مسقط - راشد النعيمي
نجحت سلطنة عُمان، الخميس، في إطلاق أول صاروخ علمي تجريبي من أراضيها لأول مرة في الشرق الأوسط، مستثمرة مزايا الموقع الجغرافي القريب من خط الاستواء ومدار السرطان، ما يقلل من الكلفة والوقت اللازمين لإطلاق الأجسام الفضائية للمدارات، حيث تخطط السلطنة لثلاث عمليات إطلاق أخرى في عام 2025 يتم تحديد تواريخها لاحقاً.
يستفيد مشروع الإطلاق المزمع تحويله لميناء فضائي من الشريط الساحلي للسلطنة المطل على المحيط الذي يمنح مساحة أمان لمثل هذا النوع من المشروعات، كما يستفيد من وجود المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم التي تشجع على جذب الاستثمارات العالمية، وبالتالي فالمشروع يعظم الفائدة الاقتصادية، حيث يلبي النمو في الطلب لإطلاق الأقمار الصناعية مع وجود محدودية في الموانئ الفضائية حول العالم، وعدم وجود مثل هذه الموانئ تقريباً في منطقة الشرق الأوسط.
يأتي تنفيذ المشروع على مراحل عدة حيث تم التخطيط للقيام بمهمة الإطلاق التجريبية الأولى (الدقم 1) لإطلاق صاروخ علمي، الأربعاء المقبل، كموعد أولي للإطلاق من منصة الإطلاق في جنوب منطقة الدقم (موقع 18 شمالاً، 56 شرقاً) لصاروخ يبلغ طوله 6.5 م يزن فارغاً 80 كغم بينما يزن مع الوقود 123 كغم، وسيرتفع عند إطلاقه لمسافة 140 كم فوق سطح البحر بسرعة 1530 م/ث لمدة 15 دقيقة تقريباً.
وأشار المهندس سعيد بن حمود المعولي، وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، إلى أن المشروع هو الخطوة الأولى لإنشاء ميناء فضائي لإطلاق الصواريخ العلمية والأقمار الاصطناعية، كما يلبّي الاحتياجات التجارية والبحثية في مجال الإطلاق الفضائي، ويعزّز التعاون الدولي الإقليمي في قطاع الفضاء.
وأضاف: إنه يأتي ضمن المبادرات الاستراتيجية التي تنفذها الوزارة ضمن البرنامج التنفيذي لقطاع الفضاء التي تستهدف تعظيم الفائدة من الممكنات الاستراتيجية للسلطنة، والمتمثلة في الموقع الجغرافي، ونقل وتوطين علوم وتقنيات الفضاء، وجذب الاستثمارات وتطوير الشراكة مع القطاع الخاص في تنفيذ المشروعات النوعية للمساهمة في التنويع الاقتصادي وخلق فرص وظائف وأعمال في قطاع الفضاء.
وتتضمن عمليات إطلاق الصواريخ العلمية أو التجريبية إرسال الصواريخ في مسارات غير مدارية بهدف حمل حمولات علمية إلى الغلاف الجوي العلوي أو الفضاء القريب، يبلغ طول هذه الصواريخ عادةً بين 4 و10 أمتار، وتصل إلى ارتفاعات تتراوح بين 5 و150 كيلومتراً. توفر هذه المهام بيانات علمية قيّمة لاختبار التكنولوجيا وإجراء أبحاث المناخ، ما يعزز الابتكار العلمي.
وتنسجم هذه المبادرة مع رؤية السلطنة لتعزيز مكانتها كبوابة إقليمية لتطبيقات الفضاء، بما يحقق أهداف التنويع الاقتصادي ويُسهم في بناء القدرات الوطنية، دعماً لرؤية عمان 2040، إذ يمثل إطلاق الصواريخ العلمية خطوة بارزة في مجال الفضاء، إذ يضعها في موقع ريادي إقليمي، ويؤسس لخدمات الإطلاق المداري مستقبلاً، ما يدعم سلسلة الخدمات اللوجستية الفضائية في المنطقة.