متلازمة الفيبروميالجيا ... مرض يتخفى تحت عباءة الآلام المزمنة؟

الشارقة:  سارة المزروعي
هل تعلم أن الفيبروميالجيا، أو متلازمة الالتهاب العضلي الليفي، أحد الأمراض المزمنة التي تؤثر في العضلات والعظام، وقد تتسبب في التعب وصعوبات النوم ومشاكل الذاكرة، على الرغم من أنها ليست مرضاً مميتاً، إلا أنها تؤثر بشكل كبير في جودة حياة المصابين بها.
تشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالفيبروميالجيا مقارنة بالرجال، وغالباً ما تبدأ الأعراض بعد التعرض لإجهاد نفسي أو جسدي شديد، أو نتيجة إصابة سابقة.
الألم المزمن في العضلات والعظام هو أبرز علامات الفيبروميالجيا، وقد يمتد الألم، ليشمل مناطق متعددة من الجسم، إضافة إلى معاناة المصابين من اضطرابات النوم والتعب المستمر، ما يؤثر في إنتاجيتهم اليومية.
ليس هناك اختبار محدد لتشخيص الفيبروميالجيا، ويعتمد الأطباء على التاريخ الطبي والفحوص السريرية واستبعاد الأمراض الأخرى التي قد تسبب أعراضاً مشابهة،ومن المهم مراجعة طبيب مختص عند استمرار الأعراض لأكثر من ثلاثة أشهر.
الفيبروميالجيا قد تؤدي إلى مزاج متقلب، صعوبات في التركيز، وحتى شعور بالاكتئاب نتيجة الألم المستمر. إضافة إلى ذلك، قد يعاني المصابون الصداع النصفي وآلام الفك واضطرابات الجهاز الهضمي.
إن التكيف مع متلازمة الفيبروميالجيا يتطلب تغييرات في نمط الحياة، واستخدام استراتيجيات علاجية متعددة لتخفيف الأعراض.
الأدوية، على الرغم من عدم وجود علاج نهائي، تساعد الأدوية مثل مضادات الاكتئاب على تخفيف الألم وتحسين الحالة النفسية ولا ننسى أساليب الاسترخاء التي تعمل على تقليل توتر العضلات والحد من القلق وأخيراً العلاج الفيزيائي مثل التمارين الهوائية مثل المشي، السباحة، ركوب الدراجة، والرقص تساعد على تحسين الدورة الدموية، تعزيز صحة القلب، وتحسين جودة النوم.
تعد التمارين أحد العلاجات الفعالة، حيث تُظهر الدراسات أن النشاط البدني الهوائي يعزز من قدرة المرضى على التكيف مع الألم، ويزيد من طاقتهم، كما يُوصى بالتمارين التي تتضمن التمدد مثل اليوغا، والتي تعتبر فعالة في تخفيف الأعراض.
على الرغم من عدم وجود علاج نهائي، يمكن إدارة الأعراض من خلال تغييرات في نمط الحياة مثل ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، تحسين جودة النوم، والاسترخاء. كما يمكن أن تساعد الأدوية على تخفيف الألم وتحسين النوم.
إذا كنت تعاني أعراضاً مشابهة، لا تتردد في استشارة طبيبك، لتحصل على التشخيص المناسب وخطة علاجية، تعزز من جودة حياتك.