أجرى وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، أمس الجمعة، محادثات في دمشق مع قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، فيما أبدى الاتحاد الأوروبي استعداداً مشروطاً لتخفيف العقوبات مقابل تقدم ملموس من جانب الإدارة السورية، بينما أكد وزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية أسعد الشيباني، أنه سيقوم بجولة أوروبية قريباً. في وقت اعتبرت أنقرة أن الإدارة السورية الجديدة يجب أن تُمنح فرصة لحل مسألة وجود المسلحين الأكراد، مهددة بأنها ستتخذ إجراءات ضدهم.
ولم تكشف وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية فحوى اللقاء، غير أن تاياني قال خلال مؤتمر صحفي عقب وصوله إلى بيروت من دمشق: إن الشرع أعرب عن استعداده «لمنع الهجرة غير الشرعية، ومكافحة مهربي المخدرات. هذان التزامان مهمان جداً لإيطاليا». وكان تاياني التقى في وقت سابق الشيباني الذي أعلن أنه سيقوم بجولة أوروبية، هي الأولى منذ استيلاء الفصائل المسلحة على السلطة. وقال الشيباني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي، «من دواعي سروري الإعلان أني سأترأس وفداً رفيع المستوى في جولة أوروبية تشمل عدة دول أوروبية لتعزيز التعاون والشراكة في شتى المجالات». وأكد وزير الخارجية السوري التزامه المبادئ والقيم التي تعزز حقوق الإنسان في ظل سيادة القانون، مؤكداً أن ضمان الحقوق ركيزة أساسية لسلامة ووحدة سوريا.
ومن جهته، قال تاياني: إنه أثار مسألة العقوبات المفروضة على سوريا بعد بدء النزاع عام 2011 بسبب قمع التظاهرات المطالبة بالديمقراطية معتبراً أنها «لم تكن موجهة ضد الشعب السوري بتاتاً». وأضاف أنها «فُرضت بسبب نظام مختلف... التصريحات التي أدلت بها في وقت سابق مسؤولة ملف العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات تسير في الاتجاه الصحيح».
وأشار الاتحاد الأوروبي صباح، أمس الجمعة، إلى أنه قد يعمد إلى تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا في حال تحقيق «تقدم ملموس» من جانب السلطات الجديدة. وكان وزير الخارجية الإيطالية عقد ليل أمس الأول الخميس اجتماعاً مع نظرائه الأمريكي والفرنسي والبريطاني والألماني بشأن سوريا، بحضور ممثلة الاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: إن الوزراء الخمسة اتفقوا على ضرورة حماية الأقليات الدينية. كما دعوا «جميع الجماعات في سوريا إلى احترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي» وضمان ألا تشكل سوريا تهديداً لجيرانها و«ألا تشكل قاعدة للإرهاب».
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الجمعة أن بلاده لا مطامع لها في أي جزء من الأراضي السورية.
وقال فيدان خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول: إن تركيا تملك «القدرة والعزم» على القضاء على كل التهديدات الأمنية. واعتبر فيدان أن واشنطن تشكل المحاور الوحيد لبلاده بشأن التطورات في شمال شرق سوريا فيما حذرت أنقرة من أنها ستتحرك عسكريا ضد المقاتلين الأكراد في هذه المنطقة. وأوضح خلال المؤتمر الصحفي «الولايات المتحدة هي محاورنا الوحيد... بصراحة لا نولي اعتباراً لدول تحاول أن تخدم مصالحها الخاصة في سوريا من خلال التلطي وراء قوة الولايات المتحدة» في تلميح واضح إلى فرنسا. ورأى فيدان أن فرنسا لا تأخذ بالاعتبار أمن تركيا بشأن قضية المقاتلين الأجانب في سوريا. وشدّد فيدان على أن باريس «يجب أن تستعيد مواطنيها وتضعهم في سجونها وتحاكمهم». (وكالات)
عادي
أنقرة تمنح الإدارة الجديدة فرصة لحل مشكلة المسلحين الأكراد
توجس غربي من تعيين الأجانب في الجيش السوري الجديد
11 يناير 2025
00:23 صباحا
قراءة
3
دقائق
https://tinyurl.com/2zuux86f