مهرجان طيران الإمارات للآداب

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

أوجد مهرجان طيران الإمارات للآداب في دبي، منذ انطلاق دورته الأولى عام 2009، قاسماً مشتركاً بين ثقافة النخبة، وبين ثقافة مهرجان العائلة والصداقة والحياة. وأوجد المهرجان على مدى خمسة عشر عاماً علاقة تكاملية عملية بين الأفكار والأفراد والتجارب الأدبية في شرق العالم وغربه، واستطاعت إدارة المهرجان الموازنة بين طبيعة هذا الحدث الثقافية في الأساس، وبين طبيعته الترفيهية، وجعلت منه مهرجان أمكنة متعدّدة تراوح بين فضاء المدينة (دبي) وبين فضاء الصحراء الجاذب ثقافياً للكُتّاب والأدباء والفنانين المشاركين، والقادمين إلى دبي من بيئات ليست صحراوية. وهذه نقطة مهمّة، إذ إن اكتشاف الصحراء وثقافتها المكانية والجمالية للمرة الأولى يحفز تلقائياً على كتابة أدبية جديدة بأقلام غير عربية.
المهرجان، أيضاً، حدث احتفائي برموز العالم الأدبية، مثل بعض الشخصيات الروائية التي فازت بجائزة «نوبل» للأدب أو جائزة «البوكر» العالمية والعربية، غير أن الاحتفاء هنا في دبي لا يتوقف على الفرد الضيف في حدّ ذاته، بل الاحتفاء الحقيقي يتمثل في الثقافة التي يمثلها ضيف المهرجان، وهي بالضرورة ثقافة عالمية إنسانية تجد روحها هنا في دبي.
ينسجم المهرجان مع اسمه «مهرجان طيران الإمارات للآداب»، ويجعلنا ضمنياً ممتلئين بالتفاؤل وقوّة الإيجابية حين نعاين هذه العلاقة الجميلة بين الثقافة والاقتصاد، وكذلك، نمتلئ بقوّة الآداب والفنون العربية الإماراتية والعالمية، وتمثلها هذه الكوكبة المتفوّقة من كُتّاب العالم الذين يقيمون حواراً واقعياً وضمنياً مع رموز الثقافة في دولة الإمارات.
يكرّس المهرجان أيضاً توجّه دبي والإمارات كلّها نحو ثقافة القراءة وقيمها الحضارية الرفيعة، وتتكامل احتفالية المهرجان مع مبادرات القراءة الكبرى في دبي مثل «تحدي القراءة العربي» الذي استقطب الملايين من القرّاء والقارئات، وهي ملايين عربية شابة ارتبط عندها اسم دبي بالقراءة وتكريم المتفوّقين فيها.
يستنتج متابع المهرجان منذ عقد ونصف العقد من الزمن أنه مهرجان حوار حضارات يعزّز مفهوم التعايش المدني الرفيع بين الشعوب والأفراد ومؤسسات التربية، وصروح التعليم، ويحفز على مبادرات الترجمة العالمية ويوسّع من آفاق عالمية الأدب على قاعدة القيم الأخلاقية التي يركز عليها الشعر وتحتفي بها الرواية، خصوصاً أن من أهم ضيوف المهرجان شعراء وروائيين من قارات العالم كلّه يلمسون بأرواحهم وأقلامهم نبض العالمية الإنسانية هنا في الإمارات بلد الأمن والأمان لأكثر من مئتي جنسية تجد في المهرجان ما يمثل طبائعها وأمزجتها الثقافية والإنسانية.
مهرجان للعالم في دبي، ومهرجان دبي في العالم ضمن ثقافة كونية هي أحد عناوين دولة الإمارات.
[email protected]

https://tinyurl.com/yc28pabm

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"