استفاق شمال قطاع غزة، أمس الثلاثاء، على وقع مجزرة جديدة أدت إلى مقتل أكثر من 20 فلسطينياً وجرح آخرين في غارة إسرائيلية على عزبة بيت حانون، وقُتل آخرون بالنصيرات ورفح وحي الزيتون، في وقت كشف فيه تقرير حكومي أن الحرب المستمرة منذ 431 يوماً، خلّفت أكثر من 55 ألف قتيل ومفقود، وتركت دماراً هائلاً شمل المرافق السكنية والخدمية في أنحاء غزة، مشيراً إلى أن إسرائيل دمرت 86% من قطاع غزة، ضمن مناطق شاسعة لم تعد تصلح للحياة، فيما بلغت الخسائر الأولية المباشرة لحرب الإبادة الجماعية 37 مليار دولار.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الجيش الإسرائيلي ارتكب ثلاث مجازر خلال 24 ساعة أسفرت عن عشرات الضحايا. وقالت مصادر طبية إن 25 فلسطينياً قتلوا وسقط العشرات بين جرحى ومفقودين في قصف إسرائيلي على بناية سكنية في بيت حانون شمالي القطاع. وتسببت غارة جوية أخرى على منزل في مخيم النصيرات للاجئين في وسط غزة في مقتل ما لا يقل عن 7 أشخاص. وقال مسعفون والدفاع المدني الفلسطيني إن الغارة أسفرت عن إصابات، وقتلت غارة أخرى شخصين في رفح بجنوب القطاع.
وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» الدولية، مساء أمس الاثنين، إنه «لا مكان آمن بغزة، ولا أحد بمنأى عن الخطر» في حين تتواصل الإبادة الإسرائيلية في عموم القطاع. وجاء هذا الموقف في تعليق المنظمة على تعامل فريقها مع عدد من المصابين الفلسطينيين، بينهم 4 أطفال، الأحد الماضي، بقصف إسرائيلي على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وجددت المنظمة دعواتها بضرورة حماية المدنيين بشكل عاجل، ووقف إطلاق النار الفوري والمستدام في قطاع غزة.
وفي الأثناء، قالت هيئة حكومية فلسطينية أمس، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلف أكثر من 55 ألف قتيل ومفقود بين الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في تقرير «إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أدى إلى 55 ألفاً و758 قتيلاً ومفقوداً، ويوجد 11 ألف مفقود لم يصلوا إلى المستشفيات، بينما وصل للمستشفيات 44 ألفاً و758 قتيلاً».
وأضاف المكتب أن «الجيش الإسرائيلي ارتكب 9905 مجازر بشكل عام منها 7160 ضد عائلات فلسطينية»، مشيراً إلى أن نحو 1140 عائلة فلسطينية مسحت من السجل المدني، وذلك بعد قتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة، حيث يبلغ عدد القتلى 5444. كما أوضح أن نحو ثلاثة آلاف و463 عائلة فلسطينية أبادها الجيش الإسرائيلي ولم يتبق منها سوى فرد واحد، وعدد أفراد هذه العائلات سبعة آلاف و934 قتيلاً.
وأشار إلى أن نحو 17 ألفاً و712 طفلاً ضمن إجمالي القتلى الفلسطينيين، وبينهم 234 رضيعاً ولدوا وقتلوا في الحرب، فيما قتل ما يقارب 849 طفلاً خلال الحرب لم تتجاوز أعمارهم العام الواحد، إضافة إلى 44 آخرين توفوا بسبب سوء التغذية والمجاعة في غزة.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، الذي تديره حركة «حماس»، بلغ عدد النساء اللواتي قتلن في غزة 12 ألفاً و136 امرأة، فيما بلغ عدد القتلى من الطواقم الطبية 1059، و88 قتيلاً من الدفاع المدني، و192 قتيلاً من الصحفيين، و709 قتلى من رجال شرطة وتأمين مساعدات.
وأوضح أنه تم انتشال جثث 520 فلسطينياً من سبع مقابر جماعية أقامها الجيش الإسرائيلي داخل المستشفيات أثناء اقتحامها وشن عمليات عسكرية فيها. وبلغ عدد المصابين الذين وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة نحو 106 آلاف و134 فلسطينياً من بينهم 399 صحفياً، فيما بلغ نحو 70% من الضحايا من النساء والأطفال.
وألقت إسرائيل 87 ألف طن متفجرات على قطاع غزة، حيث أخرجت 34 مستشفى و80 مركزاً صحياً و162 مؤسسة صحية و135 سيارة إسعاف عن الخدمة، بحسب الإعلامي الحكومي.
وقال المصدر أيضاً إن 160 ألفاً و500 وحدة سكنية دمرها الجيش الإسرائيلي بشكل كلي، و83 ألف وحدة سكنية أصبحت غير صالحة للسكن، و193 ألف وحدة سكنية دمرت جزئياً.
كما دمر الجيش الإسرائيلي 819 مسجداً بشكل كلي، و153 مسجداً بشكل بليغ بحاجة إلى إعادة ترميم، وثلاث كنائس تم تدميرها، و19 مقبرة دمرها الجيش بشكل كلي وجزئي من أصل 60 مقبرة، فيما صادر الجيش نحو 2300 جثمان من العديد من مقابر قطاع غزة.
(وكالات)
https://tinyurl.com/3mhebwrx