معدلات الإنجاب

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

الأسرة تعتبر نواة المجتمع وإحدى أهم دعائمه، وتحظى باهتمام لا محدود في الدولة، انطلاقاً من الاهتمام بالإنسان باعتباره الثروة الحقيقية لأي مجتمع، لذلك تجد الأسرة في الإمارات كافة أشكال الدعم لتعزيز رفاهيتها واستقرارها، فكانت العديد من البرامج الاجتماعية والصحية والسكنية التي من شأنها تشجيع الفرد على الزواج وإنجاب الأطفال وتكوين أسرة.
من أهم المبادرات التي تحرص عليها الدولة ويتم تنفيذها، منح الزواج، والمنح السكنية، وتوفير الوظائف، وحوافز مالية للمواليد، والتوازن بين الحياة الأسرية والعمل، منها زيادة إجازات الأمومة والطفولة، وتوفير حضانات في أماكن العمل للاهتمام بأطفال الموظفات، لتشجيع النساء على الإنجاب وتكوين أسر مستقرة، فتشجيع الأسر على الإنجاب استثمار في مستقبل الوطن.
هناك تحدٍ يواجه أغلبية الأسر يتمثل في انخفاض معدلات الإنجاب والخصوبة، الأمر الذي دفع المجلس الوطني الاتحادي إلى طلب مناقشة هذا الموضوع المهم تحت قبة المجلس، وتبنى 10 أعضاء في المجلس مناقشة موضوع «سياسة الحكومة في شأن تعزيز معدلات الإنجاب في الدولة»، وستتم المناقشة خلال الجلسات المقبلة وفق ثلاثة محاور: دور التشريعات في تعزيز معدل الإنجاب في الدولة، وسياسات واستراتيجيات الدولة بشأن تعزيز معدلات الإنجاب، والعوامل الاقتصادية والاجتماعية لمعدل الإنجاب في الدولة.
تقارير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء أشارت إلى انخفاض معدلات الإنجاب في الدولة بين المواطنين، فعلى سبيل المثال في العام 1977 بلغ إجمالي المواليد المواطنين 10 آلاف و727 مولوداً، واستمر في الارتفاع سنوياً حتى العام 2017 ووصل إلى 34 ألفاً و296 مولوداً، ليبدأ بعد ذلك بالانخفاض التدريجي سنوياً إلى 33 ألفاً و700 مولود في العام 2018، و32 ألفاً و801 مولود في العام 2019، و31 ألفاً و604 مواليد في العام 2020، و31 ألفاً و736 مولوداً في العام 2021، و30 ألفاً و889 مولوداً في العام 2022.
لجنة الشؤون الصحية في المجلس الوطني الاتحادي تواصل جهودها لإعداد تقرير مفصل حول موضوع معدلات الإنجاب في الدولة، ونظمت حلقة نقاشية شاركت فيها مختلف فئات المجتمع الذين تطرقوا إلى العديد من التحديات ومنها طول ساعات العمل للأب والأم، والضغط النفسي، وزيادة النفقات الأسرية، والعزوف عن الزواج، وزيادة حالات الطلاق، وقلة وعي الجيل الجديد بثقافة الزواج، وطالبوا بوضع تشريعات لدعم الحياة الأسرية وتكثيف التثقيف الصحي وتقديم الدعم للأسرة ودعم الزواج المبكر، فهل فعلاً هذه الأسباب الرئيسية لانخفاض معدلات الإنجاب، أم قناعة أغلبية الأسر وبالذات الأمهات بالاكتفاء بعدد قليل من الأبناء. في الماضي لم تكن هناك محفزات للأسر وكانت أمهاتنا تحرص على إنجاب أكبر عدد من الأبناء.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"