دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس السبت، حلفاءه إلى العمل على وضع صيغة واضحة لأي مفاوضات سلام مستقبلية مع روسيا، مؤكداً ضرورة إشراك كييف في أي محادثات تهدف إلى تحقيق سلام مستدام. كما اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمحاولة التلاعب بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فيما أعلن الجيش الأوكراني إسقاط 46 طائرة مسيّرة روسية خلال هجوم ليلي.
وقال زيلينسكي «أدرك أن التواصل يمكن أن يتّخذ أشكالاً مختلفة»، في إشارة إلى مفاوضات محتملة من شأنها أن تفضي إلى «سلام عادل». وأضاف «أعتقد أنه يتعين علينا التركيز على ذلك».
واعتبر زيلينسكي نظيره الروسي فلاديمير بوتين يحاول «التلاعب» بدونالد ترامب في ما يتصل بنية الأول التفاوض مع الولايات المتحدة في شأن الحرب في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي في رسالته اليومية على منصات التواصل الاجتماعي إن بوتين «يريد التلاعب برغبة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في التوصل إلى السلام»، مضيفاً «أنا واثق بأن أي تلاعب روسي لن ينجح».
وكان الرئيس بوتين أعرب عن «استعداده للعمل» مع الولايات المتحدة على «مفاوضات حول القضايا الأوكرانية»، مشيداً بما يتمتع به نظيره الأمريكي من «براغماتية» و«ذكاء».
فيما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحرب الدائرة في أوكرانيا بأنها «سخيفة»، مهدداً موسكو بعقوبات اقتصادية جديدة إذا لم توافق على إجراء مفاوضات.
ويأتي تجدّد الحديث عن محادثات محتملة في توقيت حرج بالنسبة لأوكرانيا في ساحة المعركة. فجيشها الأقل عديداً يتراجع ميدانياً منذ أشهر في مواجهة قوات روسية أفضل تجهيزاً، كما أن الجنود الروس باتوا عند مداخل منطقة دنيبروبيتروفسك للمرة الأولى منذ عام 2022.
لم يبدِ أي من الجانبين أي مؤشر لخفض التصعيد منذ تنصيب ترامب، على الرغم من إصرار الرئيس الجمهوري على أنه قادر على إنهاء النزاع في يوم واحد بمجرد وصوله إلى السلطة.
بموازاة تقدّمها في الجبهة المترامية الأطراف في شرق أوكرانيا وجنوبها، كثّفت روسيا هجماتها بالمسيّرات والصواريخ على البنى التحتية الطاقوية والعسكرية لكييف.
وقال سلاح الجو الأوكراني أمس السبت إنه أسقط ليلاً صاروخين و45 مسيّرة روسية.
وقالت أجهزة الطوارئ في منطقة تشركاسي الوسطى إن القصف الجوي الروسي استهدف «بنية تحتية حيوية»، وتسبب في حريق كبير وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي.
في الأثناء، أعلنت الرئاسة الأوكرانية إصابة مبنى سكني بطوابق عدة قرب كييف في هجمات روسية تجددت لليلة الثانية على التوالي.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت أمس السبت 11 طائرة مسيرة أوكرانية فوق البحر الأسود بالقرب من شبه جزيرة القرم وثلاث طائرات مسيرة فوق منطقة بيلجورود الروسية.
على صعيد متصل، زارت رئيسة مولدافيا مايا ساندو كييف أمس السبت لعقد محادثات مع نظيرها الأوكراني في ظل ارتفاع مستوى التوتر في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا في بلادها.
وشهدت المنطقة التي يبلغ سكانها نصف مليون نسمة انقطاعات في التدفئة والمياه الساخنة والكهرباء منذ مطلع العام بسبب انقضاء مهلة عقد بين كييف وموسكو كان يسمح للغاز الروسي بالوصول إلى المنطقة.
وكتبت ساندو على منصة «إكس» لدى وصولها إلى العاصمة الأوكرانية «سنبحث الأمن والطاقة والبنى التحتية والتجارة والدعم المتبادل على مسار الاتحاد الأوروبي».
وخرجت تظاهرة في ترانسنيستريا لدعوة مولدافيا بتسهيل مرور الغاز الروسي ووضع حد لأزمة الطاقة.(وكالات)