عادي

سكان دمشق القلقون يتسمّرون أمام الشاشات لمتابعة التطورات الميدانية المتسارعة

23:42 مساء
قراءة 3 دقائق

دمشق - أ ف ب
قرّر الطالب الجامعي، شادي، الجمعة ملازمة منزله في عطلة نهاية الأسبوع، لمتابعة الأخبار المتسارعة، مع تقدّم فصائل مسلحة إلى مدن رئيسية خلال الأيام الماضية، ما يعكس قلقاً يشاطره إياه كثيرون من سكان العاصمة.
ويقول الشاب الذي تحفّظ عن ذكر اسمه الكامل: «لم أرغب في الخروج من المنزل، والجميع فضّل أن يتابع الأخبار داخل منزله، وأن يبقى قرب عائلته».
ويُضيف، بينما تصل إشعارات متلاحقة إلى هاتفه الخلوي تثير قلقه: «لم نعد نفهم شيئاً، فتطورات الأخبار أسرع من قدرتنا على استيعاب كل ما جرى خلال أسبوع واحد فقط».
ومنذ أيام، يعيش سكان دمشق على غرار مدن سورية أخرى على إيقاع الأخبار والرسائل النصية حول التطورات الميدانية التي لم تشهد البلاد لها مثيلاً منذ سنوات.
فمنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تشنّ فصائل مسلحة بقيادة جماعة «هيئة تحرير الشام» أو (جبهة النصرة سابقاً) هجوماً غير مسبوق ضد الجيش السوري، بدأته في شمال سوريا. واستولت تلك الفصائل على مدينتي حلب وحماة، بعد إعلان الجيش السوري إعادة تموضعه في المنطقة.
واقتربت تلك الفصائل الجمعة من مدينة حمص في وسط البلاد، حيث أكد الجيش السوري أنه موجود «لصدّ أي هجوم إرهابي»، في حين أعلنت قوات سوريا الديمقراطية الكردية، انتشارها في محافظة دير الزور التي كانت تحت سيطرة القوات الحكومية.
ويقول شادي:«القلق معد لكنه لا يفيد في أوقات مماثلة، ومن الأفضل الحفاظ على الهدوء».
وشدّدت الحواجز الأمنية المنتشرة في محيط العاصمة، خلال الأيام الماضية إجراءات التفتيش والتدقيق.
وشهدت مطاعم ومقاهي منطقة باب شرقي في المدينة القديمة حركة محدودة للغاية، بينما أغلقت بعض المحلات أبوابها مبكراً في ظل نقص عدد الزبائن.
-لا للهلع
وتغذّي التطورات وحالة القلق، انتشار الشائعات والأخبار المضلّلة. وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر تصاعد الدخان قرب ساحة الأمويين في دمشق، مرفقاً بتعليق يفيد عن اشتباكات قرب مبنى الأركان. لكن تبيّن أن المقطع قديم، ولا علاقة له بالأحداث الحالية.
وفي وقت لاحق، نبّهت وزارة الدفاع من مقاطع فيديو «كاذبة ومفبركة حول حدوث انفجارات في مقرّ الأركان». ودعت المواطنين «إلى الوعي بهذه الأكاذيب ومعرفة أبعادها التي تستهدف نشر الفوضى والذعر في صفوف المدنيين».
وتقول جورجينا (32 عاماً):«أسمع شائعات كثيرة. نزلت إلى دمشق القديمة، ووجدت أن الحركة روتينية.. لكن الجميع يتابعون الأخبار».
ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» الروسية عن مراسلها، أن الوضع هادئ في دمشق ولا توجد انفجارات أو قتال.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، الجمعة، عن خطباء المساجد في دمشق دعوتهم إلى عدم الهلع والخوف، والوقوف صفاً واحداً خلف الجيش السوري للدفاع عن الوطن.
وعلى وقع التطورات الميدانية، أرجأت جامعة دمشق الامتحانات إلى موعد يحدّد لاحقاً. كما أرجأ الاتحاد السوري لكرة القدم مباريات الدوري حتى إشعار آخر بسبب الأوضاع الراهنة.
وعلى وقع التطورات الأمنية، توقفت بعض الإذاعات المحلية عن بثّ البرامج الترفيهية ـ وحوّلت برامجها إلى نشرات أخبار وأغان وطنية. وخصّصت قنوات التلفزة الرسمية تغطيتها لاستقبال محللين سياسيين ومراسلين من مناطق تدور فيها المعارك. وبين وقت وآخر، تبث لقطات من ساحات رئيسية، وتنفي الشائعات عن سيطرة مسلحين على مناطق إضافية.
في موازاة ذلك، سجّل سعر صرف الليرة مقابل الدولار مستوى غير مسبوق، إذ بلغ 19 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد، وفق التجار.
ويقول أمين (56 عاماً)، وهو صاحب متجر لبيع المواد الغذائية:«يندفع الناس لشراء الخبز والأرز والسكر ومواد التنظيف. اليوم طلبت من المستودعات مرتين إحضار بضاعة لتلبية الطلب المتزايد».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ywrtr3nj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"