عادي

زيلينسكي غداة لقائه ترامب: نريد «سلاماً مستداماً»

20:55 مساء
قراءة 3 دقائق

كييف - أ ف ب
شدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، على أنه يريد «سلاماً مستداماً» لبلاده، غداة لقائه في باريس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي دعا إلى «وقف فوري لإطلاق النار» والشروع في مفاوضات لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
لطالما عارض زيلينسكي قطعياً تقديم أي تنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنّه ليّن في الأشهر الأخيرة موقفه على خلفية صعوبات يواجهها جيشه على خط الجبهة ومخاوف من تراجع الدعم الغربي.
وطرح زيلينسكي فكرة تخلّي أوكرانيا مؤقتاً عن استعادة أراض تسيطر عليها روسيا، نحو 20 بالمئة من مساحة بلاده، مقابل ضمانات أمنية من حلف شمال الأطلسي وإمداد كييف بأسلحة غربية.
وقال زيلينسكي غداة اللقاء الثلاثي الذي عقد في باريس «ننشد سلاماً عادلاً ومستداماً، سلاماً لا يتمكن الروس من تدميره بعد بضعة أعوام، على غرار ما فعلوا مراراً في السابق».
وأوضح «عندما نتحدث عن سلام فعال مع روسيا، يجب علينا أولاً التحدث عن ضمانات»، وحضّ حلفاءه على «ضمان موثوقية السلام وعدم غض النظر عن السيطرة على الأراضي الأوكرانية».
من جهته اتّهم الكرملين الأحد الرئيس الأوكراني ب«رفض التفاوض» مع بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لافتاً إلى أن زيلينسكي حظر بموجب مرسوم صدر في تشرين الأول/أكتوبر 2022 أي تواصل مع الرئيس الروسي.
ودعا الكرملين الرئيس الأوكراني إلى الأخذ في الاعتبار «الوقائع على الأرض» حيث تحقّق القوات الروسية تقدّماً على الجبهة منذ مطلع العام على الرغم من تقدّم أوكراني داخل الأراضي الروسية في الصيف.
43 ألف جندي أوكراني قتلوا
تريد روسيا أن تتخلى أوكرانيا عن أربع مناطق خضعت لسيطرتها جزئياً في شرق البلاد وجنوبها، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمّتها في عام 2014، ووقف مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، لكن هذه الشروط ترفضها كييف.
وأعلن زيلينسكي أن 43 ألف جندي أوكراني قُتلوا في الحرب مع روسيا المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات، وأن حوالى 370 ألفاً جرحوا منذ بدء الحرب في شباط/فبراير 2022.
منذ شباط/فبراير 2024، هذه هي المرة الثانية التي يعلن فيها زيلينسكي حصيلة للخسائر الأوكرانية.
خسارات عبثية
أشار ترامب الأحد إلى أن أوكرانيا خسرت 400 ألف جندي «على نحو عبثي» و«عدداً أكبر بكثير من المدنيين» في حين «أصيب أو قتل قرابة 600 ألف جندي روسي، في حرب لم يكن ينبغي أن تبدأ مطلقاً ومن المحتمل أن تستمر إلى الأبد».
«وقف فوري لإطلاق النار»
جاء في منشور للرئيس المنتخب على منصته تروث سوشال «يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار والشروع في مفاوضات. لقد فقدت الكثير من الأرواح عبثاً، ودُمر الكثير من الأسر، وإذا استمر الوضع فقد يتحول إلى شيء أكبر، وأسوأ بكثير».
وأكد ترامب الذي سيتولى منصبه في 20 كانون الثاني/يناير، عبر منشوره أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «يريد عقد صفقة» لإنهاء الحرب.
اكتسى الاجتماع مع ترامب في باريس أهمية كبرى بالنسبة لزيلينسكي الذي يخشى أن تفك الولايات المتحدة ارتباطها بعد نحو ثلاث سنوات على بدء الغزو الروسي المدمر.
ولطالما انتقد ترامب بشدة في الأشهر الأخيرة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا والمقدرة بمليارات الدولارات.
وأكد قطب الأعمال الذي نجح في العودة إلى البيت الأبيض، مرات عدة نيته عدم مواصلة سياسة تقديم الدعم الهائل لكييف التي انتهجها الرئيس الأمريكي جو بايدن.
في حين تسابق واشنطن الوقت لتقديم دعم لكييف قبل تولي ترامب منصبه، أعلنت الولايات المتحدة السبت عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 988 مليون دولار.
ميدانياً، وفي مؤشر يدل على ما تواجهه القوات الأوكرانية من صعوبات، أعلنت روسيا في نهاية الأسبوع سيطرتها على بلدتين إضافيتين واقتراب قواتها من ثلاث مدن ذات أهمية كبرى هي كوراخوفي وبوكروفسك وكوبيانسك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3cw7h3x7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"