واصلت القوات الإسرائيلية، أمس الخميس، استهداف مراكز الإيواء وقصف خيام النازحين في أنحاء غزة، وارتكبت مذبحة في مواصي خان يونس خلفت 20 قتيلاً وعشرات الجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما أكدت منظمة العفو الدولية (أمنستي) أن إسرائيل ترتكب عن عمد إبادة جماعية في غزة منذ أكثر من عام، لكن تل أبيب تنصلت من الاتهام، زاعمة أن المنظمة «بغيضة ومتعصبة».
وفي اليوم 426 للحرب، نفذ الجيش الإسرائيلي قصفاً مكثفاً على عدة مناطق في قطاع غزة. وأعلنت وزارة الصحة في القطاع أن حصيلة الضحايا جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، ارتفعت إلى 44580 قتيلاً، بالإضافة إلى 105739 جريحاً. وأوضحت الوزارة أن جيش الاحتلال ارتكب خلال ال 24 ساعة خمس مجازر ضد عائلات، ما أدى إلى مقتل 48 شخصاً وإصابة 201 آخرين.
وقال مسعفون إن الجيش الإسرائيلي قتل عشرات المدنيين الليلة قبل الماضية منهم حوالي 20 في هجوم تسبب في اشتعال النيران بخيام أسر نازحة في مخيم مزدحم. وحمل سكان جثة ملفوفة بالسجاد بعدما أخرجوها من وسط الحطام المتفحم لخيام في المواصي بالقرب من شاطئ البحر إلى الغرب من خان يونس في جنوب القطاع.
وقال المشيعون إن أحدث الهجمات تظهر أن تقريراً جديداً من منظمة العفو الدولية، تدين فيه إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، جاء متأخراً للغاية.
وأوضح مسعفون في غزة أن القتلى العشرين المؤكدين في الغارة الإسرائيلية في المواصي بينهم نساء وأطفال. وأدى الهجوم إلى اشتعال النيران في عدد من الخيام الكبيرة، وتفاقم الحريق بسبب انفجار مواقد الغاز المتنقلة واشتعال أثاث النازحين.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن إسرائيل قصفت منزلاً في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، أسفر عن سقوط 15 شخصاً وإصابة عدد آخر بجروح.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بأن طائرات الاحتلال المسيرة استهدفت خزانات المياه في المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة.
وأوضحت الوكالة أن طائرات حربية قصفت منزلاً يؤوي نازحين خلف مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع، ما أدى إلى مقتل 7 فلسطينيين على الأقل، وإصابة عدد آخر.
وأصابت غارات إسرائيلية أخرى مدينة غزة، وقال مسعفون إن منزلاً لجأت إليه عائلة كبيرة دُمر ولحقت أضرار بمنزلين مجاورين في هجوم، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل. وقال مسعفون إن ثلاثة فلسطينيين قُتلوا في غارة إسرائيلية برفح قرب الحدود مع مصر أمس الخميس. وذكر المسعفون أن ثلاثة آخرين قُتلوا في غارة جوية أخرى بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وجاءت هذه الاعتداءات في اليوم الذي أصدرت فيه منظمة العفو الدولية تقريرها الذي يقول إن تصرفات إسرائيل في غزة تتفق مع تعريف جريمة الإبادة الجماعية. ورفضت إسرائيل بشدة هذا الاتهام، ووصفت منظمة العفو الدولية بأنها «منظمة بغيضة ومتعصبة».
وقالت المنظمة، المعنية بحقوق الإنسان ومقرها لندن، إنها توصلت إلى هذه النتيجة بعد أشهر من تحليل الوقائع وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين.
وقالت المنظمة إن الحد القانوني لجريمة الإبادة الجماعية قد تم استيفاؤه، في أول حكم من هذا القبيل خلال صراع مسلح نشط.
وفي تقديم التقرير للصحفيين في لاهاي، قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار إن النتيجة (التي خلص إليها التقرير) لم تؤخذ «باستخفاف أو بدافع سياسي أو انتقائي».
وقالت للصحفيين بعد عرض التقرير «ثمة إبادة جماعية ترتكب. لا شك في ذلك، لا يوجد شك واحد في أذهاننا بعد ستة أشهر من البحث المتعمق والمركَّز».
وقالت منظمة العفو الدولية إنها خلصت إلى أن إسرائيل والجيش الإسرائيلي ارتكبا ما لا يقل عن ثلاثة من الأفعال الخمسة المحظورة بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948، وهي القتل، والتسبب في أضرار بدنية أو نفسية خطيرة، وفرض ظروف معيشية تهدف عمداً إلى التدمير الجسدي لمجموعة محمية.
وقد ارتكبت هذه الأفعال عن العمد الذي تقتضيه الاتفاقية، بحسب منظمة العفو الدولية التي قالت إنها راجعت ما يزيد على 100 تصريح من مسؤولين إسرائيليين.
وقالت كالامار إن منظمة العفو الدولية لم تكن تهدف إلى إثبات الإبادة الجماعية، ولكن بعد مراجعة الأدلة والبيانات إجمالاً، قالت إن الاستنتاج الوحيد هو أن «إسرائيل تتعمد وتعمدت ارتكاب إبادة جماعية».
وأضافت «التأكيد على أن حرب إسرائيل في غزة تهدف فقط إلى القضاء على حماس وليس تدمير الفلسطينيين جسدياً كجماعة قومية وإثنية، هذا التأكيد ببساطة لا يصمد أمام التدقيق».
وحثت منظمة العفو الدولية المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية على التحقيق في الإبادة الجماعية وملاحقة الفاعلين. (وكالات)
عادي
«العفو الدولية» تكشف أدلة وافية تثبت جرائم الإبادة الجماعية.. وتل أبيب تتنصل
غارات تحرق خيام النازحين.. وعشرات الضحايا في أنحاء غزة
6 ديسمبر 2024
00:22 صباحا
قراءة
3
دقائق
https://tinyurl.com/t2nvssm7