عادي

إسرائيل تعاقب أقدم أسير فلسطيني مرتين.. 44 عاماً سجناً ثم إبعاد

16:21 مساء
قراءة 3 دقائق

الأراضي الفلسطينية- أ ف ب
تبدّدت فرحة إيمان نافع بالإفراج عن زوجها نائل البرغوثي من سجن إسرائيلي في إطار اتفاق الهدنة الذي بدأ تطبيقه، الأحد، حين علمت أن اسمه مدرج مع الذين سيُبعدون عن الأراضي الفلسطينية.
أمضى البرغوثي (68 عاماً) وهو أقدم سجين فلسطيني قرابة 44 عاماً في السجون الإسرائيلية، من ضمنها 34 سنة متواصلة، إذ أعيد اعتقاله في عام 2014 بعد أن أفرج عنه في صفقة تبادل سابقة بين إسرائيل وحركة حماس في عام 2011، ما يجعله المعتقل الذي أمضى أكبر عدد سنوات في السجون الإسرائيلية، وفق نادي الأسير الفلسطيني.
يوم قرأت اسمه على اللائحة التي نشرتها وزارة العدل الإسرائيلية وتضمنت المئات من أسماء المعتقلين الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم في المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق مقابل 33 رهينة أسروا في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 من إسرائيل إلى قطاع غزة، شعرت إيمان نافع «بفرح كبير».
كانت أمضت أياماً وهي تترقب هذا الإعلان تعيد تزيين المنزل، فتعلّق صوراً لزوجها هنا وهناك، بعضها وهو في الثامنة عشرة من عمره، وأخرى وهو في الستينات، وجميعها وهو داخل السجن.
لكن الحماس تبدد حين تبيّن لها أن زوجها سيكون من ضمن المبعدين إلى خارج الأراضي الفلسطينية، وفق القائمة الإسرائيلية.
وتقول: «طبعاً، أصبت بالحزن الشديد، لأنني كنت أنتظر بفارغ الصبر، ولم أتوقع أن يخضع نائل لعقوبة جديدة بإبعاده عن وطنه وعن أرضه. أعتقد أن هذه هي أقسى عقوبة في التاريخ».
لكنها تضيف أن قرار الإبعاد «مرفوض من جانبنا. أنا متأكدة أن نائل سيرفضه، وسيفضل البقاء في السجن على أن يخرج».
وتتابع: «تخيّل إنساناً أمضى 44 عاماً في السجن، تُفرض عليه عقوبة جديدة بإبعاده عن أهله وبلده ووطنه ومكانه الذي عاش فيه».
وينصّ اتفاق الهدنة الذي بدأ سريانه، الأحد، بعد أكثر من 15 شهراً على حرب مدمّرة على قطاع غزة، على أن تطلق إسرائيل في المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق قرابة 1900 معتقل فلسطيني من سجونها مقابل الرهائن الـ33.
واسم نائل البرغوثي وارد على اللائحة، وهو معاقب بالسجن المؤبد بتهمة قتل ضابط إسرائيلي، وتنفيذ هجمات على مواقع إسرائيلية.
وتضمّ اللائحة أسماء أكثر من 230 فلسطينياً معاقبين بالسجن المؤبّد سيطلق سراحهم على أن يتم إبعادهم بصورة دائمة. ولم تُذكر وجهة الإبعاد. إلا أن مصدرين في حماس واكبا المفاوضات حول الهدنة تحدثا عن تركيا وقطر.
وتمّ الأحد الإفراج عن ثلاث إسرائيليات كنّ محتجزات في قطاع غزة مقابل تسعين معتقلاً فلسطينياً من سجون إسرائيلية، غالبيتهم من النساء والأطفال. ويفترض أن تستكمل عمليات الإفراج للمرحلة الأولى من الاتفاق خلال الأسابيع الستة القادمة.
خروج ثم سجن
واعتقل نائل البرغوثي في عام 1978، وكان ينتمي حينها إلى حركة فتح.
أفرج عنه في صفقة تبادل تمت عام 2011 بين حماس وإسرائيل وشملت الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان محتجزاً لدى حماس، مقابل 1027 فلسطينياً.
وعندما أعيد اعتقاله في عام 2014 بتهمة التحريض استؤنف تطبيق حكم المؤبد السابق عليه، وفق ما تقول زوجته.
وتقول مؤسسات فلسطينية إن بين المعتقلين الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم ضمن الصفقة الحالية 47 كان أطلق سراحهم في ما عُرف بصفقة شاليط 2011، قبل أن يعاد اعتقالهم.
واعتقلت إيمان نافع بدورها العام الماضي لمدة ثلاثة أشهر، في إطار حملة اعتقالات في الضفة الغربية على خلفية الحرب في قطاع غزة، ولم تكن هذه المرة الأولى التي تدخل فيها السجن.
زواج بعد سجن!
وتروي أنها اعتقلت في عام 1987 في خضم الانتفاضة الفلسطينية، «بتهمة مقاومة الاحتلال»، كما تقول، وبقيت في السجن عشر سنوات. يومها شاهدها نائل البرغوثي من سجنه عبر شاشة تلفزيون إسرائيلي، فقرّر الزواج بها عند الإفراج عنه.
وتقول: «لم أكن أعرف بذلك حتى. بعد أن أطلق سراحي في عام 1997، أرسل أهله لطلبي، لكن لظروف خاصة لم يتمّ ذلك».
وتتابع: «لم أكن قد رأيت نائل سابقاً. التقينا حين حُرّر في عام 2011. بعد شهر من إطلاق سراحه، تمّ الزواج.. لكننا لم نعش معاً سوى 32 شهراً، إذ اعتُقل مجدداً».
وتروي إيمان نافع: «يوم زواجنا، كان عرساً وطنياً. الجميع فرحوا بنا. كان تعبيراً عن أمل في اللقاء والحرية».
بعد الإفراج عنه، فرضت إسرائيل على البرغوثي الإقامة الجبرية في بلدته كوبر في شمال رام الله في الضفة الغربية المحتلة. كان في تلك الفترة يهتم بحديقة منزله التي زرع فيها شجر البرتقال والزيتون. وتقول إيمان نافع إنها تنتظره «ليأكل من ثمر الشجر الذي زرعه».
ثم تضيف: «صار عمره 68 عاماً. هذا أكبر ظلم».

https://tinyurl.com/4vrb8zxx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"