الكوارث الطبيعية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

تهدد الكوارث الطبيعية حياة البشرية والبيئة، وتستدعي منا الحاجة إلى التخطيط والتأهب المسبق لتقليل أضرارها، مثل إنشاء أنظمة إنذار مبكر، وتدريب السّكان على كيفية التصرف في الحالات الطارئة، فهي ظواهر طبيعية تؤدي إلى أضرار جسيمة بالبيئة والإنسان، وتشمل أنواعاً عديدة مثل الزلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات والجفاف والحرائق، فهي لا تعترف بحدود ولا تقتصر آثارها على منطقة بعينها، مما يتطلب جهوداً جماعية للتصدي لها، لذا أصبح التعاون الدولي والالتزام بالقانون والأعراف الدولية لحماية الأفراد وتعزيز الإطار القانوني أمراً حتميّاً.
وتؤكد دولة الإمارات دائماً التزامها بدعم الجهود الدولية والإقليمية، لتقليل آثار الكوارث الطبيعية،
واتخاذ إجراءات استباقية للتقليل من آثارها.
فدولتنا تعمل على الإجراءات الاستباقية لتقليل آثار الكوارث قبل حدوثها، ويجب على الدول كذلك تطوير استراتيجيات للتنبؤ بالأزمات، وتفعيل أنظمة الإنذار المبكر، مما يُسهم في حماية الأرواح وتقليل الأضرار، وهذه الإجراءات تعزز من قدرة المجتمعات على التعافي السريع، وتخفّف من العبء على خدمات الإغاثة.
فالإمارات تعدّ حجر الأساس في بناء المنظومة العالمية لمواجهة تداعيات الكوارث الطبيعية، وذلك بفضل مبادراتها الجريئة، ونهجها الإنساني المتفرد، الذي يقوم على تقديم العون والإغاثة لمستحقيها، من دون تمييز لجنس أو عرق أو دين، بعدما جعلت الحاجة المعيار الوحيد لتقديم المساعدة، فمن خلال عملية (الفارس الشهم) كانت الإمارات من أوائل الدول التي سارعت إلى تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية لتركيا وسوريا، لمواجهة آثار الزلزال الذي ضرب البلدين، حيث تعدّ من أنجح العمليات، لنبقى في طليعة الدول التي تقدّم المساعدة في عالم تفاقمت فيه الأزمات والكوارث والنزاعات، وذلك من خلال مواصلة تقديم الدعم عبر مؤسساتها الإنسانية الوطنية، وبرامجها الإغاثية المختلفة إلى الدول المتضررة حول العالم.
وختاماً، ستبقى الكوارث الطبيعية تحدياً عالمياً مستمراً يؤثر في حياة البشر ومواردهم بشكل كبير، وبالرغم من أن هذه الظواهر لا يمكن تجنبها فإن التقدم العلمي والتقني أسهم في تقليل أضرارها من خلال أنظمة الإنذار المبكر، ونشر الوعي المجتمعي، فبتعزيز التعاون الدولي، وتكثيف الجهود للتأهب لهذه الكوارث، وتحسين استجاباتنا لها في حماية الأرواح، وتقليل الخسائر الاقتصادية والبيئية بالتخطيط والاستعداد، يُمكِنُ للبشرية أن تواجه الكوارث الطبيعية بقدرة أكبر على التكيف والصمود والنجاة من كل ما يعتريها من انكسارات وهزّات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/vfmbv662

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"