عادي

وسط الجثث المشوهة.. سوريون يبحثون عن أحبائهم المفقودين

21:53 مساء
قراءة دقيقتين

دمشق ـــ رويترز
لا تزال الكثير من التفاصيل تتكشف حول سجن «صيدنايا» الواقع بالقرب من دمشق.
رجال ونساء على ضوء هواتفهم المحمولة اضطروا إلى فحص جثث مشوهة في مشرحة مظلمة بمستشفى في العاصمة السورية على أمل العثور على أي علامات تدلهم على أقاربهم الذين اختفوا في السجون.
وعثر رجال الإنقاذ، وهم يحفرون خلال الليل بحثاً عن زنازين مخفية في سجن «صيدنايا» شمالي دمشق، على عشرات الجثث المتفحمة والمتحللة ومبتورة الأطراف أو مقطوعة الرؤوس. وقالت جماعات حقوق الإنسان إن التعذيب وحالات الإعدام الجماعي كانت شائعة هناك.
وهرع الناس يوم الأحد إلى سجن «صيدنايا» وحرروا مئات المعتقلين. وبدأ رجال الإنقاذ بعد ذلك في البحث عن أي زنازين تحت الأرض ربما يكون المزيد من السجناء قابعين فيها. وبقي الآلاف من أقارب المفقودين في السجن خلال الليل أملاً في العثور على أحبائهم.
وقال عمال الإنقاذ في بيان في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، إنه لم يتم العثور على مزيد من الأحياء أو على زنازين تحت الأرض. لكن المسؤول المحلي أحمد شومان قال إنه تم العثور على ما لا يقل عن 35 جثة تبدو عليها آثار تعذيب وجرى نقلها إلى مستشفى دمشق، الثلاثاء.
وقال في مشرحة المستشفى الذي تأثر مثل أغلب أنحاء دمشق بانقطاع الكهرباء بسبب القتال من أجل السيطرة على العاصمة: «جثث مشوهة، مقطّعة، مو معروف مين، حسبنا الله ونعم الوكيل!».
وكان الناس من حوله إما يصرخون أو يغطون أنوفهم لإخفاء الرائحة الكريهة. وصاح رجل وهو ينظر في أحد الأكفان «إيده اليمين رايحة!»، بينما صاح آخر «شو ذنبها هالعالم لتموت هيك؟». وكانت امرأة تبكي وتلطم خديها.
ولا تزال ريما الترك تبحث عن شقيقها عدنان الذي اعتقل في 2013 من أمام منزل أسرتهما. وقالت إنه لم يرتكب أي خطأ. وأضافت: «كلياتهن جثث محروقة وجثث مقطوع رأسها».
وقال الطبيب الشرعي زاهر الطقش: إن الأطباء والمتخصصين يعملون على مساعدة الأسر في التعرف إلى أحبائهم.
وقال الطقش: «العلامات الفارقة، مثلاً فيه وشم فيه جرح، فيه أي علامة فارقة للشخص». وأضاف أنه يمكن التعرف إلى جثث أخرى من خلال أسنانها، لكن هناك حاجة إلى المزيد من المتخصصين لمواصلة أعمال التعرف.
وعُثر على جثث أخرى في أماكن أخرى بالمدينة. وقال أحد أعضاء فريق الاستجابة الطارئة التابع لـ«هيئة تحرير الشام»: إنه تم العثور على جثث في مستشفى حرستا، وكانت تبدو عليها أيضاً علامات تعذيب.
ودعت حملة «من أجل سوريا» الاثنين، المنظمات الدولية إلى تحسين الدعم المقدم للعائلات التي تعلم الآن أن أحباءها قُتلوا وهم رهن الاحتجاز. والحملة هي مجموعة ناشطة تدافع عن قضايا الحقوق المدنية في سوريا.
وشعر من عثروا على أقاربهم في المشرحة بالارتياح لتمكنهم من دفنهم، لكنهم شعروا أيضاً بالغضب من المسؤولين عن الوفاة بهذه الطرق الوحشية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/j96se54s

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"