تسارعت تطورات الأحداث الجارية في سوريا، أمس الجمعة، وواصلت الفصائل السورية المتطرفة والمسلحة تقدمها نحو مدينة حمص في وسط البلاد، بينما نفى الجيش السوري انسحابه من حمص وحشد قوات ضخمة للدفاع عنها، وواصل قصف الفصائل المسلحة شمال مدينة حماة وجنوبها، كما قصف جسراً استراتيجياً في الرستن يربط بين مدينتي حماة وحمص، فيما اندلعت اشتباكات بين مجموعات مسلحة محلية والقوات الأمنية في محافظة درعا جنوب سوريا، كما شهدت السويداء بعض التوترات، في وقت أبرمت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» مع الجيش السوري اتفاق دفاع مشترك، تسلمت بموجبه السيطرة على دير الزور والرقة، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي إرسال تعزيزات كبيرة إلى الجولان، مؤكداً أنه لن يتسامح «مع التهديدات القريبة من الحدود».
ذكرت تقارير إخبارية أن «هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها باتت على بعد خمسة كيلومترات من أطراف مدينة حمص بعد سيطرتها على بلدتي الرستن وتلبيسة» الواقعتين على الطريق الواصل بين المدينتين.
وأوضح أن «من شأن سيطرة الفصائل على مدينة حمص أن تقطع الطريق الذي يربط دمشق بالساحل السوري»، وبحسب التقارير أيضاً، سمعت أصوات انفجارات في العاصمة دمشق سرعان ما تبين أنها ناتجة عن إطلاق مضادات جوية في أجواء ريف دمشق الغربي بسبب الاشتباه بتحليق مسيرات. وبالتزامن أعلنت وزارة الدفاع السورية، أمس الجمعة أن وحدات الجيش تقصف بالمدفعية وتشن غارات جوية بمؤازرة روسيا، على تجمعات الفصائل شمال مدينة حماة وجنوبها، بعد ساعات من خروج المدينة عن سيطرة السلطات، وأوردت الوزارة في بيان نقلاً عن مصدر عسكري «قواتنا المسلحة تستهدف بنيران المدفعية والصواريخ والطيران الحربي السوري الروسي المشترك آليات المسلحين وتجمعاتهم على ريفي حماة الشمالي والجنوبي وتوقع في صفوفهم عشرات القتلى والمصابين وتدمر عدة آليات وعربات»، وأشارت مصادر محلية إلى أن غارات جوية استهدفت جسراً استراتيجياً يربط مدينة حماة التي سيطرت عليها فصائل بمدينة حمص التي تسعى هذه الفصائل للسيطرة عليها. وأضافت «استهدفت طائرات حربية بغارات جوية جسر الرستن الذي يربط مدينة حمص بحماة.. لقطع الطريق بين حماة وحمص وتأمين مدينة حمص».
وفي هذا الصدد، نقلت «رويترز» عن مصدرين أمنيين لبنانيين أن «حزب الله» أرسل الليلة قبل الماضية عدداً صغيراً من «القوات المشرفة» من لبنان إلى سوريا بهدف المساعدة في منع مقاتلي الفصائل المتطرفة من الاستيلاء على مدينة حمص. وقال ضابط من الجيش السوري ومسؤولان من المنطقة: إن قوات نخبة من «حزب الله» عبرت من لبنان خلال الليل واتخذت مواقع في حمص.
من جهة أخرى، ذكرت تقارير إخبارية أنه تم التوصل لاتفاق على تسليم الجيش السوري مواقع ونقاط تابعة له في محافظتي دير الزور والرقة لقوات «قسد»، ودخول الطرفين في اتفاق أولي للدفاع المشترك في المحافظتين. وأضافت التقارير إن قوات «قسد» انتشرت على الطريق الممتد من معدان ونقاط في ريف دير الزور الغربي، إلى السبخة ونقاط أخرى بريف الرقة الشرقي، شمال شرقي سوريا، وأشارت إلى أن بعض القوات السورية تنسحب من دير الزور وتلتحق بجبهات القتال الأخرى في سوريا. وأضافت: إن قوات «قسد» انتشرت في مطار دير الزور العسكري بعد الاتفاق مع الجيش السوري، وكان قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي قال: إن تنظيم «داعش» سيطر على بعض المناطق في شرق سوريا. وذكر عبدي في مؤتمر صحفي أنه «بسبب أحدث التطورات، هناك تحركات متزايدة لمرتزقة «داعش» في البادية السورية وفي جنوب وغرب دير الزور وريف الرقة»، وهي مناطق في شرق سوريا.
في غضون ذلك، ذكرت التقارير أن فصائل محلية مسلحة سيطرت على عدة مواقع للجيش السوري بمدينة نوى في درعا، كما شنت هجوماً واسعاً على موقع المخابرات العسكرية هناك، ليرد الجيش السوري باستهداف مواقع تلك الفصائل في تل الجابية ومناطق بنوى. وأوضحت التقارير أن التصعيد في المحافظة يأتي مع أنباء عن توجيهات من دمشق بسحب عناصر حواجز منتشرة في ريف درعا.
إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي في بيان «بناء على تقييم الوضع المستمر منذ الأمس في هيئة الأركان العامة والقيادة الشمالية، وفي أعقاب تطورات الصراع الداخلي في سوريا، يعزز الجيش الإسرائيلي قواته الجوية والبرية في منطقة هضبة الجولان»، وأضاف: «تنتشر قوات الجيش على طول الحدود، وتراقب قواتنا التطورات استعداداً لجميع السيناريوهات الهجومية والدفاعية على حد سواء»، مشدداً على أن الجيش لن يتسامح «مع التهديدات القريبة من الحدود الإسرائيلية وسيحبط أي تهديد ضد دولة إسرائيل». (وكالات)
https://tinyurl.com/52wrcs3n