(رويترز)
قالت مصادر أمنية سورية اليوم الثلاثاء: إن إسرائيل وصلت إلى مسافة 25 كيلومتراً جنوب غربي دمشق في توغلها العسكري، وذلك بعدما استولت على منطقة عازلة في جنوب سوريا وشنت غارات جوية ليلاً على الجيش وقواعد جوية.
تأتي العملية العسكرية الإسرائيلية في سوريا بعد يومين من مغادرة الرئيس بشار الأسد إلى موسكو، مما أثار حالة من التوتر بين السوريين ودول المنطقة والقوى العالمية بشأن ما سيحدث لاحقاً.
وذكر مصدر أمني سوري أن القوات الإسرائيلية وصلت إلى مدينة قطنا على بعد عشرة كيلومترات داخل الأراضي السورية شرقي منطقة منزوعة السلاح تفصل هضبة الجولان المحتلة عن سوريا.
وتقول إسرائيل: إنها لن تتدخل في الصراع السوري وإن استيلاءها على المنطقة العازلة خطوة دفاعية.
ونددت عدة دول عربية بالتوغل الإسرائيلي
وقالت مصادر أمنية في المنطقة: إن الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة استمرت خلال الليل على منشآت عسكرية وقواعد جوية في أنحاء سوريا، ما أدى إلى تدمير عشرات الطائرات الهليكوبتر والطائرات النفاثة وأصول للحرس الجمهوري في دمشق والمنطقة المحيطة بها.
وأضافت المصادر: إن عدد الغارات بلغ 200 تقريباً وأنها لم تترك شيئاً من أصول الجيش السوري.
وقالت إسرائيل: إن غاراتها الجوية ستستمر لأيام لكنها أبلغت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أنها لا تتدخل في الصراع السوري، وأضافت أنها اتخذت «إجراءات محدودة ومؤقتة» لحماية أمنها فقط.
وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً مغلقاً في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين، وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين بعد اجتماع المجلس «فوجئ الجميع، بمن في ذلك أعضاء المجلس (بما حدث في سوريا)، لذلك يتعين علينا أن ننتظر ونرى ونراقب.. ونقيم كيف سيتطور الوضع».
وبينما لا تزال الأجواء الاحتفالية سائدة في دمشق، وافق محمد الجلالي رئيس الوزراء في حكومة الأسد أمس الاثنين على تسليم السلطة للحكومة التي تقودها الفصائل المسلحة.
قال مصدر مطلع على المناقشات لرويترز: إن قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، عقد اجتماعاً مع الجلالي ونائب الرئيس فيصل المقداد لمناقشة الترتيبات الخاصة بحكومة انتقالية، وذكر الجلالي أن عملية تسليم السلطة قد تستغرق أياماً.
وذكرت وسائل إعلام أن السلطة الانتقالية سيرأسها محمد البشير، الذي كان يدير حكومة الإنقاذ قبل الهجوم.
وقال نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة روبرت وود في نيويورك: «هذه لحظة لا تصدق للشعب السوري، والآن نركز حقاً على محاولة معرفة إلى أين يتجه الوضع».
وقالت واشنطن: إن الولايات المتحدة تسعى إلى إيجاد سبل للتواصل مع الفصائل المسلحة في سوريا، وتتواصل مع شركاء في المنطقة مثل تركيا لبدء عملية دبلوماسية غير رسمية.
وهناك مؤشرات أولية على عودة الحياة إلى طبيعتها، وتفتح البنوك السورية أبوابها اليوم الثلاثاء، ودعت وزارة النفط جميع العاملين في القطاع إلى التوجه إلى العمل اليوم الثلاثاء، مضيفة إنه سيتم توفير الحماية لهم لضمان سلامتهم.
وفي ظل تصنيف الفصائل المسلحة منظمة إرهابية من قبل العديد من الدول والأمم المتحدة، فإن أوراق اعتمادها كسلطة حاكمة غير مؤكدة.