عادي

2024 في الإمارات.. كل أيامنا ثقافة

00:09 صباحا
قراءة 6 دقائق
جانب من معرض الشارقة للكتاب

الشارقة: علاء الدين محمود

من أكثر العوامل التي تميز الحراك الثقافي في الإمارات، هو ذلك النشاط المستمر عبر الفعاليات والمهرجانات المتعددة والمتنوعة بخريطة واضحة منذ بداية العام وحتى نهايته، ولئن كانت هناك فعاليات ثابتة، فإن الجديد دائماً ما يبرز في شكل مبادرات وبرامج وابتكارات تعزز من ثراء الساحة الثقافية، حيث إن الاهتمام الكبير الذي يجده الفنون والإبداع وكل أشكال المعارف هو جزء من سياسات واستراتيجيات وتوجّهات الدولة التي جعلت الثقافة في قلب عملية التنمية والتطور.
كان العام 2024، الذي انطوت صفحاته، زاخراً بالكثير من الأنشطة الثقافية التي تؤكد أن الفعل الثقافي في الإمارات هو عملية مستمرة تقف وراءها قيادات الدولة بالدعم والتشجيع والرعاية، وكذلك المؤسسات الثقافية الحكومية والخاصة، مما أعطى ساحة الثقافة حيوية كبيرة، بحيث لا يكاد يمر شهر دون أن تشهد إحدى إمارات الدولة حدثاً أو فعلاً أو نشاطاً ثقافياً بما يتوافق مع رؤية الدولة للفكر والثقافة والمعرفة كروافع مهمة وأساسية في عملية التقدم والتطور والازدهار، الأمر الذي جعل للإمارات مكانتها الخاصة وسط الدول المهتمة بالمعرفة والثقافة والفكر والآداب، لذلك دائماً ما تشهد الأوساط الثقافية في الدولة قرارات تعزز من العمل المعرفي والفكري والثقافي، ففي نوفمبر الماضي أصدرت حكومة دولة الإمارات مرسوماً بقانون اتحادي لتمكين قطاع الفنون، عبر تنظيم عمل المؤسسات الفنية التي لا تهدف لتحقيق الربح من أعمالها وأنشطتها الإبداعية، وتوفير مجموعة من المزايا لقطاع الفنون والمبدعين، حيث يهدف المرسوم إلى تعزيز البيئة الفنية الحاضنة للفنون، وتشجيع الإنتاج الفني للمبدعين واستقطاب الموهوبين والفنانين، وتحفيز اقتصاد الصناعات الإبداعية، وخلق مظلة تشريعية وسياسات عامة موحّدة لتنظيم أنشطة المؤسسات الفنية في الدولة.
مشاريع جديدة
وشهد العام2024 بعضاً من الأحداث الثقافية الجديدة لعل على رأسها إعلان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن اكتمال أجزاء المعجم التاريخي للغة العربية في سبتمبر الماضي، والانتهاء من طباعته، حيث أكد سموه أن ذلك يعتبر إنجازاً كبيراً تحتفل به الأمتين العربية والإسلامية، لأن اللغة هي فخرُ الأمة، وحاملة معارفها وتاريخها وحضارتها، وفي شهر ديسمبر، وفي ذات السياق، تسلّم صاحب السمو حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، شهادة من موسوعة غينيس للأرقام القياسية بمناسبة حصول المعجم التاريخي للغة العربية على لقب أكبر وأضخم مشروع لغوي تاريخي على مستوى العالم بعدد 127 مجلداً، ويعد المعجم من المشاريع الثقافية والمعرفية الكبيرة التي يعود نفعها للعرب والمسلمين أجمع، ويمتد صداها ليشمل كل العالم.
ومن المبادرات الثقافية الجديدة كذلك، الإعلان في دبي عن انطلاقة برنامج «منحة دبي الثقافية» أحد أبرز المبادرات الثقافية خلال العالم 2024، والتي من شأنها تطوير قطاع الثقافة والفنون ودعم المجتمعات الإبداعية في عموم دولة الإمارات.
معارض الكتب
