تشابه الأسماء نعمة أم نقمة؟

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

قبل ثلاثة أعوام، كشفت وثائق دعوى قضائية في الولايات المتحدة أن الشرطة بولاية نيفادا احتجزت رجلاً أسود البشرة ستة أيام، بعدما أُلقي القبض عليه بدلاً من مشتبه فيه أبيض يكبره في العمر. من ألقي القبض عليه شابٌ في الخامسة والعشرين من عمره، أوقفت الشرطة سيارته ولم تجد بحوزته رخصة قيادة، وبشيء من التحري المعتاد الذي تقوم به الشرطة في مثل هذه الحالات اكتشفت وجود مذكرة اعتقال باسمه، ليتضح لاحقاً أن مذكرة الاعتقال كانت باسم رجل آخر، شين نيل براون، وهو رجل أبيض بلحية في منتصف العمر، حسبما ورد في الدعوى القضائية، كان من سوء حظ الشاب العشريني أنه يحمل نفس اسمه. أفرج عن الشاب ولم ترفع ضده لائحة اتهام بعد أن اتضحت الحقيقة، لكن الشاب الضحية رفع الدعوى مطالباً بالتعويض عما لحق به.
ما حدث لهذا الشاب يحدث للكثيرين، خاصة في المطارات، حين يوقف «أبرياء» بسبب تشابه أسمائهم مع آخرين مطلوبين للشرطة أو القضاء، وقد يستغرق الأمر وقتاً حتى تتبين الحقيقة، لكن تشابه الأسماء ليس نقمة دائماً، فقد يكون نعمة، ومن ذلك أن رجلاً أمريكياً من المحاربين القدامى، شاءت الأقدار أنه يحمل نفس اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبسبب ذلك تمت دعوته لحضور حفل تنصيب ترامب في مبنى «الكابيتول»، فضلاً عن حصوله على مزايا أخرى كتلقي هدايا مجانية، وقال لوسائل إعلامية: «لقد حصلت مرات عديدة على خدمات خاصة بالدرجة الأولى، وعدة مرات كنت قد حجزت غرفاً فندقية وحصلت على غرفة مميزة مجاناً، وتناولت بعض الوجبات المجانية في المطاعم».
ليس المحارب القديم دونالد ترامب هو الوحيد الذي دُعي إلى حفل تنصيب الرئيس. معه دُعي أيضاً رجل آخر يحمل اسم الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وقال الرجل المقيم في واشنطن، إنه بسبب اسمه وكونه يعيش في العاصمة الأمريكية أيضاً، تلقى عن طريق الخطأ رسائل من نزلاء في السجون يلتمسون منه العفو الرئاسي، ظناً منهم أنه الرئيس فعلاً، يوم كان كلينتون رئيساً.
شخص أمريكي ثالث حمل اسم أبراهام لينكولن الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة لا معلومات عن دعوته لمبنى «الكابيتول» لحضور تنصيب ترامب، لكنه يرى أن هذا التشابه في الاسم «مفيد جداً لبدء المحادثات مع الغرباء، حيث يشعرون بالدهشة ويتحدثون أكثر إليك، إلا أنه من المهم دائماً ترك انطباع جيد لدى الناس لأنهم لا ينسون هذا الاسم أبداً، ولتفادي ما بات متكرراً من تندر أو استغراب، أصبح الرجل يعمل حجوزاته باسم زوجته، لأنه غالباً ما يسمع:«هل هذا اسمك حقاً، أم أنك تمزح معي؟».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ya2j822v

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"