عادي

النّاجح المظلوم

23:30 مساء
قراءة دقيقتين

د. مايا الهواري

النّجاح ثمرة تعب المرء على موضوع معيّن، يسعى إلى هدفه ويصل إليه بعد جهد جهيد فيحصد ثمرة هذا العناء، فمن يضع هدفه أمام عينيه ويعمل جاهداً ليحقّقه لن يكترث لمن حوله وما سيتكلّمون عنه وكيف ينظرون إليه، فلديه هدف أسمى منهم، فمن طبيعة البشر الكلام بكلّ شيء وبكلّ المواضيع الّتي تعنيهم والّتي لا تعنيهم واختراق خصوصيّاتهم، والبحث بكلّ ما هو مخفيّ عنهم لمعرفة المزيد والتّحدّث به، كيف اختار هذا الطّريق ومن ساعده، كيف وصل، إلخ هذه التّفاصيل تشغل تفكيرهم وتجعلهم يبحثون عنها ليجدوا ثغرة صغيرة ويضعونها في آذان النّاجح لإزعاجه وإحباطه وثنيه عمّا يقوم به، فهم لا يرغبون برؤية النّاجحين حتّى لا يظهر فشلهم الكبير، وهنا ما على النّاجح إلّا أن يغلق آذانه عن كلامهم ولا يضعه على محملّ الجدّ لأنّهم سيتكلّمون بكلّ الأحوال همّهم أنّه وصل وحقّق بكلّ سهولة دون أن يدركوا صعوبة الطّريق الّتي سلكها وصولاً للقمّة، سقط ونهض، تعب واستراح، مرض وشفي، والكثير من المتضادّات الّتي تعرّض لها الإنسان خلال مسيرته في طريق النّجاح وهذا أمر طبيعيّ فعندما يخطّط المرء لعمل مشروع ما يبدأ الآخرون يتتبّعون أخباره وهذه إشارة واضحة لمدى نجاحه وتفوّقه وما عليه إلا الاستمرار دون الالتفات لكلامهم، بل يفعل كلّ ما بوسعه للنّجاح.
نستنتج ممّا سبق أنّ الإيمان بالله والثّقة به هما الطّريق للنّجاح ويجب عدم الالتفات لكلام الآخرين أو حسدهم أو بغضهم وما على المرء إلا العمل متوكّلاً على الله وسيجزيه الله ثمار تعبه لأنّه لا يضيع مثقال ذرة ولكلّ مجتهد نصيب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/22ta6uc9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"