في خطوة قد ترسم ملامح جديدة للأزمة الأوكرانية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجراءه مكالمة «طويلة ومثمرة جداً» استغرقت 90 دقيقة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث اتفقا على بدء مفاوضات فورية لإنهاء الحرب.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، أن واشنطن لن ترسل قوات إلى أوكرانيا بموجب أي اتفاق سلام، مشدداً على أن استعادة كييف لكل أراضيها أو انضمامها إلى الناتو ليسا هدفين واقعيين.
وقال ترامب، عبر منصته الاجتماعية تروث سوشال، إنه وبوتين تبادلا الدعوة إلى زيارة بلد كل منهما، لافتاً إلى أنه سيتصل بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فوراً لإبلاغه بفحوى المكالمة.
من جهته، أعلن الكرملين بشكل منفصل أن المكالمة استمرت ساعة ونصف ساعة، وأن بوتين وترامب اتفقا على أن «الوقت قد حان للعمل معاً». وقالت الرئاسة الروسية إن بوتين أبلغ ترامب أيضاً أن التوصل إلى حل بعيد المدى للنزاع المستمر في أوكرانيا منذ عام 2022 أمر ممكن، ودعا الرئيس الأمريكي إلى زيارة موسكو.
وأشاد ترامب بالرئيس الروسي في منشوره على تروث سوشال، قائلاً إن بوتين «استخدم حتى شعار حملتي القوي للغاية وهو«الحس السليم»».
وأضاف: «اتفقنا على أننا نريد وقف سقوط ملايين القتلى في الحرب بين روسيا/أوكرانيا»، مستخدماً رقماً غير مؤكد لعدد قتلى النزاع. وتابع الرئيس الأمريكي: «اتفقنا على العمل معاً بشكل وثيق للغاية، بما في ذلك زيارة كل منا لدولة الآخر».
وأضاف ترامب: «اتفقنا أيضاً على أن تبدأ فرقنا المعنية المفاوضات على الفور، وسنبدأ بالاتصال بالرئيس الأوكراني زيلينسكي لإبلاغه بالمحادثة، وهو ما سأفعله فوراً».
وكشف عن أنه طلب من وزير الخارجية ماركو روبيو ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف ومستشاره للأمن القومي مايكل والتز ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قيادة المفاوضات التي أشعر بقوة بأنها ستكون ناجحة.
بدوره، أعلن وزير الدفاع الأمريكي أن واشنطن لن تنشر قوات في أوكرانيا بموجب أي اتفاق سلام مع روسيا، وأن استعادة كييف لكل أراضيها أو انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي ليسا هدفين واقعيين.
وحدد الوزير الأمريكي في خطاب قوي ألقاه في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل الخطوط العريضة للاتفاق المستقبلي الذي تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إليه لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقال أمام وزراء دفاع مجموعة من الدول الداعمة لكييف، بينهم نظيره الأوكراني: «رسالتنا واضحة، إراقة الدماء يجب أن تتوقف ويجب أن تنتهي هذه الحرب».
واعتبر أن محاولة استعادة حدود أوكرانيا على ما كانت عليه قبل عام 2014 هو هدف غير واقعي، من شأنه أن يطيل أمد الحرب. وفي حين لفت وزير الدفاع الأمريكي إلى ضرورة أن تحظى أوكرانيا بضمانات أمنية، اعتبر أن منحها عضوية حلف شمال الأطلسي مسألة «غير واقعية»، موضحاً أن الولايات المتحدة لن تنشر قوات في البلد الحليف.
وأضاف: «بدلاً من ذلك، يجب أن تكون أي ضمانة أمنية مدعومة بقوات مؤهلة أوروبية وغير أوروبية».
وفي السياق، رفضت روسيا مقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن مبادلة أراضٍ محتلة، واصفةً الفكرة ب«الهراء».
وجاء رفض روسيا مبادلة أراضٍ محتلة مع أوكرانيا في إطار أي اتفاق مستقبلي للسلام، رداً على اقترح زيلينسكي مبادلة أجزاء تسيطر عليها أوكرانيا من منطقة كورسك الروسية بمناطق خاضعة للسيطرة الروسية في شرق وجنوب أوكرانيا، لكن الكرملين رفض المقترح بشكل واضح. وقال الناطق باسمه دميتري بيسكوف: «ذلك مستحيل.. لم تناقش روسيا قط، ولن تناقش مسألة مبادلة أراضيها». وتعهّد بأن يتم إما تدمير أو إخراج القوات الأوكرانية التي تسيطر على أراضٍ داخل روسيا.
ميدانياً، ذكرت وزارة الدفاع الروسية بأنها نفّذت «مجموعة ضربات صاروخية» على مواقع أوكرانية مرتبطة بالصناعات العسكرية، والتي تنتج المسيّرات، وأكدت بأنها نجحت في ضرب جميع أهدافها.
واشنطن ترغب في اتفاق اقتصادي مقابل دعم أوكرانيا
أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت في كييف، أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة تريد الحصول على «اتفاق تعاون اقتصادي» مقابل دعمها لأوكرانيا، وهو أمر حيوي بالنسبة إلى كييف لمواجهة روسيا.
وقال بيسينت خلال لقائه الرئيس فولوديمير زيلينسكي: «نود التوصل إلى اتفاق تعاون اقتصادي. وفي مقابل هذا الاتفاق، ستواصل الولايات المتحدة تقديم دعم مادي إلى أوكرانيا وشعبها».
وكان الرئيس دونالد ترامب قد صرح في مقابلة حديثة مع شبكة «فوكس نيوز»، أنه طلب من أوكرانيا تقديم معادن نادرة بقيمة 500 مليار دولار كتعويض عن المساعدات المالية والعسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة لكييف. وذكر ترامب أن الأوكرانيين وافقوا بشكل أساسي على هذا الطلب. (وكالات)