عادي

بعد 500 يوم على الحرب.. غزيون يرفضون التهجير من وسط الدمار

22:36 مساء
قراءة دقيقتين

غزة - أ ف ب
بعد 500 يوم على بدء الحرب في غزة التي شنتها إسرائيل، يشكو سكان القطاع من غياب كل مقومات الحياة، وعن أشهر من «الذل والموت والعذاب».
وتقول خديجة حمو (56 عاماً): «خمسمئة يوم من الحرب مرّت كأنها خمسمئة عام»، مضيفة «لا توجد خيمة تؤوينا، لا يوجد ماء للشرب أو الاستحمام، لا توجد مقومات حياة في غزة». ثم تتابع بإحباط، وفي وقت تتدفّق على القطاع المدمّر أخبار تهجير السكان قطاع غزة إلى الخارج: «لكن لا خيارات لدينا سوى البقاء في غزة».
وتسبّب القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي والعمليات القتالية في تدمير أكثر من ثلثي القطاع، كلّياً أو جزئياً. وبدأت منذ نحو ستة أسابيع هدنة هشة بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية قطرية أمريكية، ما دفع مئات آلاف النازحين للعودة إلى مناطقهم في القطاع المدمر، لا سيما إلى مدينة غزة والشمال. لكنهم لم يجدوا إلا الركام.
وتطالب «حماس» والسكان بإدخال خيم وبيوت متنقلة إلى القطاع لإيواء النازحين. وخلال الحرب، نزح غالبية سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون، أكثر من مرة.
وقال محمد أبو مرسة (45 عاماً)، وهو من سكان منطقة الكرامة: والذي تنقّل 12 مرة خلال الحرب: «500 يوم من الذلّ والمعاناة وسفك الدم. كلّ ما حولنا دمار»، معبّراً عن أمله في «استمرار الهدنة وتبادل الأسرى».
وقالت خديجة التي رجعت إلى منزلها الذي لم يعد صالحاً للحياة، في حي الصبرة بغزة: «500 يوم كشفت للعالم أن إسرائيل ترتكب المجازر، وأن شعبنا هو المحتل والمظلوم».
وقتلت إسرائيل خلال حربها على غزة أكثر من 48284 شخصاً على الأقل، معظمهم مدنيون.
- «لن أترك»
وبالنسبة إلى أيمن الجمالي (39 عاماً)، وهو من سكان تل الهوى غربي غزة: «الهاجس لدينا أن تعود الحرب، ويتفرّج العالم على المجازر من دون أن يحرّك ساكناً».
ولا يخفي أن لديه خوفاً من أن تستأنف إسرائيل الحرب: «في أي لحظة» في ظلّ وجود رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبراً أن «نتنياهو يريد أي فرصة لتدمير غزة».
ويؤكد الرجل الذي يقيم خيمة فوق ركام منزله الذي هدم خلال الحرب: «لم أسافر في حياتي، ولا أنوي ترك البلد إلا إذا قتلونا»، مضيفاً «خيمتي شاهد على حرب الإبادة الإسرائيلية». وقال محمد سكيك (47 عاماً) الذي يقيم في حي النصر: «ما حصل زلزال، فقدت والدي، وبُترت قدما أخي، وأصيبت زوجتي، ودُمّر منزلي»، مضيفاً: «يكفي دمار ومذلة. أطالب بسريان التهدئة، أتمنى أن يعيش أطفالنا مثل أطفال العالم».
وبينما يبقى المستقبل غامضاً، والخوف من عودة الحرب سائداً، أضاف: «سنبقى عشر سنوات في الخيام، تعبنا».أما محمد حلس (58 عاماً)، فيريد أي فرصة لمغادرة القطاع، «عندما يسمح بالسفر عبر معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر». ويقول من مدينة الزهراء المدمّرة بشكل شبه كامل: «تعبنا، لا طاقة لنا، نريد أن نعيش ولو سنة بدون حرب ومآس».

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"