عادي
ضعاف الدورة الدموية الأكثر تضرراً

البرودة.. موسم المشكلات الصحية

00:22 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

يتعرض الجسم للعديد من التغيرات في الطقس البارد خلال فصل الشتاء، حيث إن انخفاض درجات الحرارة يمكن أن تؤثر في وظيفة الأجهزة والأعضاء الحيوية، ويوقظ بعض المشكلات الصحية، وربما يؤدي إلى تفاقم الأمراض المزمنة.
يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء، في السطور القادمة، على مجموعة من التأثيرات السلبية للبرودة على القلب والشرايين، والجهاز التنفسي، والمفاصل، والجهاز المناعي، وطرق الوقاية والعلاج.
يقول د.إيهاب حسن، أخصائي الأمراض الروماتيزمية والمفاصل: إن «انخفاض حرارة الطقس يؤثر سلباً في المفاصل السليمة، ويقلل تدفق الدم، ما يؤدي إلى تيبسها، خصوصاً بعد الراحة، حيث يزيد البرد حساسية الأعصاب للألم، وينقص السائل الزلالي، ما يزيد من الاحتكاك، وينجم عنه شد وانقباض العضلات المحيطة بالمفصل والضغط عليها، وتنقص المرونة في الأربطة والأوتار».
ويتابع: «تتفاقم مشكلات المفاصل، مثل: مرض المناعة الذاتية الروماتويد المفصلي، الذي يرافقه الألم والتيبّس بسبب ضيق الأوعية الدموية نتيجة انقباضها، وتآكل الغضاريف بسبب حساسية الأعصاب والشد العضلي الذي يصاحب خشونة المفاصل».
ويوضح د.حسن أن «كبار السن، ومرضى السمنة، والمصابون بخشونة المفاصل والروماتويد، والذين يعانون ضعف الدورة الدموية، هم الأكثر تضرراً في الطقس البارد، حيث يؤثر بشكل كبير في الركبتين، واليدين، والقدمين، والعمود الفقري، والمفاصل الصغيرة».
نصائح للوقاية
يوصي د.حسن بمجموعة من النصائح للوقاية من التأثيرات السلبية على المفاصل خلال الطقس البارد، والتي تتمثل في ارتداء الملابس التي تدفئ الجسم، وممارسة التمارين لتحسين الدورة الدموية، وتقوية العضلات لدعم المفاصل وتحسين وظيفتها، وتناول الأطعمة الغنية بمضادات الالتهابات كأوميجا3، وشرب السوائل الساخنة بانتظام، وعدم التعرض للتغيرات المفاجئة في درجة الحرارة، أما مرضى الخشونة فيجب عليهم تخفيف الوزن لتقليل الضغط على المفاصل، مع ضرورة الالتزام بالعلاج وتجنب العدوى والاهتمام بالتدفئة لمرضى الروماتويد.
اضطرابات
توضح د.يوجيسواري فيلور، أخصائية أمراض القلب، أن «برودة الطقس تتسبب في بعض التأثيرات السلبية على البعض، خصوصاً كبار السن، نظراً لانخفاض كفاءة التنظيم الحراري والدورة الدموية لديهم، والذين يعانون مشكلات مسبقة مثل: مرض الشريان التاجي وارتفاع ضغط الدم، والمدخنين، وأصحاب الكولسترول المرتفع، ومرضى السكري، والذين يعيشون نمط حياة خاملاً، لأن الأجهزة القلبية الوعائية لديهم لا تتكيف مع الإجهاد، والمصابين بمتلازمة رينود أو اضطرابات أخرى في الدورة الدموية».
وتذكر أن الطقس البارد يتسبب في انقباض وتضييق الأوعية الدموية، ما يزيد من ضغط الدم ويقلل تدفقه إلى الأطراف، ويضع ضغطاً إضافياً على القلب، كما يؤدي إلى زيادة عمله بجهد أكبر للحفاظ على درجة حرارة الجسم، وبالتالي ارتفاع معدل ضرباته، وخطر الإصابة بمشكلاته.
وتضيف: «تتراوح الأعراض بين ألم أو انزعاج في الصدر (الذبحة الصدرية) بسبب انخفاض إمداد القلب بالأكسجين، وضيق في التنفس، خصوصاً أثناء النشاط البدني، وبرودة أو تنميل الأطراف بسبب ضعف الدورة الدموية، وارتفاع ضغط الدم، ما يسبب الصداع أو الدوخة، إضافة إلى التعب أو الشعور بالثقل في الصدر».
وتلفت د.يوجيسواري فيلور إلى أن «مضاعفات التأثير السلبي تشمل: النوبة القلبية (احتشاء العضلة) بسبب زيادة إجهاده، وانقباض الشرايين، وعدم انتظام ضرباته، كونه يكافح للحفاظ على إيقاع طبيعي تحت الضغط، وانخفاض حرارة الجسم، التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم وظائف القلب، خصوصاً لدى الذين يعانون حالات موجودة مسبقاً، وتفاقم الحالات المرضية الموجودة، مثل قصور القلب أو الذبحة الصدرية، والسكتة الدماغية، خصوصاً لدى الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم».
وتشدد على حماية القلب والشرايين من هذه التأثيرات خلال فصل الشتاء، عن طريق الحفاظ على درجة حرارة ورطوبة الجسم، بارتداء سترة وقفازات وقبعات وأوشحة للحماية من فقدان الحرارة، وتجنب الجهد المفاجئ، مثل المشي السريع في البرد يمكن أن يؤدي إلى إجهاد القلب، وضرورة تناول الأطعمة الصحية، والالتزام بنظام غذائي يحتوي على مستويات منخفضة من الملح والدهون والكوليسترول لتقليل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والحد من التدخين، واستهلاك الكحول، وممارسة الرياضة في الداخل لتعزيز اللياقة، ومراقبة الصحة، وفحص ضغط الدم بانتظام، وتناول الأدوية الموصوفة حسب التوجيهات، وطلب المشورة الطبية في حالة ظهور أعراض مثل ألم الصدر أو ضيق التنفس.
الجهاز التنفسي
يبين د.حسيب بوتومانيل، أخصائي أمراض الرئة، أن «الهواء البارد يؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي، ما يتسبب في تضييق مجاري الهواء، وتُعرف باسم تضيق القصبات الهوائية، وصعوبة التنفس، خصوصاً للذين يعانون الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، كما يقلل الهواء البارد والجاف من القدرة الطبيعية للجهاز التنفسي على تصفية وترطيب الهواء المستنشق، ما يجعل الرئتين أكثر عرضة للتهيج والعدوى».
ويتابع: «تشمل الأعراض الأكثر شيوعاً السعال وضيق التنفس والصفير وتهيج الحلق، ويعمل الطقس البارد والجاف على إزالة الرطوبة من بطانة مجرى الهواء، ما يسبب عدم الراحة، وزيادة الالتهابات الفيروسية في الشتاء، حيث يميل الأشخاص إلى البقاء في الأماكن المغلقة وقليلة التهوية، ما يعزز انتشار أمراض الجهاز التنفسي».
يشير د. بوتومانيل إلى أن «الأطفال الأكثر عرضة للخطر من تأثيرات الطقس البارد على الجهاز التنفسي، لأن أنظمتهم التنفسية النامية أقل تجهيزاً للتعامل مع التحديات البيئية، وكبار السن بسبب التغيرات المرتبطة بالعمر تضعف دفاعاتهم التنفسية، والذين يعانون حالات مرضية سابقة كالربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، أو مشكلات الجهاز التنفسي الأخرى، والمدخنين».
ويضيف: «تتطور المضاعفات وتكون أكثر خطورة في حال تفاقم مشكلات الجهاز التنفسي، مثل: التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي أو نوبات الربو، أما الذين يعانون حالات مزمنة، حتى التهيجات التنفسية البسيطة، يمكن أن تؤدي إلى دخول المستشفى أو آثار صحية طويلة الأمد».
ويؤكد د. بوتومانيل أن «حماية الجهاز التنفسي خلال الشتاء تتطلب البقاء في مكان دافئ، وتغطية الأنف والفم للحصول على ترطيب الهواء المتنفس، والحافظ على جودته، والتأكد من التهوية الجيدة لمنع الجفاف، والحد من الفيروسات في الجو، وضرورة شرب الماء لتوفير الرطوبة لبطانة مجرى الهواء وتقلل من التهيج، وممارسة النظافة وغسل اليدين بانتظام، وتجنب الاتصال الوثيق بالأفراد المرضى، لتقليل العدوى، كما توفر لقاحات الإنفلونزا والالتهاب الرئوي حماية إضافية».

