عادي
أصوات من جميع أنحاء العالم في «أبيات من أعماق الصحراء»

الشعر يحاور النجوم في «طيران الإمارات للآداب»

20:23 مساء
قراءة 4 دقائق

الشارقة جاكاتي الشيخ

تواصلت مساء الخميس الدورة السابعة عشرة من مهرجان طيران الإمارات للآداب؛ حيث احتضن مخيم كرفان سراي في دبي، فعالية «أبيات من أعماق الصحراء»، تحت شعار «التحليق بأجنحة الحب»، وبحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وكوكبة من أبرز الكُتَّاب والمبدعين من الإمارات ومن حول العالم.
شهد الحضور وسط الكثبان الرملية، والسماء المرصعة بالنجوم، ليلة لا تُنسى من الشعر، حيث يُجسد هذا الحدث الخاص قلب المهرجان، الذي يجتمع فيه الحضور للاحتفال بالقصص الأدبية، والاندهاش بالقوة العميقة للكلمات، في ربط الزمان والمكان والتجربة الإنسانية، وذلك بمشاركة مجموعة من الأصوات المحلية والعالمية؛ هي: شهد ثاني من الإمارات، وخيراني باروكا من إندونيسيا، وأسماء عزايزة من فلسطين، وعبد اللطيف يوسف من السعودية، وشمه البستكي من الإمارات، وصفية سنكلير من جامايكا، وخالد البدور من الإمارات، وبمرافقة فرقة «رومينيشين» الموسيقية.


روميات

بدأت الفعالية بأداء موسيقي من طرف فرقة «رومينيشن»، التي تسعى إلى إحياء فن السرد القصصي، خاصة القصص البدوية التي لم تُحكَ بعد، في إلهام يحوّل الفردية إلى التناغم الجماعي، ويعزز السلام، تمثّلاً لأفكار جلال الدين الرومي: «التعاطف أفضل من التحدث بلغة واحدة»، وهذا ما حاولت الفرقة تجسيده في عرضها المعتمد على أداء الوجد الصوفي.
وبدأت الإلقاءات الشعرية مع الشاعرة شهد ثاني؛ حيث ألقت قصيدة باللغة الإنجليزية تحت عنوان «أصبح الرومي»، تقول فيها: أصبح الرومي / رجال بعباءات خضراء / يسرقونني بعيداً/ يُرُونني المجرات / أسير مثل محيط / خلف والدي / البحر بأكمله / أول إرث لي مكتبة أصبحت تصنع إنساناً.

حلم

وبعدها ألقت الشاعرة خيراني باروكا، وهي كاتبة وفنانة ومستشارة مقيمة في جاكرتا، كرّمت بعدة جوائز شرف، وتأهلت للقائمة النهائية لجائزة «المرأة الآسيوية للإنجاز» لعام 2023، تتمحور أعمالها حول العدالة للأشخاص من ذوي الإعاقة، والتطبيق العملي المناهض للاستعمار والعدالة البيئية، تقول في إحدى قصائدها: احتفظ بي طرياً بين يديك المجوفتين / دع الغبار يتحول إلى لبد / الجروح توَلّد الإزهار / ألحان من أفواه مقضومة الأظافر / لا يمكنك أن تأخذني إلى أي مكان.
أسماء عزايزة، شاعرة وكاتبة ومحررة، صدر لها أربع مجموعات شعريّة آخرها «الجسد الّذي تسلّقتُه يوماً»، حصلت على عدة جوائز، وقد ترجم بعض من قصائدها إلى الإنجليزية والألمانية والفرنسية والفارسية والسويدية والإسبانية والتركية وغيرها، ركزّت نصوصها على علاقة الإنسان بوطنه، وتقول في إحدى قصائدها: رأيت في منامي / أصبعاً مجهولة تزلزل أسناني / فسمعت دويّ سقوطها / سناّ سناًّ / قالت العرب: إن رأيتِها سقطت إلى الأرض فهي الموت / إن سقطت مقاديمها منعتك من الفعل والكلام / وإن سقطت كلّها هلُكَ أهلُك / وبقيت بعدهم / استيقظت فوجدت فُمِي مُغرى.

تراث


أما الشاعر عبداللطيف يوسف فلديه ثلاثة إصدارات شعرية، حائز على جائزة الأمير عبد الله الفيصل العالمية للشعر العربي، فرع التجربة الشعرية،، وقد قدّم قصائد تتكّئ على الإرث الشعري العربي، مع تحديث في الصور، يقول في إحداها: وأما بعد هذا الليل مُعدِ / ويكفر ثم يستر ثم يُبدي / دَماً يمتدّ في صحراء روحي / أرى فيه ابنَ كلثوم ابنَ هندِ / فَماً كالجرح وهو يَمُجُّ معنًى / أسمّيه الخسارة لا التحدِّي.
الشاعر خالد البدور، الذي يُعدّ من رواد الحركة الشعرية الحديثة في الإمارات، حيث نشر عدة مجموعات شعرية، وهو أحد الأعضاء المؤسسين لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، قد تساءل في نصّه «كلّ ما لدينا»، ما إذا كنا نحمل بداخلنا ما يكفي من الحب للحياة، مع أن لدينا ما يكفي من الماء؟ أم أننا لسنا مثل البدو الذين كانوا لا يجدون ما يكفي من الماء، ولكنهم يجدون الكثير من الحب من أجل الحياة؟ فيقول: إنه لا أحد هناك / فقد حان الوقت لأتخذ طريقي نحو الصحراء / هناك / حيث لا أحد يغطي الأفق / أو يمنع السماء من السقوط فوق رأسي / حين يحين الشتاء / أو يقترب الصيف بلهيبه الحارق / سأكون الهائم الباحث عنك / يطويني الليل كورقة في كتاب / وحين تفاجئني شمس الصباح بلونها الملتهب / أقف كعمود معبد قديم / مترنّما بأناشيد البدو الرّحل / مبتهجاً إلى الظلام بكل نبضات القلب / كي يصل صوتي إليك.

بيوت

شمه البستكي، الحائزة على عدة جوائز، والمشتهرة بعملها على تعزيز الثقافة الإماراتية وهويتها، ألقت قصيدة تستلهم التراث الإماراتي بعنوان «بيت البيت»، وهي من مجموعتها الشعرية الأولى بنفس العنوان، التي نالت من خلالها جائزة الإبداع من «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون» في عام 2019.
واختتمت القراءات الشعرية بالشاعرة صفية سنكلير المولودة في مونتيغو باي، جامايكا، الحائزة على جائزة «دائرة نقاد الكتب الوطنية»، و«جائزة أو سي إم بوكاس للأدب الكاريبي»، وتركز في نصوصها على مواضيع مثل الحرية والهوية والقوة التحويلية للأدب، وتقول في قصيدتها «البيت»: هل نسيتها؟ لهجة الصدف البرية / علامة اقتباس سوداء ملتفة / بشدة على لساني؟ أو كيف بنى الإسبان جدراناً / من الزجاج المكسور لإبقائي في الخارج.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"