شارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في «اجتماعات العقبة الوزارية حول سوريا» التي انطلقت أمس السبت، في مدينة العقبة بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة.
وقد شارك سموه في اجتماع وزراء خارجية لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا حيث تم توجيه الدعوة إلى الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر إلى حضوره بجانب أعضاء لجنة الاتصال وهم الأردن والعراق ولبنان ومصر والسعودية، وأمين عام جامعة الدول العربية.
وشارك في الاجتماع، الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية الشقيقة، والشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر الشقيقة، وأيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وفؤاد حسين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة العراق الشقيقة، وعبدالله بو حبيب وزير الخارجية في الجمهورية اللبنانية الشقيقة، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة في جمهورية مصر العربية الشقيقة. كما شارك في الاجتماع عبد اللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية مملكة البحرين الشقيقة، وأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وبحث الاجتماع، الذي دعت إليه المملكة الأردنية الهاشمية، تطورات الأوضاع في سوريا وسبل تعزيز الجهود العربية المبذولة الداعمة لوحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمن واستقرار شعبها.
بلورة نهج عمل جماعي عربي
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال الاجتماع، حرص دولة الإمارات على أمن واستقرار الجمهورية العربية السورية الشقيقة ووحدتها وسيادتها، مشيراً إلى أهمية هذا الاجتماع في بلورة نهج عمل جماعي عربي وإقليمي ودولي يدعم التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وبما يلبي طموحات الشعب السوري في التنمية والحياة الكريمة. وتوجه سموه بالشكر إلى المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة على دعوتها لاستضافة هذا الاجتماع المهم الذي يجسد الالتزام الراسخ بدعم سوريا والوقوف إلى جانب شعبها الشقيق.
دعم أردني للانتقال السلمي
إلى ذلك، استقبل الملك عبدالله الثاني بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ووزراء الخارجية العرب والأجانب، والمسؤولين الدوليين المشاركين في اجتماعات العقبة.
ونقل سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، للملك عبدالله الثاني، تحيات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتمنياته للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وشعبها الرخاء والازدهار.
وحمل الملك عبدالله الثاني، سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، تحياته إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، وتمنياته لدولة الإمارات وشعبها، المزيد من التقدم والازدهار.
وأكد، خلال اللقاء، أن استقرار سوريا مصلحة استراتيجية للدول العربية وللمنطقة بأسرها، مشدداً على ضرورة تنسيق موقف دولي موحد وفاعل، للحفاظ على أمن سوريا ومواطنيها، ومؤسساتها الوطنية وسيادتها، وعدم الاعتداء على وحدة أراضيها من أي جهة كانت.
كما أكد دعم الأردن لعملية انتقالية سلمية سياسية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، ترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، وتلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته. وأشار إلى ضرورة تكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة. وشدد على ضرورة تعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته والتصدي لتهديده سوريا وأمن المنطقة والعالم.
عملية برعاية الجامعة العربية
وكان اجتماع وزراء خارجية لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا قد أصدر بياناً دعا فيه إلى عملية سياسية سلمية في سوريا ترعاها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. وقال الوزراء في بيانهم الختامي: إنهم أتفقوا على «دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية-سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية... وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، وفقاً لمبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته». وأيد الوزراء «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري» تتيح الانتقال إلى «نظام سياسي يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة». وأكدوا «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين». كما أكدوا ضرورة «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة». ودعا الوزراء إلى «الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية... وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى». وأشار البيان إلى ضرورة دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا لدعم العملية الانتقالية في سوريا.
حوار وطني شامل
وأضاف البيان أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».
كما دان الوزراء «توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه (واعتباره) احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي»، مطالبين «بانسحاب القوات الإسرائيلية، وإدانة الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا». وأكد الوزراء أنهم سيتواصلون مع «الشركاء في المجتمع الدولي لبلورة موقف جامع يسند سوريا في جهودها لبناء المستقبل الذي يستحقه الشعب السوري الشقيق».
وإلى جانب الوزراء العرب، شارك في اجتماعات حول سوريا استضافتها الأردن وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والاتحاد الأوروبي وموفد الأمم المتحدة إلى سوريا.
ضرورة الحكومة الجامعة
إلى ذلك، حضّ مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون القوى الخارجية على بذل الجهود لتجنب انهيار المؤسسات الحيوية السورية. وأعرب بيدرسون خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، على هامش اجتماعات العقبة عن تأييده لعملية سياسية «موثوقة وشاملة» لتشكيل الحكومة المقبلة.
ومن جهته، أكد بلينكن: إن دبلوماسيين عرباً وغربيين وأتراكاً اتفقوا في محادثات في الأردن على ضرورة تشكيل حكومة «جامعة» في سوريا بعد الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد. وأشار عقب المحادثات إلى أن الولايات المتحدة أجرت «اتصالاً مباشراً» مع «هيئة تحرير الشام» التي سيطرت على الوضع في سوريا على الرغم من تصنيفها منظمة إرهابية. (وكالات)