واصلت القوات الإسرائيلية، لليوم الثاني على التوالي، عدوانها على جنين ومخيمها، أمس الأربعاء، كما شنت القوات حملة مداهمات واقتحامات واسعة لمناطق مختلفة من الضفة الغربية تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات واسعة في صفوف الفلسطينيين، وبينما توعد وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس بمواصلة الهجوم، دانت السلطة الفلسطينية العدوان الإسرائيلي، معتبرة أنه يندرج في إطار مخطط إسرائيلي رسمي يهدف لتكريس الاحتلال وفرض القانون الإسرائيلي والضم التدريجي للضفة، في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش القوات الإسرائيلية إلى «أقصى درجات ضبط النفس».
وفجر أمس الأربعاء، انتشرت قوات إسرائيلية معززة داخل وفي محيط مخيم جنين، بعدما استقدمت تعزيزات عسكرية من حاجز الجلمة باتجاه جنين، فيما واصلت الجرافات عمليات تخريب البنية التحتية والشوارع. وتجددت صباح أمس الأربعاء، الاشتباكات بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في جنين بعد مقتل 10 فلسطينيين في العملية العسكرية التي أطلقتها إسرائيل تحت اسم «الجدار الحديدي»، في حين ذكرت وكالة «الأونروا» أن مخيم جنين أصبح غير صالح للسكن وأن قرابة 2000 عائلة نزحت من المخيم حتى الآن بحسب ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية.
وتركزت الاشتباكات في اليوم الثاني للعدوان عند شارع الناصرة وداخل أزقة وحارات المخيم، لدى محاولة القوات الإسرائيلية اقتحامه من مفترق العودة وحارة الدمج.
واعتقلت القوات الإسرائيلية عدداً من الشبان بعد دهم منازلهم داخل مخيم جنين، بينهم مصاب، وعرف منهم، صامد مؤيد عامر، وشيراز أبو طبيخ، وحسام الغول، وأحمد بحر ونجلاه أشرف ويوسف، حيث يعاني أشرف من إصابة سابقة في الرأس، وبحاجة إلى رعاية طبية. وقالت سرايا القدس كتيبة جنين في بلاغ لها، «يواصل مقاتلونا التصدي للقوات الإسرائيلية المقتحمة في محاور القتال المختلفة، ويمطرون هذه القوات والآليات العسكرية بزخات من الرصاص المباشر والعبوات الناسفة وفق متطلبات وظروف الميدان».
ومن جانبها، ذكرت وسائل إعلام عبرية أمس الأربعاء بوقوع عدد من الإصابات في صفوف القوات الإسرائيلية بمحافظة جنين «في حادث أمني صعب». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت بسماع دوي انفجار قوي في محافظة جنين.

وفي هذا الإطار، قال محافظ المدينة كمال أبو الرب في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية «الوضع صعب للغاية». وأضاف «قام الجيش الإسرائيلي بتجريف جميع الطرق المؤدية إلى مخيم جنين وإلى مستشفى جنين الحكومي، وهناك إطلاق نار مستمر وتفجيرات وطائرة إسرائيلية تحلق في سماء المدينة والمخيم».
بدوره، توعد وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس بمواصلة الهجوم. وقال كاتس في بيان، أمس الأربعاء «إنها عملية حاسمة تهدف إلى القضاء على المسلحين في المخيم». أشار كاتس أيضاً إلى عملية «الجدار الحديدي» التي بدأت أمس في مخيم جنين للاجئين، قائلاً: «سيكون هناك تغيير في تصور الجيش الإسرائيلي للأمن في الضفة الغربية».
وبالمقابل، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية «العدوان الإسرائيلي المتواصل على محافظة جنين ومخيمها وتهجير العائلات من المخيم وجرائم العقوبات الجماعية وتدمير البنى التحتية والإعدامات الميدانية وتخريب ممتلكات المواطنين». واعتبرت الوزارة أن ذلك «يندرج في إطار مخطط إسرائيلي رسمي يهدف لتكريس الاحتلال وفرض القانون الإسرائيلي والضم التدريجي للضفة الغربية المحتلة».
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قوات الأمن الإسرائيلية إلى «أقصى درجات ضبط النفس» وأعرب عن «قلق عميق» وفق نائب المتحدث باسمه فرحان حق.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر فلسطينية أن القوات الإسرائيلية اقتحمت مدينة أريحا وأطراف مخيم عقبة جبر شرقي الضفة الغربية. (وكالات)