استراتيجية التدرج أو التمرحل مهارة يجهلها الكثيرون الذين يستعجلون تحقيق الأهداف، سواء الأهداف الصحية أو الجسدية، كالحصول على جسد رشيق أو إنقاص الوزن، أو أهداف يسعون للوصول إليها في جانب التعلم، كإتقان لغة ما، أو استبدال عادة جيدة بعادة سيئة، أو بتغيير نمط الحياة إلى نمط صحي كممارسة المشي يومياً أو الرياضة، أو تحسين علاقة مع شخص ما.
وهذه الاستراتيجية في التدرج هي أن نتغير تدريجياً وليس مرة واحدة، فكلما نجحنا في الصبر على التدرج أو التمرحل وأتقنّا قواعده ثبتت هذه العادة لدينا وأصبحت أكثر سهولة وأكثر تقبلاً لعقلنا ومشاعرنا.
وأكثر ما يعطّل نجاح الشخص في تحقيق أي هدف في الحياة هو الاستعجال في رؤية النتائج بسرعة، وعدم الصبر أو الشعور بالإحباط لعدم تحققه، أو الانتظار الدائم بقلق وعدّ الأيام والساعات للوصول إلى نتيجة، ولو أنه صبر قليلاً واستمر في التدرج مع مشاعر الاستمتاع بدلاً من التذمر لوصل إلى تحقيق الهدف وبنتائج رائعة وثابتة.
والأهم من ذلك كله أنه عندما يستمتع الشخص بالتدرج خطوة خطوة يصبح ظهور النتائج أفضل وأسهل وأسرع، ويستمتع بالإنجاز.
والهدف الأول والأخير من كل هدف أو الغاية التي نريد الحصول عليها هي في النهاية رؤية النتائج، والحصول على مشاعر معينة، فعش المشاعر الجيدة من الآن مع شعور الرضا بالإنجاز الذي وصلت إليه، وأنك سائر نحو تحقيق الهدف بإذن الله.
عليك بالتدرج، كأنك ترقى سلماً ذا عتبات متقاربة سهلة ومريحة، فتصعد شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى القمة، وقد تتفاجأ بخفة الصعود، ومتعة الرحلة للوصول إلى النتائج المرجوة دون تعب أو استنزاف طاقتك، عكس المستعجل الذي يريد تخطي العتبات أو السلم بخطى متباعدة وواسعة، فبعد فترة وجيزة سيشعر بالتعب والملل، ويتوقف عن التقدم.
لذلك، الذي يسلك استراتيجية التدرج أو التمرحل يكون أكثر استمتاعاً بالحياة وأكثر اطمئناناً إلى أنه سوف يصل إلى هدفه وإلى ما يسعى إليه بعد التوكل على الله.
مقالات أخرى للكاتب




قد يعجبك ايضا







