د. أحمد عبدالحليم
لعلك سمعت أو صادفت أحد معارفك ممن قد تم تشخيصهم بأحد أمراض الأمعاء المناعية وأشهرها مرض كرون والقولون.
هذه الأمراض هي مجموعة تصيب الجهاز الهضمي نتيجة لاختلال بجهاز المناعة تجعله يهاجم الجهاز الهضمي مسبباً بعض الأعراض المتنوعة التي قد يوجد بعضها أو جميعها وتختلف شدتها حسب شدة المرض نفسه، وأشهرها: ألم مزمن بالبطن، إسهال مزمن، الشعور بالإعياء والإرهاق، وجود دماء بالبراز، تقرحات بالفم، نزول غير مبرر بالوزن، وأحياناً بعض الأعراض خارج الجهاز الهضمي كألم الظهر والمفاصل واحمرار بالعين، وطفح جلدي أو قرح بالجلد.
كيفية التشخيص: لا يوجد تحليل واحد أو وسيلة تشخيصية واحدة لتشخيص هذه الأمراض، وهذا قد يجعل رحلة المريض أطول حتي يتم تشخيصه. لذا، الوعي المبكر قد يوفر الكثير من الوقت والتعب، فكم من المرضي ظلوا يظنون أن لديهم قولوناً عصبياً ولكن اتضح أنه غير ذلك.
بعد الاستماع للأعراض التي يشتكي منها المريض سنحتاج للاستعانة ببعض التحاليل وأحياناً الأشعة ثم يتم استكمال الصورة وتأكيد التشخيص عن طريق المنظار مع أخذ عينات من الأنسجة الملتهبة لتحليلها وفحصها تحت المجهر للبحث عن علامات معينة تؤكد التشخيص وبتضافر هذه الوسائل لا بفحص واحد منها يتم التشخيص.
سبب هذه الأمراض: لا يوجد سبب واحد نستطيع الجزم به، يعتقد الباحثون أن الإصابة تحدث نتيجة لتعرض المريض لعوامل في البيئة تؤدي لتفعيل جينات مرضية خاملة مما يؤدي لخلل مناعي تهاجم فيه المناعة الأمعاء.
للأسف، تعد هذه الأمراض مزمنة لكن على الجانب المشرق هناك العديد من الأدوية الفعالة التي تمكننا من السيطرة على هذه الأمراض وتوقف الالتهاب الناجم عنها. ولأن اياً من هذه الأمراض مزمن فهو يحتاج للمتابعة المستمرة حتى لو كانت الأعراض خاملة في الوقت الراهن حتى التأكد من عدم وجود نشاط على مستوى التحاليل ودلالات الالتهاب.
أخصائي أمراض الكبد والجهاز الهضمي
مستشفى برايم
