هجوم سوري مضاد لإبعاد الفصائل المتطرفة عن حماة

أطلق الجيش السوري، أمس الأربعاء، هجوماً مضاداً شمال حماة في وسط البلاد، لإبعاد الفصائل المتطرفة التي اقتربت من المدينة بعد أسبوع على بدئها هجوماً هو الأكبر منذ أعوام، بينما تحدثت التقارير عن سقوط أكثر من 700 قتيل منذ بدء المعارك والقصف ونزوح أكثر من 115 ألف في سوريا، في وقت تمكنت القوات الحليفة للقوات الحكومية السورية من صد هجوم لمسلحين في شرق البلاد، بينما تمكنت القوات الحكومية من فك الحصار عن طلاب الأكاديمية العسكرية في حلب، ونقلهم إلى حمص بتنسيق سوري روسي، في حين أصدر الرئيس السوري قراراً بزيادة رواتب العسكريين 50 في المئة.
اندلعت، أمس الأربعاء، «اشتباكات عنيفة» بين الجيش والفصائل المسلحة في شمال شرق حماة وشمال غربها، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا». وذكرت تقارير إخبارية، أمس الأربعاء، أن القوات الحكومية شنت «بعد منتصف الليل هجوماً مضاداً» تحت غطاء جوي في منطقة حماة، وصدت المهاجمين. وأشارت التقارير إلى حدوث نزوح كبير للسكان في هذه المنطقة، كما نزح عشرات الآلاف من المدنيين من مناطق شمال حلب وإدلب. وبحسب التقارير، ارتفعت حصيلة المعارك والقصف في سوريا منذ بدأت فصائل مسلّحة هجومها الأسبوع الماضي إلى 704 قتلى، بينهم 361 مسلحاً من «هيئة تحرير الشام» والفصائل الحليفة لها، و233 عنصراً من القوات الحكومية والمقاتلين الموالين لها، إضافة إلى 110 مدنيين.
وفي السياق، قال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية ديفيد كاردن عند زيارة قام بها إلى إدلب «مر أسبوع على التصعيد في النزاع في سوريا. هناك أكثر من 115 ألف شخص نزحوا أخيراً في أنحاء إدلب وشمال حلب».
ومن جانبه، ذكر مصدر عسكري سوري:«أن طائرات حربية سورية استهدفت مستودعاً للذخيرة وأسلحة ومعدات عسكرية تابعة للمسلحين في معرة النعمان جنوب شرق محافظة إدلب. وكان مصدر عسكري أكد في وقت سابق أن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك قضى على عشرات المسلحين في أرياف حماة وإدلب. ولفت المصدر إلى أن الطيران المشترك وجه ضربات جوية وصاروخية مركزة على ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي موقعاً عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين ودمر آلياتهم وأسلحتهم.  
من جهة أخرى، قُتل 16 شخصاً في اشتباكات بشرق سوريا، حيث صدت قوات رديفة للقوات الحكومية هجوماً شنّه مقاتلون متحالفون مع القوات الكردية. وتنقسم محافظة دير الزور بين القوات الحكومية ومقاتلين محليين تابعين لقوات سوريا الديموقراطية«قسد».
وأفادت التقارير، عن عودة «الهدوء الحذر»إلى«ريف دير الزور بعدما تمكنت القوات الحليفة للجيش السوري من صد هجوم قوات مجلس دير الزور العسكري». وأضافت أن المعارك تزامنت مع«قصف بري وجوي نفذته القوات الأمريكية على قرى ومواقع بمحيط مدينة دير الزور». وأسفرت الاشتباكات عن 16 قتيلاً بينهم مدنيان و11 جندياً ومقاتلاً من الفصائل الحليفة للقوات الحكومية، وثلاثة مقاتلين تابعين لقوات سوريا الديموقراطية.
في غضون ذلك، وصلت 19 حافلة تقل طلاب الأكاديمية العسكرية في حلب والذين كانوا محاصرين في السفيرة، إلى أحد مشافي حمص لتلقي العلاج، وذلك من خلال تنسيق سوري روسي عسكري.
وقالت القيادة العامة للجيش السوري، في بيان، إنه«بعد ثبات قتالي للطلاب والضباط من أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية بحلب، ودفاع مستميت عن الأكاديمية منذ اللحظة الأولى للهجوم على مدينة حلب، وتصديهم للهجمات العنيفة التي قام بها المسلحون لاقتحام الأكاديمية بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة والطيران المسير المتطور، ثم خروجهم إلى بلدة الواحة في منطقة السفيرة وتطويقهم مرة أخرى من قبل مجاميع المسلحين، مدججين بالعربات الثقيلة من دبابات ومدفعية ورشاشات وطيران مسير».
وأضافت:«استطاع الطلاب والضباط الصمود في مواجهة الإرهابيين، ما أسفر عن ارتقاء عدد منهم شهداء وإصابة آخرين بجراح، ومن خلال تنسيق سوري روسي عسكري سياسي مشترك تم فك حصار تلك التنظيمات المسلحة، وتأمين خروج طلبة الأكاديمية ووصولهم بأمان إلى مدينة حمص ليتم تقديم الرعاية اللازمة».
إلى ذلك، أوعز الرئيس الأسد في مرسوم رئاسي، بإضافة نسبة خمسين في المئة إلى رواتب العسكريين. ونشرت وكالة الأنباء الرسمية«سانا»نص المرسوم الذي يفيد ب«إضافة نسبة خمسين في المئة إلى الرواتب المقطوعة النافذة بتاريخ صدور هذا المرسوم.. للعسكريين». ولا تشمل الزيادة من هم في الخدمة الإلزامية أو المتقاعدين.(وكالات)