عادي
إبداعات تحتفي بالتنوع الثقافي

15 فناناً يعززون هوية دبي البصرية في ملتقى النحت

20:10 مساء
قراءة 3 دقائق

دبي: «الخليج»
مجموعة متنوعة من المنحوتات والأعمال الفنية تقدمها النسخة الأولى من ملتقى دبي للنحت، التي تنظمها هيئة الثقافة والفنون في دبي في حي الشندغة التاريخي، بهدف التعريف بأهمية فن النحت ودوره في تعزيز هوية دبي البصرية.
ويشهد الملتقى، الذي يستمر حتى 22 ديسمبر الجاري، مشاركة أكثر من 15 نحاتاً من الإمارات، والسعودية، وسوريا، ومصر، وتونس، والصين، وأوكرانيا وغيرها، من أبرزهم الفنان الدكتور محمد يوسف، رئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، الذي يقدم في الملتقى عمله الفني «قواقع» المستلهم من تقنية النحت بالحجر والتجويف، ليجسّد من خلاله قصة قوقعتين، تحملان الكثير من الأسرار، ومن خلال موقعهما على البحر ترويان قصة دبي وجوهرها وجمالياتها.
وتعمل الفنانة الإماراتية عزة القبيسي على إنجاز منحوتة فنية بعنوان «قلب دبي» التي تقدم من خلالها تجربة بصرية تتناول تفاصيل الثقافة المحلية، والتقاليد، والهوية، والتطور السريع الذي تشهده الدولة، حيث تمزج فيها بين خطوط بسيطة ثنائية الأبعاد وتحويلها إلى أشكال ديناميكية ثلاثية الأبعاد، قادرة على خلق تفاعل عميق بين المشاهد والعمل الفني.
الفنان السوري أكثم عبد الحميد يقدم منحوتة «التراكم الثقافي»، ويعبر من خلالها عن تراكم الخبرات والتجارب الإنسانية عبر السنين، وصولاً إلى عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الذي جعل الحياة أكثر سرعة وسهولة وسلاسة.
*تحولات
تمثل منحوتة الفنان الصيني ليو يانغ التي تحمل عنوان «سماء مرصعة بالنجوم في دبي» أسلوباً جديداً في النحت، وتتميز باستخدام أشكال دائرية متناغمة وتحولات ديناميكية في الضوء لالتقاط روعة السماء المرصعة بالنجوم، مقدماً عبرها رؤية بصرية رائعة، بينما يشارك الفنان السعودي محمد الثقفي بقطعة فنية تحمل عنوان «حوار»، وتعبر عن توازن دقيق يجمع بين نعومة الشكل وقوة ومتانة الخطوط المستقيمة، وترمز إلى سعي المجتمعات نحو تحقيق الانسجام والتفاهم المتبادل فيما بينها. في حين، تشارك الفنانة الرومانية آنا ماريا نيجارا الحاصلة على الجائزة الكبرى في معرض الفن المعاصر «الفن الحديث 2003» في مدينة برايلا الرومانية، بمنحوتة «فراكتال» المستوحاة من التوازن الهندسي الذي تتميز به العمارة في دبي، لتجسد من خلالها مفهوم التناغم بين العناصر الفردية والكل، وتبرز العلاقة بين العالم الصغير (الميكروكوزم) والعالم الكبير (الماكروكوزم).
ويبرز الفنان البلغاري جورجي مينتشيف عبر عمله الفني «قطعة من شيء أكبر»، المفاهيم المتناقضة للتشكيل، بما يعكس الهندسة المعمارية للعالم المرئي، ويتقاطع مع تناقضات الحياة كالفرح والحزن، ليمنحها طابعاً عميقاً.
ويقدم الفنان الجورجي جون جوجابريشفيلي قطعته الفنية «النافورة»، التي يصوّر فيها حركة قطرات الماء والتداخل بين أشكالها لتجسد نوعاً من التوازن الدقيق بين الفوضى والجمال الذي يتجلى في الطبيعة، فيما تتألف منحوتة «علاقات متناسقة» التي ابتكرها الفنان الإسباني خوسيه ميلان من عنصرين يشبهان ذراعين ترتفعان وتتشابكان عند نقطة مركزية، في إشارة إلى الاتصال والوحدة وجمالية العلاقات الإنسانية.
أما الفنانة الأوكرانية ليودميلا ميسكو، الحاصلة على العديد من الجوائز في مجالات النحت والتصوير الفوتوغرافي وتصميم المجموعات الفنية، وتُعرض أعمالها في أكثر من 30 دولة ضمن مجموعات المقتنيات الفنية العامة والخاصة، فتعرض خلال الملتقى سلسلة منحوتات ضخمة تحمل عنوان «الصانع المغناطيسي» وتجمع فيها بين الشكل المادي والمساحة الهوائية، مع الحفاظ على توازنهما داخل الشكل الخارجي للكتلة الحجرية.
*جوهر
من جانبه، يجسد الفنان التونسي محمد بوعزيز، في عمله الفني «أرضنا» جوهر الحياة والحركة المستمرة، ومفهوم الترابط وعدم الانفصال، مذكراً بالحاجة الماسة للمحافظة على أرضنا للأجيال القادمة، أما الفنان التونسي محمد سحنون، الحاصل على الجائزة الأولى في الملتقى الدولي للخط العربي بالجزائر، فيقدم عمله الفني «قمر» الذي يتكون من دائرة كبيرة من الرخام العماني الأبيض تمثل القمر المتكمل، ومع الحركة تتحول إلى هلال، بينما يعكس الخط العربي تفرد الهوية العربية الإسلامية.
وتتكون منحوتة «بوابة المدينة» للفنان المصري سعيد بدر من كتلتين عموديتين متقابلتين تفصل بينهما مساحة نفاذة، وتجسد رمزاً لبوابة مدينة تحمل على سطحها رسائل تربط الماضي بالحاضر والمستقبل، بينما يجسد الفنان الإيطالي ستيفانو سَبيتا في عمله «المرجان المتدفق» ديناميكيات الحركة والتفاعلات داخل مدينة دبي، مستلهماً هذا التداخل والتطور من الشعاب المرجانية، والخلايا العصبية، والأكواد الجينية، التي تولّد أفكاراً وأشكالاً جديدة للحياة، ويقدم الفنان البولندي فيكتور كوباتش، عمله «العطش للحياة»، الذي يعكس فكرة أن الأفضل موجود دائماً في داخلنا، ومن خلال السعي تنبثق أفكار جديدة تقودنا إلى تغييرات إيجابية في حياتنا.
يشار إلى أن الملتقى يشهد تنظيم سلسلة من الندوات والجلسات الحوارية والنقاشية الهادفة إلى تعزيز تبادل المعارف والخبرات بين المشاركين والجمهور، حيث يستضيف جلسات «النحت من أجل البيئة: الاستدامة في الفن العام» و«النحت التفاعلي»، كما تقام جلسات «إتقان المنحوتات الأثرية»، و«إشراك الشباب في النحت العام».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2axvnpp2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"