ضعف الجهاز المناعي

تشير د.ميساء حسن، طبيب الصحة العامة، إلى أن «الطقس البارد يتسبب في انقباض الأوعية الدموية، ما يقلل من تدفق الدم إلى الأنف والحنجرة، وبالتالي تنخفض فرصة وصول الخلايا المناعية إلى هذه الأعضاء، كما يؤثر الهواء في جفاف الأغشية المخاطية بالأنف والحلق، ويضعف القدرة على حجز ومنع دخول الفيروسات والبكتيريا، كما تسبب البرودة الشديدة إجهاداً للجسم، ما يضعف قدرة الجهاز المناعي على العمل بشكل فعال».

وتضيف: «أعراض نزلة البرد تشمل سيلان أو احتقان الأنف، والعطس والسعال، والتهاب الحلق، والصداع، والشعور بالتعب والإجهاد، وارتفاعاً طفيفاً في درجة الحرارة في بعض الأحيان، وآلاماً خفيفة في الجسم، وعادة ما تستمر الأعراض من عدة أيام إلى أسبوع».

وتوضح د.ميساء حسن أن «الأطفال وكبار السن معرضون للتأثيرات السلبية في فصل الشتاء أكثر من غيرهم، وكذلك أصحاب الأمراض المزمنة، والذين يعيشون في بيئات مزدحمة، وتشمل المضاعفات المحتملة التهاب الجيوب الأنفية، والأذن الوسطى الناجم عن انسداد قناة استاكيوس، والتهاب الشعب الهوائية، وتفاقم حالات الربو، والتهاب الرئة المرتبط بنزلات البرد الشديدة».

وتؤكد د.ميساء حسن، أن «حماية الجهاز المناعي من تأثيرات نزلات البرد في فصل الشتاء، تتمثل في التغذية المتوازنة الغنية بالفيتامينات والمعادن والزنك، والحصول على النوم الكافي من 7 إلى 9 ساعات يومياً، وشرب الماء والسوائل للحفاظ على ترطيب الجسم، وممارسة النشاط البدني المنتظم وتجنب الإجهاد، وتعزيز النظافة الشخصية، وغسل اليدين بالماء والصابون وتجنب لمس الوجه، خصوصاً منطقة العينين والأنف والفم، وضرورة الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/p5ckuhdc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"