دائماً ما تكتسب معارض الكتب أهمية خاصة ضمن الأحداث والمناسبات الثقافية الكبرى في الدولة، حيث كانت المتعة حاضرة وكبيرة مع فعاليات وأنشطة الدورة ال 43، لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، في شهر نوفمبر الماضي، والذي يعتبر أكثر من منصة لعرض وبيع الكتب، وذلك لما يحمله من فعاليات وندوات وأنشطة حضرها جمهور كبير متعطش للمعرفة، وبمشاركة واسعة من قبل دور النشر العربية والعالمية، والضيوف من كبار الفنانين والمبدعين العالميين والعرب، وعلى مدار 12 يوماً عاش عشاق القراءة والاطّلاع في رحاب معرض المهرجان الثقافي العالمي، والمنصة الأكبر لبيع الكتب الورقية والإلكترونية حيث استقطبت النسخة الماضية 1.82 مليون زائر من أكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم بمشاركة أكثر من 2,500 ناشر وعارض من 112 دولة، كما حقق إنجازاً جديداً يُضاف إلى سجل الدولة وإمارة الشارقة بإعلانه للعام الرابع على التوالي أكبر معرض للكتاب في العالم من حيث بيع وشراء حقوق النشر حيث شهد المعرض خلال 48 ساعة فقط 3,000 اجتماع لبيع وشراء حقوق النشر، مما يعكس مكانته الريادية في دعم صناعة النشر العالمية.
ولعل من أهم المناسبات والأحداث التي شهدتها الدولة في العام 2024 هو الدورة ال 33 معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، التي انطلقت في شهر مايو، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، تحت شعار «هنا تسرد قصص العالم»، بمشاركة واسعة للكثير من دور النشر العربية، والذي يعد من الفعاليات الثقافية الكبيرة في الدولة، والتي تحظى باهتمام واسع من الجمهور والمبدعين في دولة الإمارات التي ظلت على الدوام تُعلي من قيمة القراءة والاطّلاع وتطلق من أجلها العديد من المبادرات والمشاريع، حيث ضمت هذه الدورة 1400 فعالية متنوعة مع إقبال كبير، وتم الاحتفاء بالروائي المصري نجيب محفوظ، كشخصية محورية، وبمصر ضيف الشرف، وشارك في المعرض 1350 ناشراً من 90 دولة، من بينهم 140 داراً تشارك للمرة الأولى، فيما شاركت 12 دولة لأول مرة.
وفي نوفمبر الماضي، انطلقت فعاليات النسخة ال 15 من «مهرجان العين للكتاب»، في استاد «هزاع بن زايد»، وهو الحدث المهم الذي يحتفي بأعمال الكُتّاب والمبدعين الإماراتيين والعرب في الماضي والحاضر، والذي شهد العديد من الأنشطة الثقافية والفكرية، حيث يضم المعرض مجموعة متكاملة من البرامج التي تناسب جميع أفراد الأسرة، من خلال محاور تدعم رسالته المتمثلة في بناء جيل قارئ ومرتبط بالتراث والقيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي، وتقدير رواد الثقافة والمعرفة والفنون، وتمكين الشباب، وترسيخ المكانة المميزة لمدينة العين.
وفي دبي، في شهر ديسمبر الجاري، انطلقت فعاليات النسخة ال 6 من معرض «بيغ باد وولف»، في مدينة دبي للاستوديوهات، برعاية هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، ويعد أكبر معرض لبيع الكتب المخفضة في العالم، حيث اشتمل على مؤلفات وإصدارات باللغتين الإنجليزية والعربية، وشهدت الدورة نقلة نوعية للأدب العربي، بعرض أكبر مجموعة مختارة من العناوين بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب ومنصة «منَصّة»، كما اشتمل المعرض على مسابقات وفعاليات عديدة.
كما شهدت دبي خلال يناير الماضي، فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب، في دورته ال16، في فندق إنتركونتيننتال فيستفال سيتي دبي، وهو الفعالية التي تهتم بالكتاب والقراءة حيث استضاف المهرجان نخبة من الكتّاب والمبدعين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم.
تجليات
وفي الشارقة، مطلع العام في شهر يناير، انطلقت الدورة ال 25، من مهرجان الفنون الإسلامية الذي جاء تحت شعار «تجليات»، على مدى 40 يوماً في مختلف مناطق الشارقة بمشاركة فنانين إماراتيين ومن دول عربية وعالمية، واشتمل على 132 فعالية، من معارض، وورش فنية، ومحاضرات، استضافتها دائرة الثقافة بالتعاون مع 18 جهة في الشارقة.
