أكدت مجموعة الدول السبع الكبار، أمس الخميس، استعدادها لدعم الانتقال نحو حكومة «جامعة وغير طائفية» في سوريا، فيما لا تزال الدول الأوروبية تحاول تحديد نهجها حيال السلطة الجديدة في هذا البلد، في وقت حذّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، من إثارة المزيد من النزاعات في سوريا، في حين طالبت الأمم المتحدة بالإفراج الفوري عن «عدد لا يحصى» من الناس لا يزالون معتقلين في سوريا.
وأعربت مجموعة السبع، أمس الخميس، عن استعدادها لدعم عملية انتقال نحو حكومة «جامعة وغير طائفية» في سوريا، داعية القيادة الجديدة في البلاد إلى دعم حقوق المرأة وسيادة القانون وحماية «الأقليات الدينية والإثنية». وجاء في بيان صادر عن المجموعة «نحن مستعدون لدعم مسار انتقال يفضي إلى حكومة تكون ذات صدقية وجامعة وغير طائفية وتضمن احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية وحرية التعبير والديمقراطية». وأكّد قادة مجموعة السبع «دعمهم الكامل لمسار انتقال سياسي جامع بقيادة السوريين... وفقاً لمبادئ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254» لعام 2015 بشأن التوصّل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا. كما شدّدوا على «ضرورة مساءلة النظام السابق عن جرائمه»، مؤكّدين «مواصلة العمل» مع شركاء آخرين «لضمان الحفظ الآمن للأسلحة الكيماوية والإفصاح عنها وإتلافها». وقالت المجموعة: «نحن على قناعة بأن أيّ شخص يرغب في الاضطلاع بدور في الحكومة السورية سيعرب عن التزامه بحقوق جميع السوريين ويمنع انهيار مؤسسات الدولة ويعمل على إصلاح الدولة وإعادة تأهيلها».
لكن الحكومات الأوروبية عموماً لا تزال تجد نفسها في حالة ترقب، بعدما فوجئت بسقوط الرئيس السابق بشار الأسد في سوريا، حيال الموقف الذي ينبغي اعتماده من الفصائل المتشددة التي استولت على الحكم مع مزيح من القلق و«التفاؤل الحذر». وكانت هذه الدول أجمعت منذ يوم الأحد الماضي على الترحيب بسقوط الرئيس السوري، إلا أن نهج «هيئة تحرير الشام»، (جبهة النصرة سابقاً) قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، وتصنيفها «منظمة إرهابية» من جانب دول غربية عدة، يثير مخاوف أيضاً.
من جهة أخرى، قال بلينكن للصحفيين قبيل مغادرته الأردن متوجهاً إلى تركيا ضمن جولته لبحث الأزمة السورية: «عندما يتعلق الأمر بالعديد من الجهات الفاعلة التي لديها مصالح حقيقية في سوريا، فمن المهم فعلاً في هذا الوقت أن نحاول جميعاً التأكد من أننا لا نثير أي نزاعات إضافية». ودعا بلينكن، إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمن حماية الأقليات بعدما أنهت فصائل مسلحة حكم النظام السابق.
من جهته، أكد الملك عبدالله الثاني «احترام الأردن لخيارات الشعب السوري، والحفاظ في الوقت ذاته على أمن سوريا وسلامة مواطنيها»، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي. وكان متحدث باسم الحكومة الألمانية قال، أمس الخميس: إن المستشار الألماني أولاف شولتس والملك عبد الله يتفقان على أهمية العملية السياسية الشاملة في سوريا، وذلك بعد اتصال هاتفي بينهما. وأضاف المتحدث في بيان: «اتفق كلاهما على أن عملية سياسية شاملة في سوريا شديدة الأهمية الآن، وأن من الضروري دعم العملية الانتقالية. وشدد كلاهما على أهمية حماية الأقليات العرقية والدينية».
في غضون ذلك، دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، أمس الخميس، إلى الإفراج الفوري عن «عدد لا يحصى» من الناس ما زالوا معتقلين «تعسفياً» في سوريا. وقال بيدرسون في بيان: «لا يزال عدد لا يحصى من الأطفال والنساء والرجال محتجزين تعسفياً في مراكز الاحتجاز تحت سلطات مختلفة. ويجب إطلاق سراحهم على الفور». ودان بيدرسون الفظاعات التي شهدها سجن صيدنايا ومراكز الاحتجاز الأخرى في سوريا ونشرت صورها في الأيام الأخيرة، وقال: إنها تعكس «الوحشية التي لا يمكن تصورها» التي عانى منها السوريون لعقود.
إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، لمستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان، ضرورة منع ما سماه «الأنشطة الإرهابية» من الأراضي السورية ضد إسرائيل. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية ذكرت الأربعاء، أن الوزير لويد أوستن أبلغ نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال اتصال هاتفي بينهما، بأنه من المهم للولايات المتحدة وإسرائيل أن تكونا على تشاور وثيق بشأن الأحداث الجارية في سوريا. (وكالات)
عادي
بلينكن يدعو إلى عملية «شاملة» ويحذر من إثارة «نزاعات إضافية»
ترقب دولي لمسار «الانتقالي السوري»
13 ديسمبر 2024
00:52 صباحا
قراءة
3
دقائق
https://tinyurl.com/2s37sjwe