة والخبرة الجميلة التي تمنح الناس إحساساً بالتناغم. أعتقد أن ما نفتقده اليوم هو شعور بالتناغم والسكينة في العالم، ونحن نسعى لاستعادته من خلال تصميماتنا في منازل الناس. أرى أن التركيز على الراحة والرفاهية سيكون محوراً رئيسياً في المستقبل، وهو ما نعمل على تحقيقه، كما أننا بصدد إطلاق أول مشروع سكني لعلامتنا التجارية في دبي، وهو "منازل ناتوزي هارموني" الذي يعكس هذا المفهوم.
هل يمكنك التحدث عن هذا المشروع السكني في دبي؟ وما الذي يميز هذا المشروع؟
لأول مرة في تاريخ ناتوزي، نحن نصمم منازلنا الخاصة. هذا المشروع، بالتعاون مع شركائنا "بيس هومز"، يهدف إلى خلق بيئة متكاملة من حيث التصميم العضوي والرفاهية البصرية، بالإضافة إلى الفخامة الهادئة. نعتقد أن هذا المشروع هو تجسيد لرؤيتنا المستقبلية في التصميم المعماري والداخلي، ونحن فخورون بأن نكون جزءاً من هذه الخطوة التاريخية في تقديم تصميم مبتكر يلبي احتياجات الراحة والجمال.
من خلال هذا الحوار مع باسكوال ناتوزي جونيور، أصبح من الواضح أن "ناتوزي إيطاليا" تواصل الابتكار من خلال تبني التنوع الثقافي كأساس لعملية التصميم. تهدف العلامة التجارية إلى الجمع بين الراحة والفخامة بينما تستعد لمواجهة تحديات المستقبل مع تقديم حلول جديدة تلبي احتياجات رفاهية العملاء حول العالم.