أثارت مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وبسط سيطرة الولايات المتحدة عليه بعد إفراغه من سكانه الفلسطينيين، ردوداً واسعة لدى المجتمع الدولي، حيث أعربت دول ومنظمات كثيرة، أمس الأربعاء، عن معارضتها أو استنكارها لهذه المقترحات، ودعت إلى تنفيذ «حل الدولتين» سبيلاً لتسوية الصراع في المنطقة.
الإمارات: رفض الممارسات غير الشرعية
أكدت دولة الإمارات التزامها بدعم السلام والاستقرار في المنطقة، وموقفها التاريخي الراسخ تجاه صون حقوق الشعب الفلسطيني، وشددت على ضرورة إيجاد أفق سياسي جاد يفضي إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ما يعكس قناعتها بأن لا استقرار في المنطقة إلا بحل الدولتين.
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، أن التحديات الكبيرة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط تتطلب تعزيز جسور التواصل والحوار وتغليب الحلول الدبلوماسية وتكثيف الجهود الإقليمية والدولية الداعمة لمسار السلام الشامل، حيث طالبت دولة الإمارات دوماً المجتمع الدولي بتعزيز الجهود المبذولة كافة من أجل معالجة الأسباب الجذرية لهذا الصراع الممتد، والوصول إلى حل عادل ودائم يحقق الأمن للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. كما أكدت رفضها القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره، ودعت إلى ضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتقوض فرص السلام والتعايش.
وحثت الوزارة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن على الاضطلاع بمسؤوليتهم ووضع حد للممارسات غير الشرعية التي تتنافى مع القانون الدولي. وشددت على أهمية تجنّب كل ما يمكن أن يؤدي إلى اتساع رقعة الصراع في المنطقة، وأوضحت أنّ الأولوية الآن بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة يجب أن تنصب على إنهاء التطرف والتوتر والعنف وحماية أرواح المدنيين كافة وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وآمن ومستدام إلى القطاع.
الرياض: التهجير مرفوض
وأكدت المملكة العربية السعودية أنها لن تطبّع مع إسرائيل بدون إقامة دولة فلسطينية. وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إنّ الرياض «لن تتوقّف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية»، مضيفة «أنّ المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بدون ذلك». كما جدّدت الرياض رفضها «تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه».
الأردن: ضرورة تثبيت الفلسطينيين
وأكد الملك عبدالله الثاني على «ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية». وأكد الملك عبدالله، بحسب الديوان الملكي، ضرورة وقف إجراءات الاستيطان ورفض أية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، مشدداً على ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم.
مصر: موقفنا ثابت
كما أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي موقف مصر الثابت الرافض لتهجير الفلسطينيين. وأكد عبدالعاطي دعم بلاده الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية، مشدداً على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية سياسياً واقتصادياً، وتولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
الأمم المتحدة: الترحيل محظور
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك إنّ «الحق في تقرير المصير هو مبدأ أساسي في القانون الدولي ويجب أن تصونه جميع الدول» مؤكداً أن «أي نقل قسري أو ترحيل للسكان من الأراضي المحتلة محظور تماماً». كما اعتبرت المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي أن خطة ترامب «غير قانونية» و«غير منطقية بتاتاً».
الصين: نعارض الترحيل
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان إن الصين «أكّدت دائماً أنّ الحكم الفلسطيني على الفلسطينيين هو المبدأ الأساسي لحكم غزة بعد الحرب، ونحن نعارض الترحيل القسري لسكان غزة».
فرنسا: تهديد للاستقرار
وأكدت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية صوفي بريما أن «فرنسا تعارض تماماً تهجير السكان»، معتبرة أن تصريحات ترامب «تهدّد الاستقرار وعملية السلام».
بريطانيا وألمانيا: ملك للفلسطينيين
وشدّد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على ضرورة تمكين الفلسطينيين من «العودة إلى ديارهم... وإعادة البناء، وينبغي لنا أن نكون معهم في مسار الإعمار حول حل الدولتين».
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن القطاع «ملك للفلسطينيين» وينبغي أن يكون «كما الضفّة الغربية والقدس الشرقية» جزءاً من «الدولة الفلسطينية مستقبلاً». وقال وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني «نؤيد حلّ الدولتين، لسنا مستعدين حتى لإرسال جنود إيطاليين لإعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية».
إسبانيا: غزة أرض الفلسطينيين
وأكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن «غزة أرض الفلسطينيين ويجب أن يبقوا في غزة التي تشكل جزءاً من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تدعمها إسبانيا والتي يجب أن تعيش وتتعايش مع ضمان أمن وازدهار دولة إسرائيل».
روسيا: التهجير مرفوض
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف «سمعنا تصريحاً لترامب لكننا سمعنا أيضاً تصريحات من عمّان والقاهرة مفادها أنّ هناك رفضاً لمثل هذه الفكرة»، مضيفاً أنّ «أيّ تسوية في الشرق الأوسط لا يمكن أن تحصل إلا على أساس دولتين. نعتقد أنّ هذا الخيار الوحيد الممكن». وشدد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على أنّه يعود «للفلسطينيين أن يهتموا بغزة»، معتبراً أن طرح ترامب «غير مفهوم».
إندونيسيا وتركيا: الطرد مرفوض
وأعلنت وزارة الخارجية الإندونيسية أنّ جاكرتا «ترفض بشدّة أي محاولة للنقل القسري للفلسطينيين أو لتغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة الفلسطينية المعنية» داعية المجتمع الدولي إلى «احترام القانون الدولي» ولاسيما «حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم».
واعتبر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن مشروع الرئيس الأمريكي «غير مقبول» مشيراً إلى أن «طرد (الفلسطينيين) من غزة أمر لا يمكننا نحن القبول به ولا يمكن لدول المنطقة القبول به، ولا حاجة حتّى لمناقشته». (وكالات)
عادي
الإمارات ترفض أي مساس بحقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف ومحاولة تهجيرهم
استهجان دولي واسع لمقترح ترامب.. ودعوات لتنفيذ «حل الدولتين»
6 فبراير 2025
02:07 صباحا
قراءة
4
دقائق
عناوين متفرقة
قد يعجبك ايضا







