تكللت جولة المفاوضات الحاسمة حول غزة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يفضي إلى إنهاء الحرب في غزة وإعادة الرهائن المختطفين والإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين بالتوازي مع انسحاب إسرائيلي متدرج من القطاع، ومن المتوقع أن يدخل الاتفاق، بعد توقيعه اليوم الخميس، حيز التنفيذ خلال اليومين المقبلين، ويفترض أن يتم إطلاق الدفعة الأولى من الأسرى والرهائن الأحد المقبل، فيما عمت الاحتفالات أنحاء القطاع المكلوم استبشاراً بهذه الهدنة.
يأتي هذا الاتفاق بعد 467 يوماً من الحرب، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مساء أمس الأربعاء، باسم الوسطاء الدوحة والقاهرة وواشنطن، التوصل رسمياً لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» والإفراج عن الأسرى والرهائن، الذي سيبدأ تنفيذه الأحد المقبل بعد توقيعه اليوم الخميس، وستطلق «حماس»، حسب الاتفاق، سراح 33 رهينة مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين، وذلك بعد استكمال الجوانب التنفيذية بحلول اليوم الخميس، وأشار إلى أن تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة بعد الانتهاء من المرحلة الأولى، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن: إن اتفاق وقف إطلاق النار سيسمح بإعادة إعمار غزة وإدخال المساعدات الإنسانية. وبدوره رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتوصل إلى الاتفاق «بعد جهود مضنية» على مدار أكثر من عام بوساطة مصرية قطرية أمريكية.
وقال السيسي في منشور عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك» مساء أمس، «مع هذا الاتفاق، أؤكد أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي الراهن، وذلك دون أي عراقيل لحين تحقق السلام المستدام من خلال حل الدولتين ولكي تنعم المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية في عالم يتسع للجميع».
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد قال في منشور على حسابه في منصة «تروث سوشيال»، أمس الأربعاء: «لقد توصلنا إلى اتفاق بشأن الرهائن في الشرق الأوسط»، وأشار إلى أن هذا الاتفاق «الملحمي» لم يكن ليحدث إلا «نتيجة لانتصارنا التاريخي في نوفمبر». وأضاف: «سيتم إطلاق سراحهم قريباً شكراً لكم».
وأكد مسؤول أن إسرائيل و«حماس» توصلتا إلى الاتفاق، وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بالتأكيد رسمياً في إسرائيل على توقيع صفقة الأسرى، وقالت الحكومة الإسرائيلية: إن الاتفاق يضمن تحقيق أهداف الحرب، وشددت على أنها ستعود للقتال إذا فشلت مفاوضات بقية المراحل باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
ولفتت الحكومة الإسرائيلية إلى أنها قدمت خرائط بنقاط انتشار قواتها بفيلادلفيا ومحيط غزة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بدأ مشاورات مع فريق التفاوض في الدوحة، وبحسب «القناة 12» العبرية، فإن الكابينيت سيلتئم صباح اليوم الخميس على أن يتبعه جلسة للحكومة للتصويت على الاتفاق. وأعلنت حركة «حماس»، في بيان، أنها «سلّمت الوسطاء ردّها على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار بعد اجتماع طارئ لمكتبها السياسي»، مؤكدةً أنها «تعاملت بكل مسؤولية وإيجابية».
وذكر مسؤول إسرائيلي أن «الأزمة حُلت وهناك صفقة، يؤكد الاتفاق على إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة سواء الأحياء أو الأموات ويؤكد الاتفاق على عودة الهدوء المستدام لقطاع غزة بما يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي.

وعلى وقع أنباء الهدنة، احتفل آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، أمس، بإعلان التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
وعبر الغزيون عن فرحتهم قبل أن تتحدث إسرائيل عن مسائل ما زالت عالقة متوقعة تسويتها خلال الليل.
وخرج آلاف المواطنين في عدة مناطق في القطاع وهم يرددون «الله اكبر، هدنة، هدنة»، بينما أطلقت السيارات أبواقها.
وحمل المحتفلون الأعلام الفلسطينية، وهم يعانقون بعضهم ويلتقطون صوراً تذكارية، بينما أطلق آخرون الأعيرة النارية في الهواء.
وشهدت شوارع مدينة خان يونس جنوب القطاع هتافات وإطلاق نار تعبيراً عن الابتهاج. كما شهدت مدن وبلدات الضفة الغربية ودول عربية وإسلامية وعواصم غربية احتفالات عارمة عقب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
في نابلس، عمت الفرحة أرجاء المدينة، حيث انطلقت الاحتفالات في وسط المدينة، إضافة إلى مسيرة مركبات في بلدة عقربا جنوبي نابلس، واحتفالات في بلدة حوارة.
كما علت الهتافات في رام الله، حيث خرج الفلسطينيون إلى الشوارع، واحتشدت الجماهير في أجواء مفعمة بالفرح، بينما شهدت قرية دير جرير احتفالات واسعة، كما شارك أهالي بلدة سلواد شمال شرقي رام الله في مسيرات عبرت عن التضامن مع غزة.
وفي الخليل، شهدت مدينة يطا جنوبي المحافظة أجواء احتفالية مميزة، حيث عبر الفلسطينيون عن فرحتهم بالاتفاق. وفي بيت لحم، خرج الفلسطينيون إلى الشوارع رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات تدعم غزة.
وفي لبنان، عمّت الاحتفالات مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، حيث شهد مخيم الرشيدية إطلاق نار كثيف وأجواء فرح عارمة، بينما شهد مخيم نهر البارد مسيرات حاشدة تضامناً مع غزة.
