الشارقة: «الخليج»
خلال جلسة قصصية ممتلئة ضمن فعاليات «مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي»، حظي الجمهور بفرصة لقاء الراوية الأسكتلندية من أصول كينية مارا مينزيس، المشهورة عالمياً برواياتها القصص بطريقة شفوية أمام الجمهور؛ حيث جمعت مينزيس في أدائها الحي على مسرح المهرجان بين السرد القصصي المشوق والأداء المسرحي المدهش، بنبرة صوت تمسّ القلب، وتضع الجمهور في قلب الحكاية.
استهلت الراوية مارا مينزيس جلستها بالحديث عن قوة سرد القصص بشكل حيّ قائلةً: «السرد القصصي ليس مجرد كلمات نقرأها في كتاب، بل هو فن حيّ يتنفس ويتغير مع كل رواية جديدة، وكل راوٍ يضيف لمسته الخاصة، نكهته، وتفاصيله التي تمنح القصة حياة جديدة». وقرأت مينزيس قصة مستوحاة من التقاليد الكينية، وتحديداً من حكايات شعب «الجيكيويو»، وقدمتها بأسلوب آسر، استطاعت من خلاله أن تأخذ الحضور في رحلة إلى عالم من الحكايات التراثية التي تحمل في طياتها دروساً عميقة عن الثقافة والعادات.
وتسلط قصة «المرأة التي لا تأكل اللحم» الضوء على امرأة تدعى «واشو»، معروفة في مجتمعها بحبها للخير وروحها القوية، لكنها تعيش في قرية تلتزم بعادة قديمة تمنع النساء من تناول اللحم، وهي عادة لا يعرف أحد مصدرها أو سببها. لكن واشو في لحظة ضعف وفضول، تتحدى هذه العادة لتكتشف بنفسها طعم اللحم المحرم، لكن هذا القرار البسيط يفتح باباً لمواجهة غير متوقعة مع مجتمعها وزوجها الرجل المسن الثري «كماو»، وهو أحد شيوخ القرية.
خلال العرض، لم تكتفِ مارا برواية القصة فقط، بل أضافت عناصر تفاعلية مع الجمهور، ففي بداية روايتها لقصصها كانت تقول بالكينية «حديثي حديثي»، وعلمت الجمهور أن يجيب بـ «حديثي جو» أي «قصة قصة، نعم احكِ قصة». بالإضافة إلى اختيارها أشخاصاً عديدين من جمهور المهرجان، ودعوتهم للمسرح لجعلهم جزءاً من الحكاية، وكي يكونوا شركاء في البناء الفني للقصة، فيما يشبه الحوارات المسرحية المرتجلة، وقد أبهر هذا الأمر الحضور، وبدورهم برعوا في أداء أدوارهم غير المخطط لها قبلاً، ومن ضمن الممثلين الذين اشتركوا في العرض، عبدالرزاق قرنح الروائي الحاصل على جائزة نوبل للآداب.
عادي
الروائية مارا مينزيس تدخل الجمهور إلى حكايات كينية
26 يناير 2025
14:44 مساء
قراءة
دقيقتين
https://tinyurl.com/3xe36ptx
المزيد من الملف
عناوين متفرقة
قد يعجبك ايضا