وفي شهر مارس شهدت الشارقة تنظيم النسخة ال 16 من «لقاء مارس»، برعاية مؤسسة الشارقة للفنون، تلك الفعالية الإبداعية الكبيرة بحضور أكثر من 80 مشاركاً يعملون في مختلف التخصصات، سواء في الفنون البصرية والأدب أو الموسيقى والسينما.
وفي أكتوبر الماضي شهدت إمارة أم القيوين، تنظيم فعاليات معرض أم القيوين للفنون البصرية، الذي نظمه مركز أم القيوين الثقافي الإبداعي، وشهد المعرض مشاركة 30 فناناً تشكيلياً من الإمارات.
وفي نوفمبر الماضي، أطلقت دائرة الثقافة والسياحة في «أبوظبي»، النسخة الأولى من «بينالي أبوظبي للفن العام» الذي استمر حتى 30 إبريل، في مواقع مختلفة في أبوظبي والعين.
مسرح
ولأن للمسرح أهمية خاصة في الحراك الثقافي الإماراتي، فقد شهدت الدولة العديد من المهرجانات المسرحية وكانت البداية في العام المنصرم في شهر مارس مع الدورة ال 33، من مهرجان «أيام الشارقة المسرحية»، الذي يعد من أكبر الفعاليات المسرحية في الدولة، كما شهدت دبي تنظيم مهرجان «دبي لمسرح الشباب» في شهر أكتوبر، والذي حمل في جعبته عروضاً متميزة، كما شهدت مدينة كلباء في الشارقة، في شهر سبتمبر، تنظيم النسخة ال11 من مهرجان «كلباء للمسرحيات القصيرة»، في المركز الثقافي لمدينة كلباء، وكذلك شهدت الشارقة في شهر ديسمبر فعاليات الدورة ال8، من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي بمنطقة الكهيف، حيث شهدت هذه الدورة تقديم رائعة صاحب السمو حاكم الشارقة «الرداء المخضب بالدماء»، وشهدت الشارقة أيضاً في شهر ديسمبر فعاليات النسخة 18، من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، وفي شهر فبراير انطلقت فعاليات الدورة ال7 من مهرجان المسرح الثنائي في المركز الثقافي لمدينة دبا الحصن في الشارقة.
شعر
الفعاليات والمهرجانات الشعرية كان لها حضورها الكبيرة في خريطة العام 2024، حيث شهدت الشارقة في شهر يناير فعاليات الدورة ال20 من مهرجان الشارقة للشعر العربي، بمشاركة أكثر من 70 شاعراً وشاعرة وناقداً وإعلامياً يمثلون الدول العربية، وفي شهر فبراير نظمت الشارقة فعاليات الدورة ال 18 من مهرجان الشارقة للشعر النبطي، بمشاركة 40 شاعراً وشاعرة، وفي مارس تم تتويج الشاعر السعودي محمد آل مداوي الوادعي ببيرق الشعر في الأمسية الختامية من الموسم الحادي عشر لبرنامج «شاعر المليون»، التي أقيمت في مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي.
جوائز
حفل العام 2024 بتنظيم عدد من المسابقات والجوائز، حيث تم الإعلان في شهر أبريل عن العمل الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، في دورتها ال17، حيث فازت بها رواية «قناع بلون السماء»، للكاتب الفلسطيني، باسم خندقجي، فيما أعلن مركز أبوظبي للغة العربية، أسماء الفائزين بالدورة الثانية من جائزة «سرد الذهب» التي تهدف إلى تكريم رواة السير والآداب الشعبية محلياً وعربياً، وفي شهر إبريل تم الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب في مركز أبوظبي للعربية في دورتها ال 18، كما كرمت دائرة الثقافة في الشارقة خلال ديسمبر، الفائزين بالدورة الخامسة عشرة من جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي التي نظمتها إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة تحت رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة، تحت عنوان «العالم العربي في الاستشراق الفني.. أبعاد حضارية جمالية».

https://tinyurl.com/mv4wxrab

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"