كييف - أ ف ب
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس السبت، إنه يأمل في مشاركة أوروبا والولايات المتحدة في أي محادثات لإنهاء حرب روسيا مع بلاده، معتبراً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يتمكن من إنهاء الحرب من دون تهميش دور كييف في المفاوضات. وذكر زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة مولدوفا مايا ساندو، أن أوكرانيا يجب أن تشارك في أي محادثات لإنهاء الحرب، حتى يكون لهذه المفاوضات تأثير ملموس. وأضاف: «فيما يتعلق بالتحضير للمحادثات.. آمل حقاً أن تكون هناك أوكرانيا وأمريكا وأوروبا والروس».
وحضّ زيلينسكي، حلفاءه على العمل لإيجاد صيغة لأي مفاوضات سلام مقبلة مع روسيا، مشدداً على وجوب إشراك كييف في أي محادثات ترمي إلى إرساء سلام مستدام، مؤكداً أن تهميش بلاده لم ينه الحرب الجارية منذ ثلاث سنوات.
وتزيد تصريحات زيلينسكي التكهّنات بشأن إمكان إجراء مفاوضات لإنهاء النزاع العنيف الذي أودى بعشرات الآلاف بعد نحو ثلاث سنوات من القتال.
وقال زيلينسكي: «أدرك أن التواصل يمكن أن يتّخذ أشكالاً مختلفة»، في إشارة إلى مفاوضات محتملة من شأنها أن تفضي إلى «سلام عادل».
وأضاف: «أعتقد أنه يتعين علينا أن نركّز على ذلك».
وأكد الرئيس الأوكراني أن أي محادثات ترمي إلى وضع حد للحرب يجب أن تجرى بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا، فضلاً عن الاتحاد الأوروبي، مشدداً على أن السلام لا يمكن تحقيقه إلا بتوفير ضمانات أمنية قوية.
-لا «خطة مشتركة»
وقال زيلينسكي: «لا يسعني اليوم أن أقول أي نوع من المفاوضات ستجرى أو ما ستكون عليه هيكلية عملية التفاوض، لأننا لم نتوصل بعد إلى خطة مشتركة».
وشدّد على أن أي مفاوضات تستبعد كييف لن تفضي لاحقاً إلى أي سلام مستدام.
وقال زيلينسكي: «يستحيل استبعاد أوكرانيا من أي منصة تفاوض، وإلا فإن هذه المنصة لن تؤتي نتائج فعلية، إنما ستكون لها نتائج سياسية».
وأضاف: «أي نتائج كتلك لن توفّر أي أمن، ولن تنهي الحرب». وقدّم مقترحات عدة لإنهاء النزاع، بما في ذلك ما سماه «خطة الانتصار» التي عرضها في قمة حول أوكرانيا عقدت العام الماضي شاركت فيها عشرات الدول والمنظمات الدولية.
والجمعة، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن «استعداده للعمل» مع واشنطن على «مفاوضات حول القضايا الأوكرانية»، مشيداً بـ«براغماتية» و«ذكاء» نظيره الأمريكي. واعتبر بوتين أن الحرب لربما كان من الممكن الحؤول دون اندلاعها لو كان دونالد ترامب رئيساً حينها. ولم يحدد بوتين أي موعد لبدء المحادثات، وكان الكرملين قال في وقت سابق إنه بانتظار مؤشرات من واشنطن، على الرغم من إعلان ترامب، الخميس، استعداده للقاء بوتين فوراً.
ترامب الذي نُصّب رئيساً، الاثنين، وصف حرب أوكرانيا بأنها «سخيفة»، مهدداً موسكو بعقوبات اقتصادية جديدة، إذا لم توافق على إجراء مفاوضات.
ويأتي تجدّد الحديث عن محادثات محتملة في توقيت حرج بالنسبة لأوكرانيا في ساحة المعركة.
فجيشها الأقل عدداً يتراجع ميدانياً منذ أشهر في مواجهة قوات روسية أفضل تجهيزاً، كما أن الروس باتوا عند مداخل منطقة دنيبروبيتروفسك للمرة الأولى منذ عام 2022.
لم يبدِ أي من الجانبين أي مؤشر لخفض التصعيد منذ تنصيب ترامب، على الرغم من إصرار الأخير على أنه قادر على إنهاء النزاع في يوم واحد بمجرد وصوله إلى السلطة. بموازاة تقدّمها في الجبهة المترامية الأطراف شرقي أوكرانيا وجنوبها، كثّفت روسيا هجماتها بالمسيّرات والصواريخ على البنى التحتية الطاقوية والعسكرية لكييف.
وقال سلاح الجو الأوكراني، السبت، إنه أسقط ليلاً صاروخين و45 مسيّرة روسية. وقالت أجهزة الطوارئ في منطقة تشركاسي الوسطى، إن القصف الجوي الروسي استهدف «بنية تحتية حيوية»، وتسبب في حريق كبير، وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي.
في الأثناء أعلنت الرئاسة الأوكرانية إصابة مبنى سكني بطوابق عدة قرب كييف في هجمات روسية تجددت لليلة الثانية على التوالي.