فعالية أدبية وثقافية جديدة إماراتية انطلقت، قبل أيام، نسختها الأولى هي «مهرجان الشارقة للآداب»، الذي يقام تحت عنوان «حكايات الإمارات تلهم المستقبل»، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب والرئيسة الفخرية لجمعية الناشرين الإماراتيين، وبتنظيم مشترك بين جمعية الناشرين الإماراتيين وهيئة الشارقة للكتاب.
يشكل هذا المهرجان إضافة مهمة إلى الفعاليات الثقافية والفنية الكبرى في الشارقة، ومن بينها معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومهرجان الشارقة القرائي الذي يعزز ثقافة الطفل، وأيام الشارقة المسرحية، وبينالي الشارقة للفنون التشكلية، فضلاً عن مهرجانات الشعر.
وما يميز الفعالية الجديدة هو توجهها للاحتفاء بالتراث الأدبي الإماراتي، بما يتيح لجمهور المهرجان التعرف إلى حكايات الإمارات الملهمة التي ترويها نخبة من أهم الكُتَّاب والمفكرين الإماراتيين، والتفاعل معها، واستكشاف آفاق جديدة في عالم الكتابة والنشر، مع الحرص على أن يجمع المهرجان بين أجواء الثقافة والترفيه، ما يُوسع من قاعدة المشاركين فيه والمتابعين له. وهذا ما تدل عليه عناوين المحاور الرئيسية التي تغطيها فعاليات المهرجان، وهي: الأدب، وأدب الطفل، والتاريخ والتراث، وأدب المقالة، واللغة العربية، والخيال العلمي والفانتازيا، والسيرة الذاتية، والفكر.
من الفعاليات التي أقيمت في اليوم الأول للمهرجان استوقفني عنوان ندوة فيه كان: «جوهر الكلمات.. رحلة في الأدب الإماراتي الحديث»، شاركت فيه الأديبات:أميرة بوكدرة وصالحة عبيد والدكتورة مريم الهاشمي، وناقشت تطور الأدب الإماراتي الحديث ودوره في تشكيل الهوية الوطنية مع استعراض أبرز الأعمال الأدبية الحديثة.
وما لفت نظرنا في عنوانها وقوفها عند دور الأدب الإماراتي في تشكيل الهوية الوطنية، حيث يأخذنا هذا العنوان، في أحد جوانبه على الأقل، إلى الدور الحاسم للأدب الحديث في الإمارات والذي شمل أجناساً أدبية مختلفة، بينها الشعر والقصة القصيرة والرواية وكذلك النصوص المسرحية وسواها، التي انطلقت غداة وعشية تشكل الاتحاد، في إنضاج وبلورة الهوية الوطنية الجامعة للدولة، التي وحّدت تحت مظلة هذا الاتحاد سبع إمارات، يجمع بينها تاريخ مشترك وجغرافيا واحدة، فجاء إطار الدولة الواحدة ليصنع النسيج الوطني المتناغم ويقويه، ما كان له أكبر الأثر في إنجاز بناء الدولة الحديثة أولاً، وفي تطورها السريع في المجالات كافة ثانياً.
قراءة الأدب الإماراتي الحديث الذي بات بانوراما واسعة متنوعة من إبداع مبدعين، من الجنسين، من إمارات الدولة كافة، تظهر لنا الكثير من ملامح وعناصر هوية المجتمع الإماراتي، وهو يعبر من مرحلة إلى أخرى بكل تجليات هذا العبور اجتماعياً وثقافياً ونفسياً.
[email protected]
مقالات أخرى للكاتب




قد يعجبك ايضا







