د. روشان كوشي جاكوب*
العلاج المناعي هو نوع من العلاجات التي تعزز قدرة الجهاز المناعي على التعرف إلى الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
يختلف العلاج المناعي عن العلاجات التقليدية مثل الجراحة والعلاج الكيميائي التي تستهدف الخلايا السرطانية بشكل مباشر. يعمل العلاج المناعي على تعزيز استجابة الجهاز المناعي ضد السرطان أو عبر إدخال مواد تساعده على العمل بفاعلية أكبر.
في الجسم السليم، تخضع الخلايا لسيطرة إشارات جينية تحد من نموها، لكن الخلايا السرطانية تكتسب عيوباً تسمح لها بتجاهل هذه الإشارات والنمو بشكل غير منضبط. في بعض الحالات، تتطور الخلايا السرطانية لتتمكن من التهرب من جهاز المناعة، مما يسمح لها بالانتشار. لذلك، تم تطوير العلاجات المناعية لتعزيز قدرة الجهاز المناعي على التعرف إلى الخلايا السرطانية والقضاء عليها.
يعمل العلاج المناعي بطريقتين رئيسيتين: الأولى هي تعزيز الدفاعات الطبيعية لجهاز المناعة ليعمل بشكل أكبر ضد السرطان، والثانية هي إزالة العوائق التي تمنع الجهاز المناعي من مهاجمة الخلايا السرطانية.
بعض الأدوية المناعية تمنع الخلايا السرطانية من تعطيل الخلايا التائية، وهي خلايا مناعية مسؤولة عن القضاء على الخلايا السرطانية.
بالمقارنة مع العلاج الكيميائي الذي يستهدف الخلايا السرطانية بشكل مباشر، يعمل العلاج المناعي على تدريب الجهاز المناعي ليتعرف إلى الخلايا السرطانية ويهاجمها. ورغم أن العلاج المناعي قد يستغرق وقتاً أطول لإحداث تأثير، فإن هذه التأثيرات قد تستمر لفترة طويلة بعد توقف العلاج، مما يجعل العلاج المناعي فعالاً في مكافحة السرطان على المدى البعيد.
تشمل أنواع العلاج المناعي: الأجسام المضادة المستهدفة، العلاج الخلوي التكيفي، العلاج الفيروسي المحلل للأورام، لقاحات السرطان، والمعدلات المناعية التي تحفز أو تثبط استجابة الجهاز المناعي.
تستخدم هذه العلاجات لعلاج العديد من أنواع السرطان مثل سرطان الرئة، الجلد، القولون، الكبد والكلى.
رغم فاعليته، قد يسبب العلاج المناعي بعض الآثار الجانبية مثل التعب، التسمم الجلدي، الإسهال، التهاب الرئة وأمراض الكبد. ومع ذلك، يمكن معالجة هذه الآثار بتدخلات طبية فعالة، ويمكن السيطرة على معظمها لضمان استمرار نجاح العلاج.
* استشاري الأورام- مستشفى إن إم سي رويال- الشارقة