الأسرة الركيزة الأساسية لأي مجتمع، فهي النواة التي ينبع منها استقراره ونهضته، وفي دولة الإمارات تُعد محور الاهتمام، وحجر الزاوية في بناء مجتمع متماسك ومتطور.
قيادتنا الرشيدة، حرصت منذ التأسيس على تعزيز مكانة الأسرة، باعتبارها اللبنة الأولى لصناعة أجيال تحمل قيم العطاء والانتماء، ولطالما نظرت إليها بعيداً عن كونها وحدة اجتماعية، حيث ترى فيها كياناً يسهم في تشكيل الهوية الوطنية والحفاظ على القيم الأصيلة، إذ تسهم من خلال تعزيز مفاهيم الاحترام والتسامح والتعاون بين أفرادها، في ترسيخ التلاحم المجتمعي، الذي يُعد من أبرز مميزات مجتمعنا.
هذه النظرة أخذت اليوم بعداً آخر، فبتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومباركته، أعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تغييراً حكومياً باستحداث وزارة «الأسرة»، وتعزيز دور وزارة تنمية المجتمع، وتغيير مسماها، لتصبح «وزارة تمكين المجتمع» وتعديل اختصاصاتها.
صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، أكد أن الأسرة أولوية وطنية، وحجر الزاوية في المسيرة، وضمان لمستقبل الوطن، فهي النواة الصلبة التي يلتف حولها المجتمع، والضامن لاستمرار تماسكه وقوة أفراده، مشدداً سموّه على أن الجميع من آباء وأمهات ومؤسسات وطنية، معنيون بدعم تكوين الأسرة وتمكينها.
هذه الكلمات تؤكد أهمية الأسرة، بيئة حاضنة لتنشئة أفراد، يتمتعون بالاستقرار النفسي والاجتماعي، وهو ما عملت قيادتنا الرشيدة على تعزيزه، من خلال تبني سياسات ومبادرات تعزز من ترابط الأسرة وتماسكها، وأكبر مثال على ذلك التشريعات التي تضمن حقوق الأفراد والأسرة بأكملها، والبرامج التي تدعم الصحة النفسية والاجتماعية.
التعديل الوزاري، سيلعب دوراً كبيراً في تطوير منظومة تمكين اجتماعي متقدمة ومتكاملة، تعزز المشاركة المجتمعية، إذ من المتوقع أن تعمل وزارة تمكين المجتمع على إدارة برامج التمكين والدعم الاجتماعي، بما يوفر الحماية للأسر المحدودة الدخل، ويعزز استقرارها واستقلاليتها المالية، حتى تقوم بمهامها على أكمل وجه، فدور الأسرة في الإمارات، يتجاوز حدود المنزل، حيث يشمل الإسهام في التنمية المستدامة، كونها المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الأبناء مبادئ الأخلاق والمسؤولية، ما يؤهلهم، ليصبحوا أفراداً فاعلين في مجتمعهم، يسعون إلى تحقيق رؤى الدولة الطموحة.
بفضل الرؤية الاستراتيجية لقيادتنا الرشيدة، تتبوأ الأسرة مكانة بارزة ضمن أولويات التنمية، فالاستثمار في الأسرة هو استثمار في مستقبل الإمارات، حيث تتكامل جهود الأفراد والمؤسسات، لبناء مجتمع مستقر ومزدهر، لتظل الأسرة القلب النابض للوطن، وسر قوته ونهضته.
https://tinyurl.com/3rcawrmj